الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد «شارلي شابلن» العرب.. عمر الجيزاوي بدأ الغناء لعمال المعمار.. ووصل للعالمية بفرنسا.. وطبعوا صورته على «علب الكبريت» بباريس

صدى البلد

ولد في حارة في ضواحي محافظة الجيزة لأب يعمل في مهنة المعمار
تعلم الغناء فكان يغني لعمال البناء حتي يسرّي عنهم ولا يشعرون بالملل
بدأ الغناء في عام 1935 فى الافراح والملاهي الليلية المتواضعة المنتشرة بضواحي الجيزة
طبعوا صورته علي "علب الكبريت" في فرنسا إعجابا بفنه وأغانيه المميزة

في مثل هذا اليوم من عام 1917 ولد "شارلي شابلن العرب"، الفنان المونولوجيست عمر الجيزاوي ، صاحب الطلة المميزة والجسد الضئيل والزي الذي صمم علي الظهور به حتي في بلاد الفرنجة، اشتهر وذاع صيته من خلال تلك الانواع من الاغاني التي تفرد بها، ومسيرته كانت حافلة بالانجازات الفنية والفكاهة، وهو صاحب الاغنية الشهيرة "اتفضل قهوة"، ولكن لم يأخذ حقه من التكريم والتقدير حيا او ميتا اسوة بأبناء جيله.

"صدي البلد" يرصد في التقرير التالي أسرارا جديدة لا يعرفها الكثيرون عنه، منها حقيقة اتهامه بالشيوعية من قبل الملك فاروق وحاشيته، وأسرار تلقيبه بـ"بشارلي شابلن العرب".

ولد عمر الجيزاوي في 24 من ديسمبر من عام 1917 في حارة درب الروم بالجيزة، وكان والده يعمل في مجال المعمار، حيث تربي وترعرع وسط هذا المناخ حتي احترف الغناء لتلك الطبقة من عمال البناء وانتشر في افراح الجيزة والضواحي المجاورة لها حتي نهاية 1935، وبدا يفكر في توسيع دائرة نشاطه، حيث بدا يغني في ملاهي شارع الهرم المتواضعة.

تخصص في تقديم اللون الصعيدي من الغناء وفي عام 1948 بدأ العمل في السينما، حيث قدم بطولة فيلم خضرة والسندباد حتي وصل رصيده الي ما يقرب من 100 فيلم كان اخرها فيلم "فالح ومحتاس" عام 1955 الي جانب الفرقة الاستعراضية التي كونها فكان يعمل بها طوال الموسم علي مسرح الازبكية في الشتاء وفي الصيف علي مسارح الاسكندرية.

وفي أحد حواراته الفنية قال:"كنت أسخر بالمونولوج من افعال الملك فاروق لدرجة انهم وضعوا اسمي في كشوفات البوليس السياسي علي اني شيوعي، وهددوني بعدها بقولهم لن تجد عملا بعد الان وسنفتش بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة او باخري سنلفقها لك، وهناك حل اذا قبلته تركناك، وهو انك لابد أن تشيد في اغانيك بالملك وكل افراد الاسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة، ما جعلني اغلق الباب علي نفسي مقررا الاعتزال حتي قامت ثورة 1952".

وزار "الجيزاوي" خلال مشواره الفني العديد من الدول الاوروبية من ضمنها فرنسا، حيث قدم علي مسارحها الكثير من اعماله وفي هذا يقول:" نستطيع ان تطلقوا عليا لقب شارلي شابلن العرب ففي باريس اعجبوا بفني واعتبروني فنانا فريدا مميزا، فقد نلت في الخارج تكريما وتقديرا لم انله في بلدي، فقد في الخارج طبعوا صورتي علي "علب الكبريت" اعتراف منهم بتالقي وتميزي، وتزوجت خواجاية من هناك بنت حلوة اعجبت بي وبغنائي، كانت تحضر كل يوم الي المسرح لرؤيتي"، ومع كل التقدير الذي حالفه بالخارج، اصيب "الجيزاوي" في أواخر أيامه بحالة اكتئاب وعدم رضا بسبب تجاهل تكريمه في بلده وموطنه اسوة بغيره من الفنانين حتي توفي في 22 من ابريل عام 1983.