الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم .. التعليم .. التعليم


نتحدث منذ سنوات عن التعليم ومشاكله وتطويره، وكل ما نفعله هو الكلام فقط ولا نقدم جديدا، وكل مرة نجرب في أولادنا.. وبدل ما نتقدم بنرجع للوراء، وأصبحنا في ذيل القائمة.

نعاني مشاكل وتحديات كبيرة، وعوائق وعقبات تؤخر العملية التعليمية وتطورها.. فمشاكلنا متراكمة ومزمنة، نناقشها في المؤتمرات العلمية بالجامعات، ومراكز البحوث ولا نقدم أي جديد، لا حلول واقعية، ولا تخفيف للأعباء، ولا تغيير للأنظمة التعليمية بطرق حديثة متقدمة مثل كل دول العالم، وبعد أن كنا في المقدمة نصدر العلم والثقافة للآخرين.

تعود طلابنا الكسل وتلقي العلم بالحفظ والتلقين، وممنوع التفكير وتشغيل العقل، فكيف يبدع الطالب ويناقش ويقدم عملا خلاقا .. وكل همه التخلص من "بعبع" الثانوية العامة، بحفظ الدروس لحصد الدرجات حتي يستطيع المصارعه علي دخول الجامعة وليس التعليم، وتفاقمت أزمة الدروس الخصوصية، وارتفعت حالات الغش وزادت المعاناه مع من يحاولون هدم المجتمع بتسريب الامتحانات كل عام ولهم حيل شيطانية يجب محاربتها بكل الوسائل، ومشاكل ايجاد بديل لكتاب المدرسة والمواجهة الحقيقية للدروس الخصوصية والكثافة الطلابية .

هذا العام فوجئنا باقتراح جديد من الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق بعمل مؤتمر لتطوير التعليم.. وعلي الفور كعادته بدأ الإعداد والتنفيذ للمؤتمر الذي يبدأ غدا بالتعاون مع جامعة القاهرة أعرق جامعات الشرق الأوسط وبالتنسيق مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى.

المؤتمر حدد لنفسه هدفا هو حل مشكلات التعليم في مصر بعد أن حصرها ورصدها جيدا علي مدي الجلسات التحضيرية التي حضرها وزيري التعليم والتعليم العالي والخبراء والمتخصصين.. في التعليم الأساسى (مستقبل الثانوية العامة وتطوير نظم الامتحانات- الدروس الخصوصية -الكثافة فى المدارس - الكتاب المدرسى وكيفية دمج بنك المعرفة فى العملية التعليمية - كيفية تطوير التعليم الفنى وربطه بالصناعة) . فى التعليم العالى والبحث العلمى (الإدارة الاقتصادية لمؤسسات التعليم العالى - جودة التعليم والارتقاء بالتصنيف العالمى للجامعات - النموذج الأمثل للقبول بالجامعات - كيفية الاستفادة من البحث العلمى وتوجيهه لخدمة أهدف التنمية - أليات ربط الخريجين بسوق العمل.

وهو بهذا يضع يده على أهم المشكلات التى تواجهنا ويقدم لها الحلول الحقيقية، وهو لن يكتفي التوصيات بل ستكون هناك لجان متابعة للتنفيذ وتقديم الحلول العاجلة لأي مشكلات طارئة.

من وجهه نظري إنها فرصة جيدة للاستفادة من الأفكار التي يطرحها المجتمع لحل قضايا التعليم خاصة المسابقة التي تصل قيمة جائزتها نصف مليون جنيه، ستحدث حالة من الحراك.. ويتنافس الجميع لتقديم الحلول.. طلبة وأولياء أمور وخبراء وكل المهتمين بتطوير التعليم، وهي فرصة أيضا للاستفادة من أفكار الشباب الإبداعية والخروج من دائرة المناقشات الأكاديمية.

التعليم ثم التعليم ثم التعليم، هو الأمل وهو المستقبل وهو الوحيد الذي يمكنه أن ينقلنا نقلة كبري .. فلسنا الدولة الأولي ولا الأخيره التي تعثرت ثم بحثت كيف تستعيد قوتها ومستقبلها فوجدته في التعليم ،فوقفت لتعيد البناء من جديد.

النمور الآسيوية فعلتها وأصبحت من القوي الكبري عن طريق التعليم وكل دول العالم الكبري طورت تعليمها لتحقق قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية .. في بريطانيا كانت أولوية كل رؤساء الوزراء هي التعليم حتي أن توني بلير ظل يردد كلمة التعليم طوال حملته الإنتخابية وكأنها شعار له.

 وفي ألمانيا الجميع في خدمة التعليم والطالب هو الملك المتوج لديهم وله معاملة خاصة في كل مكان.. وفي أمريكا التعليم أولا.. وكذلك كندا.. وحتى إسرائيل تعتمد علي التعليم وتعتبره محور حربها في الشرق الأوسط، فهو الركيزة الأساسية في بناء وتكوين وتشكيل الإنسان عقليا ونفسيا، وتأهيله لسوق العمل ومواكبة التكنولوجيا واللحاق بعصر المعلوماتية الذي أصبح البقاء فيه للأقوي بمعني أن البقاء لمن يمتلك العلم والمعرفة ويستخدم وسائل العصر الحديث .. ولا طريق إليها إلا بالعلم والتعليم والبحث العلمي.

متفائلة بالمؤتمر وبأنه سيكون مختلفا عن كل المؤتمرات وسينفذ ما يتوصل اليه الخبراء وسيكون اضافة حقيقية لإصلاح التعليم في مصر.. وهو تأكيد على الدور المجتمعى الذى تلعبه مؤسسة "أخبار اليوم " تحية للكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الذي اعتاد أن يكون سباقا وأن يقدم الحلول ويتابع التنفيذ.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط