الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى عيد الحب.. "نفرتاري" و ثيودورا" زوجات خلّدهما أبو سمبل ودير سانت كاترين

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هناك أثرين شهيرين بمصر وهما من أشهر آثار العالم "معبد أبو سمبل الصغير" و"دير سانت كاترين" وجسدا الوفاء لذكرى الزوجة المحبوبة لرمسيس الثاني "نفرتارى"، والزوجة المحبوبة للإمبراطور جستنيان "ثيودورا".

ويضيف ريحان، أن نفرتاري هى الزوجة الرئيسية لرمسيس الثانى جميلة جميلات الدنيا والمحبوبة التى لا مثيل لها والنجمة التى تظهر عند مطلع عام جديد، رشيقة القوام، وقد أبهرت أزياؤها أعظم مصممي أزياء العالم وهى الزوجة الملكية العظمى مليحة الوجه الجميلة ذات الريشتين، كما أطلق عليها فى مصر القديمة، وبهذا فهى تستحق لقب ملكة جمال مصر القديمة.

وقد بنى المعبد الصغير على بعد مائة متر شمال شرق معبد رمسيس الثانى وخصص للمعبودة "حتحور" و"رمسيس الثاني" و"زوجته نفرتارى"، ويتكون من واجهة بها ستة تماثيل يليها صالة أعمدة وصالة مستعرضة وينتهى بقدس أقداس صغير.

ويتسم هذا المعبد بإبراز الجانب الأنثوى فى الخطوط الرقيقة لأشكال الملكة وفى الاهتمام بإبراز الملامح الجمالية للنساء رغم أن أغلب مناظر المعبد تركز على المراسيم الدينية اليومية فى المعبد مثل تقديم الأزهار وحمل أداة الصلصلة وحرق البخور فوق القرابين.

وتنقسم الواجهة إلى برجين يتضمن كل منهما مجموعة من ثلاثة تماثيل منحوتة يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار اثنان منهما يمثلان الملك رمسيس الثانى، والثالث لزوجته نفرتارى، وأجمل تمثال للملكة نفرتارى هو الموجود فى المجموعة اليمنى وتظهر فيه الملكة نفرتارى وهى ترتدى فستان طويل شفاف وتمسك فى يديها أداة الصلصلة وتضع على رأسها التاج الحتحورى المميز الذى يتكون من الريشتين و بينهما قرص الشمس.

ويشير ريحان إلى أن مقبرة نفرتاري اكتشفت بمنطقة البر الغربى بمدينة الأقصر عام 1904 على يد بعثة إيطالية برئاسة الأثرى الشهير "سكياباريللي" وصورت نفرتارى بمقبرتها وهى ترتدى رداء شفافا فضفاضا ذا ثنيات من اللون الأبيض ظهر منه ساعداها وقد ربطتهما بشريط معقود أسفل صدرها يتدلى منه طرف الرباط ووضعت على رأسها تاجًا من الذهب على هيئة طائر الرحمة «نخبت» وفى كثير من الأحيان كانت تضع تاجا آخر يعلوه طائر الرحمة بريشتين بينهما قرص الشمس وقد تزينت الملكة بالكثير من الحلى من أقراط وأساور وعقود حيث تظهر المساحيق على وجهها.

ويؤكد ريحان أن ثيودورا كانت الزوجة المحبوبة للإمبراطور جستنيان وهناك نقش باللغة اليونانية على أحد عوارض السقف بكنيسة التجلى بدير سانت كاترين وترجمته كالآتى "لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا".

وأنشأ جستنيان هذا الدير لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا، وتاريخ وفاة ثيودورا 548 م ووفاة جستنيان 565 م وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية، وحرصت على إقامة علاقات سلمية معها ولقد ماتت قبل وفاة جستنيان وقد استنتج د. ريحان من ذلك التاريخ الحقيقى لبناء دير سانت كاترين مؤكدًا أن بناء الدير كان بين عام 548م وهو تاريخ وفاة ثيودورا وعام 565م تاريخ وفاة جستنيان وذكر أن التاريخ الأقرب لبناء الدير هو 560م ويتضح من نقش رقم 3 من عوارض سقف البازيليكا أن مهندس بناء الدير هو أسطفانوس من أيلة "العقبة حاليا".

ويتابع ريحان، بأن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطي والخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى "يونسكو" عام 2002 يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان ولقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة.