الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وإن سألوك عن مصر !!


كنت مدعوة فى لقاء جمعنى بشخصيات مصرية وغير مصرية وغربية .ولأول وهلة وجدت لغة الحوار تجتمع كلها من المصريين قبل الآخرين عن كل ماهو سلبى فى المحروسة ولمحت ومضات من السعادة تشرق فى عيون الغالبية المشاركة فى اللقاء الاهو الذى كانت كل ملامحه تحمل معانى الامتعاض والتأفف مما يذكر عن مصر الا انه منتظرا صامتا سامعا ولانه غير مصرى او عربى فأعتقد انهم ظنوا انه لايفهم مايقولونه عن قاهرة المعز.

وتنقل الحديث من شخص لآخر ومن الدفاع عن هدير واتهامها ومن الحديث عن الرشوة والمحسوبية والفساد وتربع الفاسدين على اماكن لها حساسيتها وقيمتها الاقتصادية وايضا امتد الحديث لمنظومة الغذاء والتلاعب بقوت الناس وصمت الدولة عن جشع التجار وموجة الغلاء التى لن تترك غنيا ولافقيرا إلا وستطحنه طحنا ولم تسلم سيدات مصر ولابناتها من اتهامهن بكل مايجعل الرجل المصرى يفضل غيرهن ويتزوج منهن ويتركهن عوانس.

حوار طال ودار وانا أراقبه وارقبه وأدون انطباعاتى وملاحظاتى واتدخل اذا وجدت ان تدخلى يفيد واصمت فى حالة ان كلامى لن يضيف وبما اننى قد تأكد لى ان الجلسة كان تهدف لتعرية مصر ونزع عنها اوراق الايجابية وكشف كل ماهو سلبى من وجهة نظر من لايقومون الا بالكلام ويكتفون بمعايرة الام التى تبيع فى الاسواق من اجل ابناءها بدلا من الوقوف بجانبها ومساعدتها على القيام بواجبها المجتمعى والدينى.

المهم وبعد ساعتين من حوار اطلق عليه لقاء مجتمعى يهدف لتقديم رؤى لإصلاح الأسرة المصرية بإشراف الهيئات المعنية والمنظمات المدنية بعد ساعتين تخللهما مشروبات ومقبلات وجدتنى قاب قوسين او ادنى من ترك المنتدى بصورة همجية بان اتوجه بالسباب واللعنات لكل من اتعبونا بكلام لايوجد فيه مساعدة بل كل مافيه ذم وقذف ولعن لكل ماهو كائن وسيكون فى ارضنا واذا به يعرفنا بنفسه وببلده روسيا ويقول لنا وكله فخر انا مصرى الهوى مسلم الهوية ادين بكل انتماءاتى وقيمى لهذا البلد الذى جئته منذ اكثر من ربع قرن باحثا وعالما وغرقت فى حبه وصرت عاشقا.مصر ايها الحضور ليست من تتحدثون عنها فهى ليست هدير التى جاهرت بفجرها وغيها وليست المرتشون الذين تتبرأ منهم المحروسة ولا الفاسدين الذين اثقلوا كاهلها وهى ايضا ليست الشباب التافه ولا البنات السطحيات مصر التى لاتعرفوها انتم هى تلك البلد التى تجمع فيها سنين عمرك وتراها فى كهل مصرا على ان يعمل لاخر لحظة من عمره.

امرأة عجوز لاتعترف بسنها حتى لاتظهر عجزها امام ابناءها ولاتتواصل لخدمتهم.
شباب يواجهون الفقر ويتحدون الرذيلة ويصرون على ان يتموا اعمالهم على اكمل وجه من اجلها هى مصر.
مصر ياسادة ياكرام هى تاريخ يجدد نفسه بنفسه مصر العظمة التى تزداد زهوا ولاتعترف بكبر اوشيب ولايقهرها زمن.

مصر كائن رافض لان يترككم مع انكم تكالبتم على تركها وتركيعها.مصر هى الجندى الذى يعطيها عمره كى تحيا.
مصر ذلك الشرطى الذى لايهاب اللصوص والاعداء ولايبخل بكل مالديه ويجعلها هى القصد والمقصد..
مصر هى الشعب الذى تقرأ تاريخه محفورا على اثارها منثورا فى جوها وبحرها وبرها .مصر دولة كما قيل عنها جاءت ووجدت واصبحت ثم جاء التاريخ فهى التى صنعت التاريخ وليست دولة ذات تاريخ.

وتوقف لوهلة وهو يقاوم شجنه ويطلب من الحضور ان يوافقوه على تبديل الادوار وان يحضر من على شاكلته العاشقون لمصر ويمنحوهم شرف انتماءهم لها ويروا ماذا سيصنعون من اجلها فى سنوات قليلة .
وبهذه الكلمات انهى حواره ولملم اوراقه وتركنا اسفا على وقته الذى اهدره مع من لايقدرون قيمة بلدهم وتعودوا على اهانتها وعدم العرفان بفضلها عليهم وعدم القيام بواجبهم نحوها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط