الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي في نيويورك.. زعيم أفريقي بمسئوليات دولية


تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنيويورك، هذه المرة مختلفة .. فهو يحضر اجتماع الجمعية العمومية كزعيم أفريقي بمسئوليات دولية، فمصر عضو غير دائم بمجلس الأمن كما أنها ترأس مجلس السلم والأمن الأفريقي وهي مناصب دولية مهمة ومؤثرة وتدل على مدى تأثير مصر وقوتها على المستوى الإقليمي والقاري والدولي وعلى موقف المجتمع الدولي ومساندته ودعمه لها ولرئيسها كما أنها مسئولية وأمانة كبيرة تحملها مصر للتحدث باسم قارتها الأم أفريقيا.

 وللمرة الثالثة على التوالي أشرف بأن أكون ضمن الوفد الصحفي المرافق للرئيس ولكن هذه المرة جميعنا نشعر بالفخر والقوة وأن مصر عادت لمكانتها الطبيعية؛ فالرئيس السيسي يتولي رئاسة قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي تعقد على هامش أعمال الجمعية العامة وتناقش تطورات الأوضاع في جنوب السودان، ويرأس أيضًا اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ التي تناقش نتائج مؤتمر أطراف اتفاقية باريس حول تغير المناخ، وفي هذا الاجتماع مصر لا تبحث عن شرعية، لكنها تشن هجوما أفريقيا لانتزاع حقوق القارة من الدول الصناعية التي تسببت في هذا التغيير.

الرئيس أيضا يلقي بيان مصر أمام الجمعية العامة، يستعرض فيه تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، ومواقف مصر في القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، ويشارك الرئيس في عدد من الاجتماعات المهمة بالأمم المتحدة، وعلى رأسها قمة مجلس الأمن حول التطورات في الشرق الأوسط، التي تركز على الوضع في سوريا، بالإضافة إلى الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين الذي يبحث كيفية التوصل لحلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة.

كل هذا يؤكد أهمية مصر إقليميا ودوليا التي جعلت العديد من المسئولين الأمريكيين يسعون لمقابلة الرئيس وأولهم "المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون"، و"المرشح الجمهوري دونالد ترامب".. وهو أمر طبيعي ومتوقع .. فهما يسعيان لتوطيد علاقتهما بمصر لمكانتها الدولية من خلال مقابلة "رئيسها" واستمالة الجالية المصرية بأمريكا لصالحهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

العديد من المنظمات والمؤسسات الأمريكية أيضا طلبت لقاء الرئيس الذي سيخصص جزءًا من وقته في نيويورك، ويعقد عددًا من اللقاءات مع ممثلي غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي، ومباحثات مع بعض الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي لدفع العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى لقاءات مع وسائل الإعلام هناك.

ولأن هذه القمة تمثل أهمية عظمى لنا.. وهي تؤكد عودة مصر إلى دورها وقيادتها لمنطقتها العربية والأفريقية، لذلك وكالعادة بدأت الجماعة الإرهابية حشد ائتلافاتها فى أمريكا، للتحريض على التظاهر ضد مصر والهجوم على الجالية المصرية التى ستتواجد مع الرئيس فى نيويورك، التي ذهبت متطوعة بحس وطني لدعم مصر ومساندتها، كما بدأت هذه الجماعة الإرهابية حملة تحرض فيها جامعات أمريكية ووسائل إعلام غربية لتشويه الزيارة، وخاصة اللقاء الذى طلبته هيلارى كلينتون.

ومن وجهة نظري أن كل هذه المحاولات لعرقلة مصر والحشد ضدها لن تنجح فهؤلاء الإرهابيون يحاولون إعادة الروح للجماعة التي انتهت وأصبحت من الماضي .. وتريد أن تظهر كقوة مؤثرة وتعيد طرح نفسها كحليف للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية .. بينما هذه الدول تتعامل بواقعية وهي تعلم أن الرئيس السيسي هو اختيار شعب مصر.. وهو قائد منحاز للشعب المصري ويعمل لترسيخ دولة القانون والمؤسسات ..وتلبية طموحات المصريين .. وهو يقود حربا شرسة ضد الإرهاب والإرهابيين وضد قوى الشر من ناحية وحربا اقتصادية تتمثل في محاولات الخنق والتضييق والخطط الشيطانية التي يقودها هؤلاء في محاولات مستميتة للنيل من مصر ومعاقبة المصريين على لفظهم لهذه الجماعة الإرهابية واختيار قائد وزعيم يثقون به وبوطنيته.

ومحاولات الحشد هذه ليست بجديدة وتكررت فى زيارات الرئيس السابقة في العامين الماضيين لأمريكا، فكانوا يحاولون بكل الطرق ..وينفقون على إعلانات باهظة التكلفة في الصحف والراديو القومي الأمريكي والمظاهرات في ميادين أمريكا ضد مصر ورئيسها .. لتحريض الأمريكيين للاعتراض على زيارة السيسي..

لكني أعتقد أن الأوضاع اليوم مختلفة ومشروع الولايات المتحدة بتصعيد الإخوان للسلطة .. تأكدت أمريكا نفسها من فشله ومن غير المنطقى استمرار التعامل مع الإخوان بنفس الدعم السابق بعد أن خذلتهم عندما ظنوا أنها البديل القوى لقيادة المرحلة وخدمة المصالح الغربية وأعتقد أن ترامب وكلينتون سعيا للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنهما يرغبان البدء في علاقات جيدة مع مصر في حالة الفوز، وهو رسالة برفضهما موقف إدارة أوباما ومساندتها للإخوان.

مصر عادت شمسك الذهب.. رغم أنف الحاقدين والشامتين وأعداء الحياة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط