العالم ينتظر التقارب الروسى - الأمريكي لحل الأزمات الدولية.. والخبراء يؤكدون : "القرم" يقف عائقا أمام الطرفين

• طارق فهمي: وزير خارجية ألمانيا أفرط في التفاؤل حول تقارب روسيا وأمريكا
• اللاوندي: التظاهرات ضد ترامب تهدد التقارب الروسي الأمريكي
• مختار غباشي : "القرم" لن تسمح بأي تقارب روسي أمريكي

صرح وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أن التقارب المحتمل بين روسيا والولايات المتحدة سيؤدي إلى حل الأزمات العالمية وسيكون هذا جيدا لتطور الوضع في سوريا وأوكرانيا و لعملية نزع السلاح في أوروبا، وفى هذا التحقيق نتعرف على الوضع الحقيقى للتقارب بين البلدين من عدمه ومدى امكنيته فى حل المنازعات الدولية.

قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "تصريح وزير خارجية ألمانيا بأن التقارب الروسى الأمريكى سيحل الأزمات العالمية هو إفراط فى التفاؤل ومن المبكر أن نتحدث عن هذا الوضع".

وأضاف "فهمى" فى تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن "الأزمات العالمية والتى من أهمها قضية أوكرانيا وسوريا وليبيا من حيث طبيعتها معقدة وتحتاج إلى اتفاقيات دولية ومباحثات كثيرة ووساطات دولية للحل".

وأوضح فهمى أن الملف الأوكرانى شائك وبه العديد من العوائق بسبب الشروط التى تضعها الولايات المتحدة والتى من الصعب الموافقة عليها من الجانب الروسى بالإضافة إلى الملف الليبى والصراع العربى الإسرائيلى".

وأكد فهمى أن روسيا لا تبحث إلا عن مصالحها وتحتاج مجهودا كبيرا لحل هذه المسائل لذلك يصعب التوقع خلال هذه الفترة بوجود تقارب روسى أمريكى.

ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن "تصريحات وزير خارجية ألمانيا بشأن التقارب الروسى الأمريكى جاء نتيجة أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب تحدث عن ذلك فى حملته الانتخابية وأن سياسته الخارجية مختلفة عن الرئيس السابق أوباما".

وأضاف اللاوندى فى تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن "الحديث عن التقارب بين البلدين قد تم تجاوزه بسبب المظاهرات المناهضة لسياسات ترامب التى اشتعلت فى بعض دول العالم وأن هذه المظاهرات ستجعل الولايات المتحدة تنسى هذا التقارب وتسعى إلى تهدئة الأجواء الداخلية".

وأكد اللاوندى أن "الرئيس ترامب بالفعل معجب بالسياسة الروسية وأن التقارب بينهما إذا أصبح حقيقيا سيحل أزمات كثيرة وخصوصا الأزمة الأوكرانية التى خلقها أوباما للضغط على روسيا لرفض أشياء وأمور بعينها وأن العالم سيصبح أقل توترا".

وقال الدكتور مختار محمد غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "تصريحات وزير خارجية ألمانيا بشأن التقارب الروسى الامريكى وحل النزاعات المتواجدة على الساحة الدولية صعبة التحقيق خلال هذه الفترة بسبب تضارب المصالح بين البلدين وبالأخص فى القضية الأوكرانية".

وأضاف "غباشى" فى تصريح خاص لـ"صدى البلد": "لو هناك تناغم بين الولايات المتحدة وروسيا لكانت رفعت الاولى العقوبات والشروط التى فرضتها عليها ولكن ترامب يرى فقط أن روسيا فى عصر بوتين أفضل من الولايات المتحدة فى عصر أوباما من حيث الادارة".

وأكد أن "التناغم والتقارب الأمريكى الروسى حاليا صعب بسبب الاقتراح المقدم من الجانب الامريكى بأن تعود شبه جزيرة القرم الى أوكرانيا وهذا من المستحيلات بالنسبة لروسيا".