الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«فيون» الأوفر حظا لاكتساح انتخابات «الجمهوريين» في فرنسا.. وجوبيه يسعى لاستقطاب الإصلاحيين.. واليسار في الطريق لانتخابات جديدة

صدى البلد

  • انطلاق المرحلة الثانية في انتخابات الحزب الجمهوري الفرنسي
  • استطلاعات الرأي تصب في صالح فيون
  • جوبيه يحاول تضييق الفجوة بالانتقاد الشخصي
  • اليسار في الطريق.. وانتخابات في يناير المقبل
يشارك الآلاف من الفرنسيين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، الأحد، في التصويت عبر 10 آلاف مركز اقتراع للتصويت، في الجولة الثانية لاختيار الرئيس المقبل لحزب الجمهوريين، والذي سيكون مرشح الحزب أيضا من أجل الانتخابات الرئاسية المنتظرة في مايو من العام المقبل.

ويتنافس على هذا المنصب في هذه الجولة، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، آلان جوبيه، في مواجهة رئيس الوزراء السابق، فرانسوا فيون، في انتخابات تلقى اهتماما إعلاميا ودوليا واسعا نظرا للمواقف الجدلية للمتنافسين، لاسيما فيون.

ونجح الجدل الواسع الذي أثاره اكتساح المرشح فرانسوا فيون الجولة الأولى، في جعل الفرنسيين يتحمسون للتصويت في هذه الجولة والتعبير عن مواقفهم لاختيار رئيس الحزب.

بدء التصويت
وبدأ التصويت من الساعة الثامنة من صباح اليوم وسوف يستمر إلى الساعة السابعة من مساء اليوم.

وبحسب قناة "أوروب أ" الفرنسية، فإن أكثر من 58 ألف فرنسي صوت أمس، السبت، في هذه الجولة من الخارج.

وستنشر اللجنة العليا لمراقبة الانتخابات النتائج في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، لكشف من سيكون مرشح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتمكن فيون من حصد أكثر من 44% من الأصوات خلال الجولة الأولى، في نتيجة مفاجئة للجميع، لا سيما مع خسارة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي كان يتوقع أن الانتخابات ستكون سهلة.

وحصد فيون على 650 ألف صوت، ليتقدم على المرشح الثاني والذي يواجهه في الجولة الثانية، آلان جوبيه الذي حصد 28.6% كم الأصوات، في حين جاء ساركوزي في المرتبة الثالثة بنسبة 20.7% والتي لم تؤهله للوصول للمرحلة الثانية للانتخابات.

وتؤكد استطلاعات الرأي الأخيرة، أن فيون سيخرج فائزا بسهولة أمام جوبيه في هذه الجولة، فبحسب أخر الاستطلاعات، سوف يحصد فيون ما بين 61 إلى 65% من الأصوات.

اليسار يغزو صناديق الاقتراع في اليمين
ينتاب الموالين لليسار في فرنسا شعور بالإحباط والتخبط وخيبة الأمل من فترة حكم الرئيس الاشتراكي الحالي، فرانسوا أولاند، السيئة وفق نظرتهم، وعدم تطبيقه للوعود التي قدمها خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.

وبحسب مجلة "لوبوان" فإن الجزء الأكبر من المصوتين في المرحلة الأولى للحزب الجمهوري الأحد الماضي كان من اليسار الذين يشعرون بالاحباط من الإدارة الحالية وسياسات أولاند التي لم تكن يسارية بقدر ما كانت يمينية لاسيما سياسته في زيادة الضرائب وتعديل قانون العمل.

وشارك في المرحلة الأولى من الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري أكثر من 4.3 مليون مصوت، وهو رقم قياسي للحزب.

وبينت المجلة أنه على الرغم من عدم معرفة عدد المشاركين في المرحلة الثانية التي تجرى اليوم، إلا أن هناك قطاعا كبيرا أيضا من الموالين لليسار يشاركون في التعبير عن موقفهم واختيار رئيس الحزب الجمهوري والمرشح المقبل في الانتخابات الرئاسية.

آلان جوبيه يحاول سد الفجوة بالهجوم
وبينت المجلة أن جوبيه المتأخر في عدد الأصوات واستطلاعات الرأي حاول مؤخرا، سد الفجوة الواسعة قليلا بينه وبين فيون، وذلك بشن هجوم عنيف، منتقدا مواقف فيون تجاه الإجهاض، كما وصف فيون بأنه متشدد وتقليدي ومدمر للمجتمع.

وأمام هذه الهجمات، رد فيون ساخرا: "منذ أسبوع، كان ينظر إلي على أنني مصلح ولكني الآن يتم وصفي بأني ليبرالي متطرف ومدمر. 30 عاما وأنا موالٍ للجمهوريين ومبادئ دي جول، وها أنا فجأة أصبح صديق المتطرفين ورجعيا"، مؤكدا أنه سيكمل مشروعه ومبادئه حتى النهاية.

لا شيء مضمون
على الرغم من الثقة واستطلاعات الرأي التي تصب في مصلحته، إلا أن فيون لا يثق في ذلك ويخشى أن تنقلب المعادلة.

وأوضح فيون في تصريحات صحيفة صباح اليوم: "لا شيء مضمون".

يخشى فيون سيناريو أسوأ، وهو حصول منافسه جوبيه على أصوات الذين صوتوا لساركوزي في المرحلة الأولى البالغين 20.7%، وهي نسبة لا يستهان بها ستقود جوبيه للفوز بسهولة، لكن هذا سيناريو مستبعد، لا سيما وأن ساركوزي أعلن أنه سيدعم فيون في الانتخابات.

بعد الانتخابات.. الطريق إلى الرئاسية
تبين مجلة "لوبوان" أنه بعد اليوم سوف يبدأ الفائز في هذه المرحلة بتجهيز حملته للانتخابات الرئاسية.

لكن بدأ من غد أيضا، سوف تتوجه الأنظار إلى اليسار، في انتظار أن يعلن الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا أولاند، ما إذا سوف يتجه إلى فترة رئاسية ثانية له أم لا، وإذا وافق فعليه أيضا أن يفوز في الانتخابات الأولية للحزب الاشتراكي التي لن تكون سهلة لاسيما بعد إعلان رئيس الوزراء الحالي، مانويل فالس بأنه سيشارك فيها وسيكون منافسا لأولاند.

فخلال حوار اليوم لصحيفة "جورنال دي ديمانش" لم يستبعد فالس مشاركته في الانتخابات الأولية أمام أولاند إذا قرر هذا الأخير استكمال نهجه السياسي وسعيه لفترة رئاسية ثانية.

وينبغي على أولاند أو فالس إعلان موقفهما رسميا قبل 15 ديسمبر المقبل من أجل الترشح في الانتخابات الأولية للحزب التي ستجرى في يناير المقبل.