الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا نريد من نقيب الصحفيين الجديد ؟


لم يكن فوز عبد المحسن سلامة مفاجأة لجموع الصحفيين .. فعبد المحسن سلامة صحفي معروف ومتألق وإنسان له تاريخ مهني مشرف .. خاصة أن النقابة طوال السنوات الماضية تعرضت لظروف كثيرة .. وأحوال متغيرة .. فما يحدث فيها لا يختلف عما يحدث في مصر .. فالوضع في البلد كان غير تقليدي وغير طبيعي .. تقلبات سياسية اختلافات وخلافات وشائعات وأطراف تحاول إذكاء النيران لبث الفتنة وتغذية الخلافات ،وظروف إقتصادية صعبة تؤثر علي الجميع ،صحيح أن النقابات كلها خدمية .. لكن نقابة الصحفيين لها وضع آخر ، فأعضاؤها قادة الرأي والفكر .. ومن الطبيعي أن يكون هناك تأثير للأوضاع السياسية عليها.

ولكننا منذ 30 يونيو بدأنا مرحلة جديدة في تاريخ مصر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ،إلتف الشعب حوله ،لنبدأ تاريخا جديدا بعد فترة من الفوضي والتشرذم عشناها وعانينا خلالها حكم الاخوان الارهابيين الذين حاولوا بث الفتن والشائعات وتأليب الرأي العام وخنق الجماعة الصحفية بكل الطرق والسبل .. لنشعر جميعنا مع 30 يونيو بأمان وثقة ونبدأ مرحلة من البناء علي كل المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

ولأن نقابتنا نقابة الصحفيين لها وضع خاص فهي تتأثر سياسيا ورغم كل الأحداث التي مرت بها إلا أن أعضاءها ظلوا يدا واحدة يتصرفون برقي وتحضر .. وشعارهم الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. وهو ما جسده النقيب السابق يحيى قلاش عندما هنأ النقيب الجديد ورفعا أيديهما معا كدليل علي تلاحم الصحفيين ووحدتهم .. وهو أيضا ما أكده عبد المحسن سلامة عندما وجه شكره للنقيب السابق يحيى قلاش على ما قام به ،وما أصاب وأخطأ فيه ،فجميعنا بشر نصيب ونخطئ .. مؤكدا أهمية الاستعانة به في خدمة النقابة والعمل النقابي الفترة المقبلة ،لخبرته النقابية الكبيرة قائلا: تواجهنا تحديات كبيرة على مستوى المهنة ،ولابد أن نقف صفا واحدا حتى نتصدى لها ،ونستطيع إعادة كرامة وهيبة مهنتنا مرة أخرى واختتم كلمته بعبارة: "عاشت وحدة الصحفيين".

ولكن ماذا نريد نحن الصحفيون من النقيب الجديد .. بالتأكيد نحن ننتظر الكثير وأول ما ننتظره عودة النقابة إلى عصرها الذهبي وهو ما أعلنه بنفسه من خلال برنامجه الانتخابي ،كما ننتظر حل مشكلات الصحف ،والتي تؤثر بشكل مباشر على الصحفيين .. وأهمها إرتفاع أسعار الورق وتراجع التوزيع .. وحل مشكلة الصحف المغلقة ،والأهم تعديل قانون النقابة الذي لم يعد يناسب العصر أو النقابة وأحوال الصحفيين .. والعمل مع المجلس على توفير حد أدنى يضمن حياة كريمة للصحفيين ،فالحياة الكريمة ،من أساسيات كرامة الصحفي ،أيضا إنشاء المستشفى الإستثماري الذي وعد بأنه سيكون خارج مبنى النقابة ،وجمعية تعاونية للإسكان تكون قادرة في  الحصول على الأراضي والقيام بالبناء ،لحل مشكلة الإسكان.

أنا علي المستوي الشخصي أعرف عبد المحسن سلامة جيدا وأعرف أنه قادر علي أن يعيد للنقابة دورها الريادي وقوتها مرة أخري كما أنه بإنسانيته المعروفة سيقف بجوار كل صحفي كبيرا كان أم صغيرا .. سيدافع عنه ويسانده اذا كان علي حق.

يوم الجمعة الماضية كان يوما تاريخيا للصحافة وللصحفيين فقد شهد اكبر حشد فى تاريخ الانتخابات ولأول مرة يحصل نقيب للصحفيين على هذا الرقم الكبير الذى حصل عليه عبد المحسن سلامة في عرس ديمقراطي ،هو بداية لتكاتف كل أعضاء الجمعية العمومية ووحدتهم وإلتفافهم حول نقابتهم ونقيبهم.

النقيب الجديد أكد بعد فوزه في مؤتمره الصحفي الأول بقاعة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بالأهرام ،ان الفترة الماضية شهدت شائعات ومخاصمات شديدة لكن الصحفيين ردوا علي محاولات الفتنه والفرقة من خلال جمعيتهم العمومية وخرجوا منها يدا واحدة.

الصحفيون انتخبوا الاستقرار والمهنة لتعود النقابة لكل الصحفيين لأول مرة منذ 6 سنوات .. مبروك لكل الصحفيين .. وشكرا للنقيب السابق يحيي قلاش علي ما قدمه خلال العامين الماضيين . . فهذه هي الديمقراطية.

عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين الجديد ننتظر منك جهدا كبيرا منه لإبراز دور الصحافة المصرية واستعادة ريادتها مرة أخرى ومواكبة تطور الصحافة العالمية .. وأن تعود النقابة لسابق عهدها وتألقها ووقوفها بجانب حرية الرأي وحرية تداول المعلومات.

وألف مبروك علينا وعلي نقابتنا الأستاذ عبد المحسن سلامة
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط