قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رامز عباس يكتب: "بيزنس مترجمي لغة الإشارة في مصر -1 "


تقف سطور هذا المقال في وضع الخجل مما ستعبر عنه ، من أحلام ضائعة لفئة قدر لها أن تعيش مستعينة بمن يربط بينها وبين العالم كتواصل أساسه الإشارات وحركات الجسد.

الخجل هنا هو ذلك الإحساس النابع من العجز في حماية فئة الصم من استغلال قائم للغتهم ولهم في ظل عدم وجود بديل ، وفي حالة وجوده لن تكون المحفزات أيا كانت قادرة علي جعل الصم يستخدمونه رغم حاجاتهم إليه، فهم قد ضاعت منهم سنوات عديدة كانت كفيلة بأن تجعل حياتهم أفضل.

ولكن لم يفت الأوان بعد ، فالبديل موجود .. والصم موجودون وكل ما علينا هو أن نرشد الرأي العام باعتباره حاميا لمن لا ظهر له ولمن حاصرته الظروف أن يساهم في حصولهم عليه.

فالبديل ببساطة لغة الكتابة هو أن يجيد الأصم القراءة والكتابة بشكل يجعله يتعامل مع لغة الإشارة باعتبارها لغة ثانية كما في عالم ( السامعين ).

ففي عالم السامعين يجيدون قبل الدخول في معترك الحياة لغتين عربية وإنجليزية ، أما من أفاض عليهم الله بموهبة وقوة ذهن فقد تعلموا الفرنسية والفارسية والألمانية واليابانية إلخ ..

أما الإعاقة السمعية بمختلف درجاتها حتي الأميين منهم فهم بحاجة لتعليم احترافي يجعل القراءة والكتابة واللغة العربية أساسا يعيشون من خلاله في حياتهم.

لتأتي لغة الإشارة بعدها ولتلعب دورها المكمل باعتبارها اللغة الثانية لها وهنا سوف يغلق باب كبير أمام بيزنس استغلال الصم في مصر.

وتحقيق ذلك ليس صعبا خاصة أننا كشفنا لكم أصل الأزمة التي تكمن في أن نسبة مئوية كبيرة من مترجمي لغة الإشارة هم بالأصل معلمون في مدارس الصم ويفترض بهم أولا التوظيف الجيد لما تعلموه من مستويات اللغة الإشارية في التدريس المحترف للصم.

لكن الشاهد أن هؤلاء قد بدأوا بيزنس من نوع خاص يعتمد على لغة الإشارة كأساس والصم ( الأطفال والفتيان ) والسامعين معا كراغبين في تعلمها أو إجادتها كل حسب مستواه.

وكمثال فأحدهم يمضي حضورا كمدرس بمدرسة للصم بجناكليس بالإسكندرية ليذهب لمركز خاص افتتحه ليعلن عن كورسات بمقابل كبير تحت بصر الوزارة وآخر أفسد للصم طلبات خاصة بهم وهم يتعاونون مع أحد خبراء القضية من المكفوفين لمجرد أنه يعتبر نفسه وصيا عليهم وآخر يصر علي الظهور التلفازي وعندما يطلبه الصم لحل مشكلة يتنصل منهم وأحدهم شكل فرقة فنية وبمجرد شهرته قام بتسريح الصم بشكل مهين والنماذج كثيرة وتبعث علي الخجل وأمام العجز عن التصدي لها ينبت بداخلنا جانب آخر من الشعور بالخجل.

فالصم وضعاف السمع متميزون جدا ويحتاجون لأقصي دعم يمكننا أن نقدمه لنجاحهم دون أن يتقوقعوا داخل شباك مترجم مستغل يخالف القانون عندما يهمل مدرسته ودروسه ويتحول لمركز قائم علي التربح من وراء فئة مازالت تعاني حتي اليوم.

فهل تتدخل وزارة التربية والتعليم وإدارة التربية الخاصة وتمنع هذا الاستغلال وتلزم المدرسين بالتركيز علي تخريج صم يجيدون القراءة والكتابة وضبط معاني اللغة العربية ؟.

لدينا أمل في تحركها .. لذا سوف ننتظر.