الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إضراب عمال الدخيلة .. درس لعمال المحلة


بين اعتصام عمال الدخيلة وعمال المحلة الكبري الذي نشهده هذه الأيام ،الفارق كبير .. فقد حدث منذ سنوات أن إعتصم عمال مصانع الدخيلة للحديد .. ولكنهم ضربوا المثل في حب العامل لمصنعه ،وحفاظه علي انتاجه ،وحفاظه علي مصنعه الذي هو بيته.

ماذا فعل عمال الدخيلة ليحققوا مطالبهم .. كان العمال يشتغلون ورديتهم كاملة ويعتصمون بعد إنتهاء الوردية لتبدأ الوردية التي تليهم في العمل .. وعندما تنتهي يعتصمون ..

وكان العمال يؤكدون أنهم لا يمكن حتي وهم لهم مطالب ،أن يساهموا في هدم هذا الصرح الصناعي الكبير ،ولا يمكن أن يسببوا خسائر للمكان الذي يفتح بيوتهم ويعملون فيه .. والحقيقة أنني كنت أتوقع من عمال المحلة الكبري بتاريخهم الطويل ألا يقل حبهم لمصنعهم ومكان عملهم عن حب عمال الدخيلة لمصنعهم فلم أنوقع علي الاطلاق أن يعتصموا ويوقفوا الانتاج ويطالبوا بأرباح وعلاوات وهم يسببون خسائر .. ورأيي أنه لابد أن يكون بينهم عقلاء يرشدوهم ..

وإذا كان لهم مطالب فالمطالب لها سقف ولها طريقة .. فإذا كنت تريد تحقيق مطالبك لاتوقف الانتاج ولا تتسبب في خسائر واستنزاف للمصنع .. وإلا كيف يتم تحقيق المطالب.

المطلوب في هذا الوقت الصعب الذي تمر به بلدنا دفع عجلة الانتاج وزيادة الاستثمارات، وتشغيل مصانعنا .. إضراب عمال المحلة عن العمل ووقف إنتاج المصنع ضربة للإنتاج المصري، ورغم أن المحلة في خسارة مستمرة .. لكن العمال يطالبوا بصرف علاوة غلاء معيشة 10% وعلاوة اجتماعية 10%، وزيادة بدل الغذاء إلي 400 جنيه، وفتح باب الترقيات .. كلها طلبات مشروعة ولكن كيف يتم تحقيقها في ظل توقف الانتاج .. وبالتأكيد هناك إلتزامات مع عملاء وغرامات تأخير.

لقد اعتدنا من عمال المحلة وجود بعض القيادات الحكيمة التي تعمل علي تهدئة الأجواء وتتحدث بصوت العقل .. لا أدري أين هم ولما لانسمع أصواتهم خاصة أن هناك بعض المخربين الذين يحاولون " تأليب " العمال ودفعهم للتظاهر ووقف عجلة الانتاج .. قد تكون هذه الأصوات من أعداء الدولة الذين يتخفون ويعيشون بيننا وكل همهم أن يثيروا الفتن وأن يشعلوا المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتعطيل الانتاج ويستغلون مطالب العمال واوضاعهم والازمة الاقتصادية التي نمر بها فيسعون للتخريب والتدمير.

لقد استمعت الي الدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة للغزل، الذي ناشد وطنية عمال المحلة للعودة للعمل لزيادة الإنتاج، مؤكدا أن ما يحدث في الشركة تخريب متعمد وإنه لأول مرة يري "صفارة" واحدة تجمع العمال في المصنع وأخرى تفرقهم، وأنهم كإدارة لم يجدوا مسئولا حتى الآن عن هؤلاء العمال للحديث معه، وأن السلوكيات اختلفت عن الماضي.

وأنا أضم صوتي لصوت رئيس الشركة فقد كنت اتمني لو فكر العمال في مصلحة شركتهم ومصنعهم أولا .. خاصة أنها مهددة بالإغلاق إذا استمر التوقف عن العمل، والطاقات متوفرة بكثرة ولكن لا تعمل، ويتم صرف 30 مليون جنيه شهريا لشراء مواد خام لتشغيل المصانع.

كيف يتم تنفيذ الطلبات في ظل تخريب متعمد للقضاء علي واحدة من اعرق شركاتنا والتي حلت الكثير من الازمات الاقتصادية في مصر وكنا دائما نجدها ونجد عمالها رجال وطنيين محبين لبلدهم ومصانعهم وحريصين علي أكل عيشهم ومصدر دخلهم كنا دائما نجدهم وقت الشدة السند لمصر واقتصادها.

أعتقد أن إدارة المصنع والشركة لديها كل الحق في عدم بحث مطالب العمال إلا بعد العودة الي العمل وتشغيل المصانع مرة أخرى، وترك فكرة الإضرابات التى تؤدي الي تعطل وضعف في الإنتاج،

مشاكل عمال المحلة سيتم حلها إذا عاد العمال للعمل والإنتاج، و حقوقهم لا يستطيع أحد المساس بها .. ولديهم إمكانيات تؤهلهم لانتاج وتصدير سلع تقدر بملايين الدولارات في هذه الوقت الصعب الذي نعاني فيه ولديهم القدرة علي مسانده بلدهم والمساهمة في بناء اقتصادها.

فهل يستمع عمال المحلة لصوت العقل ويتخذون من عمال الدخيلة مثلا ونموذجا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط