الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدء سريان هدنة الـ72 ساعة في اليمن.. وسط ترحيب دولي وترقب من الحكومة الشرعية

صدى البلد

الهدنة السادسة بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية منذ مارس 2015
مستشار وزير الدفاع السعودي: "سنتصدى بحزم لأي محاولات لانتهاك الهدنة"
التحالف نسعي لتأمين إدخال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني

بدأ رسميا في اليمن، مع الساعات الأولى من يوم الخميس، سريان هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد تم التوصل إليها بوساطة من الأمم المتحدة وتبدو فرص نجاحها أكبر من سابقاتها.

وفي اتصال مع قناة "العربية"، قال اللواء الركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي: "سنتصدى بحزم لأي محاولات لانتهاك الهدنة"، ورحب الحوثيون بالهدنة وأي قرار يصدر عن مجلس الأمن يتضمن وقف إطلاق نار دون شروط، وتوقع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن تنتهك ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح الهدنة ، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن هادي قوله بعد اجتماع مع السفيرين الأمريكي والبريطاني: «لا نتوقع منهم اليوم إلا مزيدًا من المراوغة والتسويف والمماطلة».

وهذه الهدنة، التي أعلن عنها، مساء الاثنين، المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد هي المحاولة السادسة من نوعها لوقف القتال بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية منذ مارس 2015 حين تدخل تحالف عسكري عربي تقوده السعودية لنصرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وقبيل بدء سريان الهدنة، أعلنت قوات التحالف العربي التزامها بالهدنة، وقال التحالف في بيان إنه في سبيل "إدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني، ستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها".

وفي السياق، أعلن الجيش الوطني اليمني التزامه بالهدنة، مع احتفاظه بحق الرد في حال وقوع أي خروقات مِن قبل المتمردين الحوثيين الذين اعتادوا على خرقها دائما.

وقال رئيس دائرة التوجيه المعنوي، اللواء محسن خصروف: "نحن ملتزمون بالهدنة ندعو الطرف الآخر الالتزام بها خلافا للمرات السابقة التي كان يخترقها بالتحركات العسكرية".

وتأمل الأمم المتحدة ودول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، أن تساهم التهدئة في التمهيد لاستئناف مشاورات السلام أملا في التوصل إلى حل للنزاع، الذي أدى إلى مقتل زهاء 6900 شخص وإصابة 35 ألفا ونزوح أكثر من 3 ملايين منذ مارس 2015.

ورحبت الولايات المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد، بعدما جرى الاتفاق على الهدنة من جميع الأطراف اليمنية وقوات التحالف العربي.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء 19 أكتوبر، موضحا أنها تتطلب من الأطراف المعنية تنفيذ وقف كامل وشامل للجميع الأنشطة العسكرية، والمساعدة على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين في جميع أنحاء البلاد.

في غضون ذلك، سيواصل المبعوث الخاص إلى اليمن مشاوراته لمواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

وأكد بيان الخارجية الأمريكية، طلبه من جميع الأطراف باتخاذ جميع الخطوات اللازمة للمضي قدما في تنفيذ الهدنة، والحفاظ عليها.

وكرر بيان الخارجية الأميركية، طلب المبعوث الخاص إلى اليمن بالسماح لوصول الإمدادات الإنسانية للأفراد بحرية ودون عائق لجميع مناطق اليمن، بالإضافة إلى وقف كامل وشامل للأنشطة العسكرية.

وشدد البيان على أن الحل السلمي للصراع يتطلب تنازلات والتزامات من قبل الجميع، مؤكدا أن الولايات المتحدة، تقف جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي.

وأبدت واشنطن الاستعداد لتقديم المساعدة ومواصلة العمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض يمكن ان تؤدي إلى نهاية دائمة للصراع.

وقبل ساعات من موعد الهدنة، دارت معارك عنيفة أمس على مختلف الجبهات، وتركزت المواجهات قرب الحدود السعودية وقرب صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر 2014.

واستهدف طيران التحالف مواقع للانقلابيين في صنعاء أمس، بعد ساعات من قصفه تعزيزات عسكرية لهم كانت في طريقها من محافظة صعدة باتجاه منفذ البقع الحدودي مع السعودية، والذي استعادته القوات الشرعية الأسبوع الماضي.

وعلى الساحل الغربي على البحر الأحمر، شنت القوات الحكومية عمليات لصد محاولات الحوثيين التقدم باتجاه مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 15 من عناصرها. كما دارت معارك ومواجهات في صرواح بمحافظة مأرب، وفي مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ أشهر.

وأوضح مصدر في المقاومة الشعبية لصحيفة "الحياة"، أن ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في جبل الوعش قصفت مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الزنوج شمال مدينة تعز.

وأشار إلى تعرض معسكر اللواء 35 والأحياء المجاورة له غرب المدينة لقصف بمضادات الطيران وبقذائف المدفعية من الميليشيات في غراب والخمسين شمال المدينة.

في غضون ذلك، رفضت قبيلة خولان في اليمن أي محاولة للزج بها في الحرب بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، كما أكدت رفضها أي توظيف سياسي لحادثة صالة العزاء في صنعاء.

وأعلنت القبيلة في بيان أمس، تسمية النقيب محمد الرويشان للتنسيق مع الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وثمنت القبيلة تعامل «آل الرويشان» الحكيم مع حادثة صالة العزاء في صنعاء. وأكدت ضرورة الحفاظ على صف القبيلة وحقن دماء أبنائها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، فيما طالبت التحالف والحكومة بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما حدث.

وكانت قيادة قوات التحالف أعلنت أنها اطلعت على نتائج التحقيق في حادثة القاعة الكبرى بصنعاء التي أعلنها فريق التحقيق المشترك لتقويم الحوادث في اليمن السبت، وأكدت «قبول ما خلصت إليه من نتائج، وأنها بدأت فعليًا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق ما ورد من توصيات».

وأعربت قيادة التحالف «عن أسفها للحادثة غير المقصودة وما نتج منها من آلام لأسر الضحايا، التي لا تنسجم مع الأهداف النبيلة للتحالف، وعلى رأسها حماية المدنيين وإعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق».