الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

للمرة الثانية على التوالى.. خطبة الجامع الأزهر عن حقوق المسيحيين

خطيب الأزهر الشريف
خطيب الأزهر الشريف

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، منسق فروع بيت العائلة المصرية، حيث دار موضوعها عن "الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين في الإسلام"، وذلك للمرة الثانية على التوالى حيث دارت خطبة الأسبوع الماضى، عن "الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين في الإسلام" وألقاها الدكتور محمد عبدالعاطي الأستاذ بجامعة الأزهر.

وأكد الدكتور ربيع الغفير في مستهل خطبته على إنسانية تعاليم الإسلام وأخلاقه السمحة، حيث ضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة بأخلاقه التي شهد لها القاصي والداني، مشيرًا إلى أن رحلة الإسراء والمعراج كانت نموذجًا للأدب بين جموع الأنبياء.

وقال خطيب الجمعة إن رسول الله وضع أول وثيقة دستورية للتعايش بين أطياف المجتمع، وأقرت حقوق غير المسلمين وأكدت على ضمان أمنهم وحرياتهم، مضيفًا أن هذا التعايش ليس موقوفًا على أهل الكتاب بل مع غيرهم من أتباع الديانات الوضعية مثل البوذية والمجوسية وغيرهما.

وحذر الغفير من فوضى الفتاوى المضللة التي تحاول شق الصف بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين، مستنكرًا بعض الفتاوى التي حرمت تهنئة الإخوة المسيحيين في الأعياد.

وأوضح خطيب الأزهر اليوم أن الإسلام رسم العلاقة بين شركاء الوطن على أساس البر والإحسان والقسط، لقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، وقوله – صلى الله عليه وسلم "من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) وهو حديث يدل على وجوب حفظ حق أهل الذمة.

وشدد الدكتور الغفير على أن وحدة مصر الوطنية مثلت ضمانة لقوتها وتماسكها، ومنعتها من الانزلاق إلى مستنقع التفتت والتشتت الذي وقعت فيه بعض الدول المحيطة، مضيفًا أن الأزهر على مدار أكثر من ألف عام كان حصن مصر بل حصن الأمة القوي من الوقوع في الفتن، من خلال تعليم الناس صحيح الدين.

وأشاد خطيب الجمعة بدور الإمام الأكبر في مد جسور السلام بين أتباع الديانات المختلقة، من خلال جولاته الخارجية التي حملت إلى الإنسانية رسالة السلام والوسطية التي تمثل رسالة الإسلام ، وأوضحت لهم صحيح الدين وبراءته من تهم التطرف والإرهاب، وأنه دين جاء بالسلام للعالم أجمع.

ودعا خطيب الأزهر الشريف علماء الأمة إلى العمل على توضيح صحيح الإسلام، موضحًا أن من أهم أسباب ارتفاع نسبة الكره للإسلام والمسلمين في الغرب، وزيادة معدلات "الإسلاموفوبيا" هو الجهل بصحيح الدين الإسلامي وأنه دين خير وسلام للبشرية.

وكان الدكتور محمد عبدالعاطي الأستاذ بجامعة الأزهر، قد ألقى خطبة الجمعة الأسبوع الماضى بالجامع الأزهر، حيث دار موضوعها عن "الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين في الإسلام".

وقال الدكتور عبدالعاطي إن البعض يحاول أن يثير الشباب ضد إخواننا المسيحيين مستخدمين في ذلك شعارات دينية، رغم أن كل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية يحث على البر بأهل الكتاب وخاصة المسيحيين ومودتهم وحسن مخالطتهم، ونهى عن ظلمهم والتعدي عليهم، لقوله- صلى الله عليه وسلم-:( ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة)، بل إن المعتدي على إخواننا المسيحيين هو خصم رسول الله يوم القيامة، كما ورد في أحاديث عدة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

وأوضح خطيب الأزهر أن القرآن الكريم لا توجد به أي آيات تبرر ما يفعله البعض ضد إخوة الوطن، فالإسلام رسم العلاقة بين شركاء الوطن على أساس البر والإحسان والقسط، لقوله:( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، ومن يخالف ذلك ليس من المقسطين وهو ظالم لنفسه عاص لربه.

وبين الأستاذ بجامعة الأزهر أن الله –عز وجل – عد المسيحيين الأقرب إلى المسلمين، حيث قال:( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون)، مشيرًا إلى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما زاره وفد نصارى نجران، استقبلهم واستضافهم استضافة كاملة في مسجده الشريف، يأكلون ويشربون ويباتون، بل جعلهم يقيمون صلواتهم الخاصة فيه.

وأضاف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أوصى بصورة خاصة بالمسيحيين في مصر، حيث قال: ( إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما)، مبينًا أن حكمة الله –عز وجل- أن يجعل الناس مختلفين، ولو شاء لخلقهم على دين ومذهب واحد، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).

وذكر خطيب الجامع الأزهر أن القرآن الكريم ذكر فضل سيدنا عيسى- عليه السلام- العديد من المرات، فلم يرد فيه حديث عن ميلاد أحد من الأنبياء سوى موسى وعيسى عليهما السلام، كما اصطفى الله أمه مريم على نساء العالمين، وجاءت سورة كاملة باسمها، كما جاءت سورة أخرى باسم آل عمران، وكان ميلاده عليه السلام معجزة خلدها القرآن الكريم إلى يوم القيامة.