الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توقعات بإجراء كوريا الشمالية التجربة النووية السادسة.. ومطالبات بإعادة النظر في عضويتها بالأمم المتحدة

صدى البلد

احتمالات تجربة نووية جديدة في ذكرى تأسيس الحزب الحاكم الــ 71
مليار جنيه إسترليني لتطوير برنامجها النووي
مطالبات بإعادة النظر في عضوية كوريا الشمالية بالأمم المتحدة
استخفاف بيونج يانج بقرارات مجلس الأمن يشجعها على إجراء المزيد من التجارب النووية


قال موقع للمراقبة مقره الولايات المتحدة اليوم الجمعة 7 أكتوبر 2016 إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت نشاطا متزايدا في موقع للتجارب النووية في كوريا الشمالية مما قد يشير إلى وجود استعدادات لتجربة جديدة أو لجمع بيانات من تجربتها النووية الأخيرة.

وأضاف موقع نورث 38 -الذي تديره كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية- أن ثمة أنشطة في كل المجمعات بموقع بونجي-ري النووي ويشمل ذلك استخدام شاحنة كبيرة وأفراد.

وفي إشارة إلى التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية قال موقع المراقبة "هناك سبب واحد محتمل لهذا النشاط هو جمع بيانات عن تجربة التاسع من سبتمبر 2016 رغم أنه لا يمكن استبعاد أسباب أخرى ومنها إغلاق الموقع أو القيام بتحضيرات أخرى تتعلق بتجربة جديدة."

وبحسب الخبراء فإن كوريا الشمالية مستعدة لإجراء تجربة نووية جديدة في أي وقت وزادت التكهنات بأن بيونج يانج يمكن أن تجري تجربة جديدة في العاشر من أكتوبر بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والسبعين لتأسيس حزب "العمال" الحاكم.

وأجرت كوريا الشمالية أول تجربة نووية لها في 2006 وتحدت بعد ذلك عقوبات الأمم المتحدة ورفضت المحادثات الدولية لتمضي قدما في تطوير الأسلحة والصواريخ.

من جانبه اتهم وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونغ سيه كوريا الشمالية بأنها "تهزأ تماما" بسلطة الأمم المتحدة من خلال تجاربها النووية والصاروخية وقال إن الوقت حان لإعادة النظر في عضويتها بالأمم المتحدة.

وقال يون إن على مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية اتخاذ إجراءات "أقوى وشاملة" تجاه كوريا الشمالية بعد أن أجرت تجربتها النووية الخامسة في التاسع من سبتمبر وسد الثغرات الموجودة في الإجراءات الحالية المتخذة ضد بيونج يانج.

وأضاف "انتهاكات كوريا الشمالية المتكررة وعدم امتثالها لقرارات مجلس الأمن والأعراف الدولية أمر غير مسبوق وليس له مثيل في تاريخ الأمم المتحدة."

وتابع "كوريا الشمالية تهزأ تماما بسلطة الجمعية العامة ومجلس الأمن "لذا فإنني أعتقد إن الوقت قد حان لإعادة النظر جديا فيما إذا كانت كوريا الشمالية مؤهلة كعضو بالأمم المتحدة محب للسلام مثلما يتساءل بالفعل الكثير من الدول".

وقال يون إن كوريا الشمالية لم تطور فحسب قدرتها النووية والصاروخية بل أيضا تهدد علانية باستخدام تلك الأسلحة كإجراء وقائي. وتابع قوله إنها "الفرصة الأخيرة" لكبح طموحاتها النووية.

أكبر تجربة نووية شمالية

وجاء الإعلان عن خامس تجربة نووية لكوريا الشمالية الشهر الماضي عبر التليفزيون الرسمي لكوريا الشمالية عقب ساعات من رصد هزة أرضية في موقع التجربة وذلك في تفجير وصفته كوريا الجنوبية بأنه الأكبر من نوعه. وأثارت التجربة التي وصفت بأنها الأكبر لكوريا الشمالية غضبا دوليا واسعا.

وجاء الإعلان عن التجربة بعد ساعات من رصد نشاط زلزالي بالقرب من موقع إجراء التجربة. وبات السؤال الأهم هو ما الذي يمكن عمله بشأن ما تقوم به بيونج يانج خاصة بعد أن شددت العقوبات عليها.

"تدمير للذات وتهور"

تباينت التقديرات حول حجم الطاقة الناتجة عن التجربة النووية، فبينما قالت كوريا الجنوبية إنها تصل إلى عشرة آلاف طن من وحدة قياس الطاقة، يقول خبراء إن التقديرات الأولية تظهر أن الطاقة الناتجة عن التجربة تقدر بعشرين ألف طن.

يذكر أن القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة الامريكية على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945 قد نتج عنها ما يقدر بخمسة عشر ألف طن من وحدة قياس الطاقة.

وقد وصفت رئيسة كوريا الجنوبية التجربة النووية بـ"أحد أفعال تدمير الذات" التي تظهر "حجم التهور" الذي يتصف به رئيس كوريا الشمالية كيم يونج أون.

وقالت بارك " التجربة تمثل اختبارا خطيرا للمجتمع الدولي، كما أنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من العقوبات والعزلة لكوريا الشمالية."

يذكر أنه من المحظور على كوريا الشمالية بموجب نظام العقوبات التي تفرضها عليها الامم المتحدة اجراء اي تجارب نووية او صاروخية.

السلاح النووي جاهز

وقالت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إن التجربة الأخيرة اثبتت قدرة البلاد على تركيب الرؤوس الحربية النووية على صواريخ.

وفي أعقاب التجربة النووية أعلنت سفارة كوريا الشمالية بموسكو في بيان لها، حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه، أن بيونغ يانغ انتهت من التطوير الأساسي لسلاحها النووي، وأنها ستستمر بتطوير كمية ونوعية تسليحها النووي على خلفية تنامي التهديد الصادر عن الولايات المتحدة. وأضاف البيان الصادر عن السفارة: لعل هذا هو تعبير عن الثقة في حقيقة أن البلد قد أكمل بشكل أساسي الدراسة وتطوير الأسلحة النووية.

وأشار البيان إلى أنه في هذه المرحلة أصبح السلاح جاهزا وينقص إظهار هذه القوة في الحرب. وأكدت بيونغ يانغ أن المستقبل سيشهد تطويرا مستمرا لنوعية وكمية القوى النووية للبلاد.

النووي وطلب المساعدات لمواجهة الكوارث

وفي حين تجري تجاربها النووية المكلفة جدا وجهت كوريا الشمالية رسالة يائسة للعالم تتوسل فيها للحصول على مساعدات إنسانية من أجل مواجهة الفيضانات التي نتجت عن تعرض البلاد لأمطار غزيرة وتسببت في مقتل 133 شخصا وفقدان 395 آخرين الشهر الماضي.

ووصفت القناة الكورية الشمالية الرسمية، الفيضان الذي اجتاح شمال البلاد بأنه أسوأ كارثة مناخية تشهدها البلاد منذ 70 عاما، ما تسبب في خسائر فادحة، تحاول قوات الحماية المدنية السيطرة عليها.

وأشارت صحيفة "صن البريطانية" إلى أن مطالب حكومة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، بالحصول على مساعدات إنسانية تأتي بعد إنفاق بلاده ما يعادل مليار جنيها إسترليني على تطوير برنامجها النووي المثير للجدل.

وصدر طلب المساعدات من جونج كوان، مستشار كوريا الشمالية لدى بعثة الأمم المتحدة بنيويورك، ووجهه للعديد من منظمات الإغاثة حول العالم، بعد تهدم ما يقرب من 35.500 منزل وتدمير ثلثيهم بالكامل، إلى جانب نزوح 107 آلاف شخصا من منازلهم.