الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكراها الـ 23.. مجزرة الحرم الإبراهيمي شاهده على الإجرام الصهيوني المتواصل بحق الفلسطينيين.. ومحافظ "الخليل": ستبقى دليلا حيا لـ"القتل بدم بارد"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مجزرة الحرم الإبراهيمي جرح نازفٌ يؤرق "الخليل" راح ضحيتها 29 شهيدًا و150 جريحا
الإرهابي الصهيوني باروخ جولدشتاين يطلق النار على المصلين فجر صلاة الجمعة برمضان
المدينة الفلسطينية اخترقها اليهود بمستوطنة «كريات أربع»
محافظ الخليل:
الإحتلال يمنع المصلين من التوجه لأداء الصلاة في أكثر من 20 مسجدا بالمدينة
منذ المجزرة لم ير الفلسطينيون لحظة أمل في حياة حقيقية


لا تزال توابع مجزرة الحرم الإبراهيمي في ذكراها الـ 23 تؤّرق مدينة الخليل حتى اليوم، مُحولة حياة أهلها إلى جحيم بفعل السياسات التهويدية التي أعقبت المذبحة، خاصة في الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة.

ويقول محافظ الخليل كامل حميد لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، الخليل هي المحافظة الوحيدة التي يعيش المستوطن الإسرائيلي في داخلها بل في قلبها، مشيرًا إلى أن الاحتلال ينغص حياة الفلسطينيين في كل مكان سواء في البلدة القديمة ويواصل العمل على قمعه واقتلاعه منها.

ويمنع المصلون من التوجه لأداء الصلاة في أكثر من 20 مسجدا بالخليل إضافة إلى تقسيم الحرم الإبراهيمي.. القسم الأكبر منه يسيطر عليه الاحتلال فيما يخصص جزءا منه للمسلمين لأيام معدودة في العام وهو ما تحاول فرضه على المسجد الأقصى المبارك، إلا أن انتفاضة القدس المستمرة كانت ولا تزال لها بالمرصاد.

وعن المجزرة التي ارتكبها أحد الجنود الإسرائيليين يقول المحافظ "هو طبيب في جيش الاحتلال وتحول قبره إلى مزار يزوره الآلاف وهي رسالة واضحة لمن يقول اننا إرهابيون ونقتل الأبرياء ليرد عليهم أحد جنودهم الطبيب الإرهابي باروخ جولدشتاين بالفعل لا بالقول.. والذي قتل الأبرياء بدم بارد وهم يصلون الفجر.. ليبقى الحادث شاهدا على أن الإسرائيليين هم الإرهابيون.. هم الذين يقتلون ويسفكون الدماء".

ويضيف "والشيء المضحك المبكي انه تقرر اقامة لجنة (شمغار) اليهودية التي كافأت المجرم وجلدت المظلوم وقسمت الحرم الإبراهيمي إلى الثلثين والثلث وليس حتى النصف والنصف رغم أنه مسجدنا، وقامت بالعديد من الإجراءات من أبواب وحواجز وكاميرات مراقبة وممارسات قمعية يومية واعتداءات يومية على الشجر والبيوت والرجال والنساء والأطفال وكل شيء .. هذه هي العقلية الاسرائيلية".

ويتابع المحافظ "23 عاما ومن قبلها وبعدها لم ير الفلسطينيون لحظة أمل في حياة حقيقية.. فالإسرائيليون يعتقدون أنهم يقومون باقتلاع المواطن الفلسطيني، لكن على العكس نحن نترسخ وتمتد جذورنا في البلدة القديمة، معلنين أنفسنا حراسا للحرم الابراهيمي وللبلدة القديمة بأزقتها وشوارعها وكل شيء جميل فيها وننوب في ذلك عن كل العالم الاسلامي".

من جانبه، يقول حسام عابدين مدير العلاقات العامة والاعلام بمحافظة الخليل لـ/أ ش أ/ عن شارع الشهداء بالمدينة "لا يسمح لنا إلى الآن بمجرد الاقتراب منه، فيما يعبر منه اليهود فقط بحرية.. وهذا أمام عيون كل العالم وهو من نتائج لجنة "شمغار".

ويتابع "رغم أنهم يقولون انه لا يوجد قرار بمنع عبورنا منه.. إلا أنه على أرض الواقع لا يسمحون لنا بعبوره".. ويقول "قامت بلدية الخليل بوضع سياج من أجل حماية المواطن المار في السوق من القاذورات والأوساخ والضرب بالأحجار التي يضربون بها المواطن الفلسطيني ..ثم ينادون بالديمقراطية".. متسائلا "أي ديمقراطية هذه التي تجعل الاحتلال يغلق الحرم الابراهيمي الشريف أكثر من مرة في العام.. أي ديمقراطية تلك التي تمنع مواطنا فلسطينيا من المشي في شارع عام مثل شارع الشهداء رغم أنه صاحب هذا الشارع".

ويضيف عابدين "أما آن للاحتلال أن ينقلع وأن ترفع كافة الممارسات العنصرية اليومية التي تتم بشكل ممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. نحن نقول ان يد الخليل عطشى للسلام .. فنحن لسنا سافكي دماء ولا قتلة كما يريدون أن يصورننا.. نحن شعب مناضل، ندافع عن حريتا .. وتحملنا كل أصناف العذاب ولا مبالاة الحكومة الاسرائيلية.. لكم أن تتخيلوا أنه يوجد هنا 400 مستوطن يحرسهم 1200 جندي.

وتساءل كيف نقنع أبناءنا أن حرم مسجد إسلامي مقسم ما بين اليهود والمسلمين، لم نسمع قط عن مسجد مقسم بهذه الطريقة.. كم مرة منع الأذان في الحرم الابراهيمي في العام المنصرم،كم مرة تم إغلاق الحرم الابراهيمي.

يذكر أن المجزرة كانت قد وقعت في 25 فبراير 1994، فجر يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان، حين نفذ باروخ جولدشتاين، بمشاركة قوات الاحتلال الإسرائيلي وجموع مستوطني 'كريات أربع'، المجزرة البشعة.

وقام جنود الاحتلال المتواجدون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.

وفي اليوم نفسه تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال إلى (60) شهيدًا.

وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة 'شمغار'، للتحقيق في المجزرة وأسبابها'، وخرجت اللجنة بعدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه- حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.

ويضم القسم المغتصب من الحرم: مقامات وقبور أنبياء، منها قبر سيدنا يعقوب وزوجته، وقبر سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وقبر سيدنا يوسف، إضافة إلى صحن الحرم وهي المنطقة المكشوفة فيه.. وأوصت لجنة 'شمغار' الإسرائيلية، بفتح الحرم كاملا (10 أيام) للمسلمين في السنة فقط، وكذلك فتحه كاملا أمام اليهود (10 أيام).