الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملفات خطيرة يحملها من تل أبيب إلى واشنطن.. «نيتانياهو»يرفض إلغاء الاتفاق النووي الإيراني.. ويستهدف الوقيعة بين موسكو وطهران.. ويخطط للتعاون مع كبار قادة الدول السنية.. ويبحث عن وطن بديل للفلسطينيين

صدى البلد

«دايفيد موكوفسكي» في مقال على «تايمز أوف إسرائيل»:
اجتماع نيتانياهو وترامب فرصة لـ «علاقة متينة» بين أمريكا وإسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى للحصول على مكانة أفضل لدى الرئيس الأمريكي


يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، اليوم الأربعاء، في أول اجتماع عمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي تولى منصبه حديثا، ولم يكتمل بعد فريقه الاستشاري الكامل بالنسبة للشرق الأوسط.

ويعد التوقيت الذي يلتقي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الامريكي مبكرا وهو مهم بلا شك لكلا الزعيمين، حسب مقال لـ«دايفيد ماكوفسكي» عضو مجموعة «زيجلر» المميز ومدير مشروع السلام بالشرق الاوسط، على صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال في مقاله المنشور اليوم، على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تربطها علاقة دفاعية وطيدة جدا مع إسرائيل، إلا ان التوتر بين الرئيس الامريكي ونيتانياهو بشأن قضايا السياسات الأساسية ترك بصماته، ما دفع حملة ترامب على وضع لهجة مختلفة مع إسرائيل، مصرا على انه تجديد العلاقات الثنائية.

ويعقد الاجتماع بين نتنياهو وترامب مبكرا دون أي توقع او إعلان وقد يعد فرصة لإثبات وجود جديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإقامة علاقة متينة.

من جانبه، يرى نيتانياهو الزيارة بأنها فرصة رمزية ليظهر للعالم أنه يجول في زيارة منشودة إلى واشنطن الجديدة.

ويعتبر بتلك الزيارة إلى واشنطن هو الزعيم الرابع الذي يجتمع مع ترامب، في عقب زيارات المسئولين الذين استقبلهم ترامب و يصفهم بأنهم حلفاء الولايات المتحدة و لدول بريطانيا واليابان وكندا.

ويلفت إلى أن الملك عبدالله الثاني العاهل الأردني مؤخرا اجريت على الطائرة كجزء من زيارة مقررة سابقا إلى واشنطن).

ويأمل نيتانياهو من خلال هذه الزيارة في ان يحصل على فهم أفضل لدى الرئيس ترامب، والأهم، هو التأثير والتكامل على ومع واشنطن بشأن القضايا الحاسمة على وجه التحديد في الوقت الذي السياسات لا تزال في حالة تغير مستمر.

ويتساءل الكاتب الإسرائيلي سؤالا مفاده ما هي القضايا التي يبحثها نيتانياهو في واشنطن؟

ويجيب من خلال مقاله قائلا: من المحتمل أن يركز رئيس الوزراء الإسرائيلي على أربع قضايا خلال زيارته إلى البيت الابيض.

إنفاذ اتفاق نووي إيران بدلا من إلغائه

ويقول «دايفيد موكوفسكي» إذا حكمنا من خلال جلسات التصديق الأخيرة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، يبدو أن إدارة ترامب تعتقد أن الصفقة يجب أن تطبق بدقة بدلا من تفكيكها.

وهذا يتناسب مع وجهة النظر الواضحة من مسؤولي الامن القومي الاسرائيلي، والتي ترى وفقا لوجهات نظر الحكومتين حول مزايا تأخير البرنامج النووي الايراني لمدة عشر الى خمس عشرة سنة.

ويعد نيتانياهو ليس حريصا على فهم ما الخطوات التي يعتزم ترامب اتخاذها الآن استعدادا لمواجهة التحديات على المدى الطويل، حتى تنتهي الأحكام الرئيسية للاتفاق الذي تصبح إيران بسببه على اعتاب أن يكون دولة نووية.

استخدم صفقة مع روسيا لتهميش إيران في سوريا

من المرجح ان نيتانياهو يريد ترامب أن يعقد صفقة مع موسكو لمحاربة تنظيم «داعش» في سوريا، وهذا الاحتمال لا يقلق المسؤولين الإسرائيليين، الذين يبدو أنهم يعتقدون أن واشنطن سوف تحتاج في ذلك الخروج بحزمة مغرية لضمان علاقة التعاون مع الروس.

ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن هذا الاتفاق المثالي من شأنه أن يدق «إسفينا» بين موسكو وطهران في سوريا، حيث تجمع اللاعبين الخارجيين مصالح متطابقة على الرغم من المساعدة العسكرية المستمرة من روسيا للإيرانيين.

وانطلاقا من هه النقطة فإن طهران تريد الحفاظ على بشار الأسد في السلطة بشكل أقوى، و هو الامر الذي من شأنه أن يكون نقطة الانهيار مع موسكو.

ويضغط نيتانياهو لأجل حل وسط يحد من تحركات ايران وحزب الله في جنوب سوريا، ولاسيما على طول مرتفعات الجولان.

ويشير الكاتب إلى ان لدى إسرائيل أيضا مخاوف قياسية أخرى تخشى أن تنفذها، مثل منع نقل أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان وإغلاق الانتاج الصناعي العسكري السوري بتمويل من إيران.

وتسعى إسرائيل إلى تحقيق التعاون بينها وبين السنة للخروج من تحت الطاولة، وقد دفعت مجموعة مشتركة من التهديدات، بتقارب استراتيجي بين إسرائيل وجيرانها السنة فى مصر، والأردن، ودول الخليج.

وتخشى كل من هذه الحكومات من تصاعد النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة والتهديدات الجهادية الراديكالية، أو كليهما.

ونتيجة لذلك، زاد التعاون الأمني العربي الإسرائيلي بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من الكثير من هذا النشاط لا تزال تجري تحت الطاولة مباحثات حول هذا الشأن.

ويتابع المقال الإسرائيلي إن نيتانياهو يريد أن يجعل من هذا التعاون أكثر علنية، ومن المرجح أن يطلب مساعدة ترامب في هذا الصدد، وأحد حججه للقيام بذلك هو أن من شأن هذا التعاون أن يعزز نهجا إقليميا لعملية السلام، وإعطاء الفلسطينيين الغطاء السياسي لتقديم تنازلات أنهم لا يستطيعون جعل في سياق ثنائي.

وولكن تظل إمكانية استعداد إسرائيل الفعلي لتقديم تنازلات للفلسطينيين، «أمر مشبوها» فقد كانوا يعتقدون أيضا أنه طالما أنهم يتلقون إعانات لضمان التعاون السري مع إسرائيل، فإن ليس لديهم سبب لجعل هذا الجمهور نشطاً.

ولمعالجة هذه التصورات، يحاول نتنياهو كسب نقاط مع زعماء السنة خلال زيارته لواشنطن، ربما يصب ذلك الاهتمام، على سبيل المثال، بزيادة المساعدات الاقتصادية لمصر.

وعلى الأرجح فإن دعم الولايات المتحدة لاستقرار وأمن الدول السنية أفضل وسيلة للحد من طموحات الهيمنة الإيرانية واللعب لفترة واحدة صلبة مع الفلسطينيين بدلا من أرضها، على الأقل حتى الآن.

نيتانياهو يبحث عن أرض بديلة لتوطين الفلسطينيين

ويقول مدير مشروع السلام الإسرائيلي في الشرق الأوسط إن القضية الاسرائيلية الفلسطينية فقدت التركيز عليها في عهد الإدارات الأمريكية السابقة، و ذلك في جزء كبير منه بسبب الدول العربية و التي انشغلت بالعديد من الأزمات الإقليمية الخاصة بها.

ومع ذلك، يصر الرئيس ترامب على أنه يريد التوصل إلى الصفقة الكبرى بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وعلاوة على ذلك، فإن نيتانياهو على الأرجح يحاول إقناع ترامب بأن هناك نهجا أكثر صرامة تم اتخاذه من قبل إدارة أوباما تجاه إسرائيل حول قضايا السلام ما اضطر الفلسطينيين إلى اتخاذ موقف لا هوادة فيها، حسب مقاله.

وعلل الكاتب ذلك بأن إسرائيل لا تريد أن تكون مطوقة من قبل الولايات المتحدة، وهذا الوضع قد تنجرف بسهولة نحو المزيد من التطرف والعنف، أو يحفز على حملة فلسطينية جديدة تدعم شعار «شخص واحد وصوت واحد» للحل في إسرائيل والضفة الغربية - وهو إجراء لا يمكن لإسرائيل أن تقبل به أبدا، متابعا أنه لا يمكن حتى الآن تنفيذ النتيجة النهائية بحل الدولتين.

ويضيف ان الركود المستمر على مستوى الأزمة يهدد إقامة الدولة الواحدة، من المنظور الإسرائيلي، لافتا إلى ان أفضل أمل هو الحفاظ على استمرارية النهج القائم على دولتين من خلال مبادرات أكثر محدودية، دافعا بأن هذه المبادرات لن تحتاج إلى أي من هذه الاستراتيجية لتحقيق التوازن بين السياسة المعقدة في كلا الجانبين.

ويرى أنه على الجانب الفلسطيني، الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر واحد وثمانين عاما وليس لديه خليفة، وشعبه على أعتاب ان يحكمه شخص ذو هوية غامضة.

وفي إسرائيل، نيتانياهو أحد أعضاء ائتلافه الحاكم و الذي ينادي علنا بحل الدولتين.

وفي الواقع، فإن ائتلافه مر بمشروع قانون من شأنه تمكين المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية لإجبار الفلسطينيين على التنازل عن أراضيهم في بعض الحالات للحصول على تعويضات أو بدائل غير مرغوب فيها.