الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقع استخباراتي يقدم 10 نصائح للرئيس الأمريكي القادم لمواجهة تصاعد الصين كـ«قوى عظمى»..حقوق الإنسان والديمقراطية في آسيا ونووي«بيونج يانج»ملفات حساسة ضد واشنطن..ومطالب برجوع القوات الأمريكية من سول

صدى البلد

الموقع الاستخباراتي الأمريكي:
الصين تعاني من ديموجرافيا مدمرة وتواجه تحديات اقتصادية متعددة وتشهد صراعا سياسيا
الإدارة الأمريكية المقبلة ستكون أكثر نجاحا في التفاوض مع بكين في حالة واحدة فقط
تقوية الاقتصاد الأمريكي شرط أساسي للتغلب على السياسة الصناعية الصينية


نشر الموقع التابع للاستخبارات الأمريكية، «ذا ناشيونال انترست» اليوم السبت، تقريرا اليوم عن مهام الرئيس الأمريكي القادم و ما يجب أن يفعله تجاه القوة الصينية المنافسة المحتملة للولايات المتحدة.

ويجيب الموقع الاستخباراتي على تساؤلات يحددها في 10 نقاط:

أولا.. النظر في المشاكل والحلول في سياق أهداف السياسة العامة تجاه الصين

ويقول الموقع: لدى واشنطن أهداف متعددة عندما يتعلق الأمر بلجان المقاومة الشعبية، ولكن لا يمكن تحقيق كل منهم.

ولذا يجب تحديد الأولويات، ولا بد من تنازلات، ومقايضات تقدم، بإقناع بكين للضغط على كوريا الشمالية، و هو ما قد يتطلب وعود لسحب القوات العسكرية الأمريكية من كوريا الجنوبية، و تنازلات تتعلق بالاستثمار، و الأمن السيبراني، والملكية الفكرية كما قد قد تتطلب تقديم تنازلات بشأن التجارة.

ثانيا: واشنطن يجب أن تنظر من وجهة نظر بكين.. فالرئيس الصيني شي جين بينغ، قد يكون قاسيا استبداديا، ولكن هذا لا يعني أنه وزملاءه يعملون دون سبب.

يقول الموقع الاستخباراتي إن الإدارة المقبلة ستكون أكثر نجاحا في التفاوض مع الصين إذا تناولت اهتمامات واضعي السياسات في الصين الشعبية، ولكن المشكلة ليست في إعلام المقيمون في مقاطعة تشونغنانهاى مثلا بما تريده واشنطن من بكين للقيام به، ولكن التحدي يتمثل في إقناع بكين القيام بذلك فعلا.

ثالثا: الاعتراف بالأخطاء الولايات المتحدة، النفاق، والقصور.

الأمريكيون لا يقلون في انتمائهم للقومية عن الشعوب في بلدان أخرى، فغالبا ما يرفضون الاعتراف بأن حكومتهم هي شيء آخر غير كونها عذراء فاضلة، تسعى لمحاربة الشر، في عالم غير أخلاقي لا يعمل من أجل مصلحة الجميع.

ودعمت واشنطن دكتاتورية في آسيا، ولدت فوضى دموية في منطقة الشرق الأوسط، و أنشئت الاعتماد في أوروبا، وغذت الأزمة الاقتصادية في الداخل.

ويجب على المسؤولين الامريكيين التحمل بصورة أكثر، والتواضع، قبل إلقاء المحاضرات لنظرائهم في بكين.

رابعا: تقوية الاقتصاد الأمريكي للتغلب على السياسة الصناعية الصينية

الأمريكيون يستفيدون كثيرا من التجارة الحرة، على الرغم من المحاولات المتعددة لـ بكين للتلاعب في نظام الحفاظ على قيمة عملة اليوان منخفضة، ودعم مؤسسات الدولة، والتمييز ضد الاهتمامات الخارجية، التي تضر عادة بالمستهلكين المحليين.

وكل ذلك يستدعي اهتماما كجزء من المفاوضات الثنائية والاتفاقات المتعددة الأطراف، مثل منظمة التجارة العالمية.

ومع ذلك، فإن أفضل رد لـ واشنطن أن تكون مساعدة الشركات الأمريكية أكثر قدرة على المنافسة عن طريق الحد من تلاعب اقتصادي مماثل يضر بمصلحة أمريكا.

فضلا عن ترشيد وتبسيط اللوائح وخفض الانفاق الاتحادي والإسراف ومعدلات الضريبة على الشركات، وتحسين مستويات التعلم والمهارات لدى العاملين.

خامسا: اللعب على الجناح الدولي

ويقول الموقع الأمريكي إنه سيكون على الرئيس المقبل مواجهة تحديات متعددة، واحدة منهن يجب أن يتصدي للصين.

فالكثيرون يعتمدون على القدرة على إيجاد طريق للتعاون غير مريح في بعض الأحيان.

ويلفت الموقع إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اعترف، و أكد، و أصر، حتى طالب الصين الشعبية بتفعيل المزيد بشأن البرنامج النووي لبيونج يانج. جميع دون تأثير يذكر. في حين أن الصين لا تريد أن تطور كوريا الشمالية أسلحة نووية، و كما يعتقد سابقا أنها في المقام الأول مشكلة لـ«أميركا».

وفي الواقع، أن عدم الاستقرار يبدو أكثر تهديدا لـ بكين من الأسلحة النووية، فالضغط على كوريا الشمالية يواجه خطر الانهيار، الذي يمكن أن يخلق الفوضى ويشعل الصراع، ويدعم أفكار توليد الأسلحة النووية، ويدفع اللاجئين عبر بالسفر إلى كوريا موحدة متحالفة مع أمريكا.

وينبغي أن تبين واشنطن أنها أقل ميلا لحماية الصين من العواقب الطبيعية لسياسات الأخيرة بمعارضة تعويضات البرامج النووية لكوريا الجنوبية واليابان.

كما أن الجدل بشأن مواجهة انتشار النووي بالتوسع في نشره سيجعل الصين تشارك أمريكا كابوس كوريا الشمالية.

سادسا: وقف الدفع بأن تصبح الصين وروسيا سويا

ويسوق الموقع الاستخباراتي مثالا على مستوى أفضل السياسات الأمريكية الصينية و التي تمثلت في سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، وتحوله نحو بكين إلى موازنة الجيوسياسي للاتحاد السوفياتي،ففي المقابل، قد عكست إدارة أوباما بالطبع، ودفعت اثنين من خصومها المحتملين معا،فعلى الرغم من أن لديهما اختلافات جوهرية، إلا أن روسيا لا سيما هي الأضعف، وتخشى التصاميم الصينية في الشرق الأقصى، وتعبت من سرقة بكين للتكنولوجيا العسكرية.

ومع ذلك، من خلال مواجهة أمريكا بقوة لكلا القوتين، يردد في أمريكا حاليا قول مأثور مفاده بأن «عدو عدوي هو صديقي»
إلا أن هناك لعبة كبيرة على قدم وساق، وهي أن أمريكا بحاجة للعب على أكثر من ناحية استراتيجية، لحفظ توازن القوى العالمي.

سابعا: ترك القضايا الصغيرة والخلافات للدول المتحالفة

وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت الولايات المتحدة كـ قوة أساسية،وذلك من أجل قيامها بعدد من الأدوار القليلة، تتمثل في هزيمة الجيوش الكبيرة، و تدبير تحالفات دولية واسعة، في آسيا، وهذا يعني منع حدوث انتزاع الصين المحتمل للهيمنة العسكرية لآسيا..و لكن واشنطن ليست في حاجة للعمل كمدير صغير، تسعى إلى فرض إرادتها على معظم الدول التي يثور بشأنها الجدل،فوضع الأراضي المتنازع عليها في المياه الآسيوية ليست مصدر قلق أساسي لـ أمريكا.

فعلى سبيل المثال، إذا اختارت الفلبين التفاوض بشأن مسألة النزاع في المياه الإقليمية مع جمهورية الصين الشعبية يتعين على الولايات المتحدة البقاء بعيدا عن الطريق.

فضلا عن أن كوريا الجنوبية أيضا قادرة على الدفاع عن نفسها من خطر جارتها الشمالية، و من ثم يتوجب على واشنطن إعادة القوات إلى الوطن ، وترك الدفاع الكوري الجنوبي إلى سيول وتترك التحدي لبكين و بذلك لن تبقى بيونج يانج قادرة على تبرير الاستمرار في برنامجها النووي.

ثامنا: التحدث بهدوء عندما يتعلق الأمر بقضايا داخلية، مثل حقوق الإنسان والديمقراطية.

الصين عادة لا تتفاعل جيدا مع هذا الاهتمام الدولي، فعلى سبيل المثال، فالانتقادات مؤخرا الموجهة من قبل أمريكا لعمليات القتل خارج نطاق القضاء بحق متعاطي المخدرات والمتاجرين فيها في الفلبين، أثارت رد فعل ضار من قبل الرئيس رودريجو ديوتيريوتي.

فـ «واشنطن» لا يلزم أن تكون صامتة في وجه الظلم، ولكن ينبغي أن يكون لديها حكمة في كيفية تعزيز غاياتها النبيلة.

في المقابل، يمكن للولايات المتحدة استخدام انتقاد علني لمجموعة خاصة لتعزيز قضيتها.

تاسعا: الاعتراف بأن الديمقراطية في الصين قد تخلق العديد من المشاكل

وأشار الموقع الاستخباراتي الأمريكي إلى الشباب الصينيين الذين يميلون إلى حرية التفكير، وأنهم بالتأكيد لا يحبون قيود الإنترنت ويريدون السيطرة على حياتهم الخاصة.

ولكن هدفهم قومي للغاية، و هو الاعتراض على التدخل الأجنبي والاعتقاد بأن كل شيء إلى حد كبير ينتمي إلى الصين.

في حين تكون الانتخابات التي تحوي العديد من المرشحين جذابة لمئات الملايين من الناخبين، ولكنها قد تكون حربا داخلية لكثير من الاختلافات، فالحملة الغوغائية ضد أعداء متنوعين، تكمن سرها في الوسيلة المفضلة لإثارة السكان.

عاشرا: الإعداد على المدى الطويل

أمريكا تحتفظ بمزايا غير عادية وهي التزام مشترك لحرية الإنسان، والمساواة، والكرامة؛ والحيوية، وتشارك السكان؛ التنافسية والابتكار والديمقراطية المرنة والمفتوحة والدستورية.

في حين تطمح الصين إلى العظمة، وينبغي أن تكون مهمة واشنطن أسهل بكثير في الحفاظ على القيم والسياسات والمؤسسات التي سمحت أمريكا لتحقيق الازدهار.

وسيكون على الرئيس المقبل مواجهة التحديات المتعددة. بالتصدي للصين بالاعتماد على قدرة واشنطن وبكين لايجاد الطريق للتعاون بدلا من المواجهة المدمرة.