الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«يورو نيوز»: «الشيعة» حركة سياسية قسمت دولة الإسلام.. وأنشأت أرضا خصبة للمتطرفين

دولة الإسلام
دولة الإسلام

  • الشيعة ينظرون إلى أئمتهم نظرة ألوهية ورحلة الحج لديهم تنطلق لـ«11 قبرا»
  • الجهاد لدى الشيعة إما «صراع» داخلي أو «نضال» خارجي عنيف
  • مركز «بيو» للأبحاث حول الدين والحياة: 40٪ من السنة في الشرق الأوسط لا يعتبرون الشيعة مسلمين حقيقيين
في صراعات العالم العربي كثيرا ما يتصدر عناوين الصحف، صراعات ما بين الشيعة والسنة، الآن مثل هذه الأخبار مألوفة لدى العديد من غير المسلمين في أخبار العالم، حتى لو الخصائص التي تميز واحدا من الآخر لا تزال غير واضحة، وهناك تقرير نشره موقع «يورو نيوز» ينظر إلى التاريخ الإسلامي بعيني الطائفتين، من خلال تناول خلافاتهما وتوزيع أتباعهما في جميع أنحاء العالم.

يبدأ تقرير الموقع الإخباري الأوروبي بالشيعة (وهي طائفة اصطلح في بعض الأحيان على وصفها بالأساس بأنها حركة سياسية نشأت في قلب الدولة الإسلامية، بعد وفاة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - عام 632 م، أراد مؤسسو الطائفة الشيعية تولية أمر المسلمين إلى الإمام علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول، ومن بعده إلى أكبر خلفائه من أبنائه الذكور).

وبعد مرور قرون لعبت الاختلافات والانقسامات الدينية دورا في التفريق بين المسلمين على أساس شيعة وغيرهم، اعتمدت تلك التصنيفات في المقام الأول على الفوارق السياسية الأولية، حسب موقع «يورو نيوز» الأوروبي.

والشيعة يشكلون نحو 10-13٪ من إجمالي عدد المسلمين حول العالم، الذي يقدر بنحو مليار و600 مليون من المسلمين - ويعترفون بـ«علي» بأنه الخليفة المعين إلهيا أو «حاكم أمة الإسلام» وخلفائه هم الأئمة، ممن يزعم الشيعة بأن الله أنعم عليهم بنعمة المعرفة الإلهية.

ولكن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – لم يعين خليفة له نهائيا، وفي أعقاب وفاته كان مجتمع القبائل العربية الذي اعتنق الإسلام قبل فترة قصيرة، قد جنح إلى حافة الانهيار، حسب موقع «يورو نيوز».

وكان صحابة النبي –صلى الله عليه وسلم – قد ولوا عليهم صهر النبي وأقرب أصدقائه إليه وهو أبو بكر الصديق، على عجل، لتولي أمر المسلمين وأسموه «الخليفة».

ووفقا لبعض المصادر الشيعية، يعتقد الكثير من المسلمين أن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم - عين «عليا» زوج ابنته، خلفا له.

وبدأت الفرقة تدب بين صفوف المسلمين منذ هذه اللحظة، فأولئك الذين ناصروا «علي» ضد «أبو بكر» أطلق عليهم اسم «الشيعة».

والاسم نفسه مشتق من اللغة العربية من لفظ «شايع»، وهو ما يعني «ناصر»، في إشارة إلى من نادو بخلافة «علي» وأطلقوا على أنفسهم «حزب علي» أو «شيعة علي».

فيما اتضح أن «علي» تم اختياره ليكون الخليفة الرابع بعد الرسول صلى الله عليه وسلم في الفترة ما بين عام 656 و661 ميلاديا، واحتدم الانقسام بين المسلمين بعد مقتل «على» عندما نادى أشياعه بالخلاقة لـ«الحسين» الذي قتل عام 680 ميلادية في موقعة كربلاء، في العراق على يد قوات الخليفة الحاكم.

وبعد مقتل «الحسين»، صادر خلفاء «السنية» وهو المذهب الإسلامي الصحيح، وعززوا السلطة السياسية في الدولة الإسلامية، وتركوا الشيعة مهمشين.

ووفقا لمنتدى مركز «بيو» للأبحاث حول الدين والحياة العامة، في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط، فإن ما لا يقل عن 40٪ من السنة لا يعتبرون الشيعة مسلمين حقيقيين؛ وفي الوقت نفسه، سادت انتقادات ضد الشيعة من قبل السنة، وفي بعض الأحيان ربما كانت الاتهامات المبنية على وجهة نظر السنة بأن الشيعة أنشأوا أرضا خصبة للمتطرفين الإسلاميين.

الاختلافات في الممارسات الدينية
وبصرف النظر عن حقيقة أن الشيعة يصلون ثلاث مرات في اليوم والسنة يصلون خمس مرات، هناك أيضا اختلافات بين كل فريق في تصوره للإسلام.

والإسلام تقوم كل فروعه على تعاليم القرآن الكريم، مع ثاني أهم مصدر لتفسير وبيان آيات القرآن وهو السنة النبوية، والطريقة المثالية لحياة المسلمين كما هو محدد في القرآن وتعاليم النبي محمد- صلى الله عليه وسلم - والمعروفة باسم الأحاديث.

كما يعتبر الشيعة أيضا كلام الإمام علي مثل الأحاديث.

ويلقي موقع «يورو نيوز» في مقاله الذي نشره اليوم، الثلاثاء، الضوء على واحدة من أهم الفروق الأيديولوجية بين الطائفتين، وهي أن الشيعة نظروا إلى الأئمة نظرة ألوهية بأن بحوزتهم سلطة روحية، جعلتهم وسيطا بين الله والمؤمنين.

ويعتبر الشيعة الإمام ليس مجرد نائب للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن وكيله على الأرض.

ولا يجعل الشيعة حجهم إلى مكة المكرمة، ولكن أيضا لقبور 11 من 12 من الأئمة الشيعيين لديهم، ممن يعتبرونهم قديسين (والإمام الـ12 هو المهدي) والذي يعتقدون أنه مختفٍ ولم يظهر بعد.

أما المسلمون السنة، فلا يقدسون لديهم من يعرف باسم الإمام، وإنما يشار في المذهب السني إلى الإمام على أنه إمام المسجد بالمعنى المعاصر أو زعيم الجالية المسلمة.

كما أن هناك عدة قواسم بين الشيعة والسنة، مختلفة وفقا لكل عقيدة فالإسلام السني يقر بأن أركان الإسلام خمسة، وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، أما لدى الشيعة فضلا عن الأركان الخمسة للدين فلديهم أيضا 10 أفرع، لدمج الأفكار الواردة في الأركان السنية الخمسة.

أركان الشيعة الرئيسية الخمسة هي التوحيد (توحيد الله)، والنبوة (النبوة)، والقيامة، والعدل الإلهي والإمامة (الاعتقاد في السيادة السياسية والروحية لخلفاء الرسول).

أما الأفرع الـ10 في المذهب الشيعي فهي الصلاة، والصوم، والحج ويضيف الخمس (الضريبة من خمس)، النهي عن المنكر، والتولي (محبة ما هو جيد) والتبري (التخلي عن أولئك الذين يعارضون ويتسببوا في ضرر الإسلام بما لا يخالف مذهبهم).

والملحق الأخير في الإسلام الشيعي هو الجهاد، وهو في معناه لا يزال خاضعا للنقاش من قبل العلماء المسلمين، وتقليديا يتكون الجهاد من عنصرين: الصراع الداخلي مع النفس للحفاظ على سبيل الله، والنضال الخارجي ضد أعداء الإسلام الذي يمكن أن يكون إما عنيفا أو غير عنيف.

الهلال الشيعي
ويتخذ الشيعة من سكان إيران والعراق وسوريا ولبنان والبحرين، ما يسمى «الهلال الشيعي» رمزا لهم؛ نظرا لشكل هذه الأراضي على الخريطة.