"التوك توك" يغزو شوارع مدريد لمواجهة الأزمة الاقتصادية ويهدد مستقبل "التاكسي"
انتشرت في طرقات العاصمة الإسبانية مدريد وسيلة نقل مستحدثة عبارة عن مركبة بثلاث عجلات فيما يعرف بالـ"توك توك"، وقد شهدت رواجا كبيرا بسبب تكلفتها البسيطة على عكس السيارات الأجرة (التاكسي).
ويقدر السعر المبدئي للتوصيلة بيورو ونصف، كما يزيد العداد 70 سنتا عن كل كيلو متر، ولا يفرض سعرا مخصصا على النقل إلى المطارات أو محطات المترو والقطارات، لذا صار يشكل تهديدا كبيرا على مستقبل "التاكسي".
وأمام هذا التهديد، لجأ سائقو التاكسي لتقديم شكوى إلى بلدية مدريد بسبب الأضرار التي لحقت بهم منذ انتشار تلك الوسيلة.
لكن بلدية العاصمة اعترفت بأنها لا تملك أي إجراء تتخذه في هذا الشأن، مشيرة إلى أنها لا تجد مبررا لمنع الفكرة، خاصة أنها منتشرة في العديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، كما تساهم في تجنب مشاكل الزحام.
وكشف المسئول عن شركة "موتوتاكسي" التي تسير مركبات الـ"توك توك" زهيدة التكلفة، إريك جويينتشيا، وهو مواطن كوبي مقيم في مدريد، أنه قرر التعاون مع شريكه الأرجنتيني خوان بابلو لازارو في تلك الفكرة بعد أن لاقت رواجا في عواصم أوروبية مثل لندن وباريس وأمستردام.
وعن النزاع مع سائقي السيارات الأجرة، قال جويينتشيا: "شركتي لا تقوم بأي شيء غير قانوني، لا نريد إثارة المشاكل، هم يملكون مركبات التاكسي، ونحن نملك التوك توك".
وأشار جويينتشيا إلى أن "مزايا المركبة الجديدة تتلخص في أنها زهيدة السعر لذا تلائم فترة الأزمة الاقتصادية الحالية في إسبانيا، كما أنها شديدة السرعة، حيث تضاهي سرعة الدراجات البخارية، ويتمتع الراكب بالراحة داخلها".
وأوضح أنه واجه الكثير من العقبات قبل أن يخرج مشروعه للنور، حيث احتاج عاما كاملا للحصول على تراخيص إنشاء الشركة.
يذكر أن تسعيرة التاكسي العادي تبدأ بـ2.15 يورو أو 3.10 يورو حسب التوقيت في اليوم أو عطلة نهاية الأسبوع.
وأضاف مالك الشركة: "لقد خدمت تلك الوسيلة الكثير من الأشخاص كانوا يودون الانتقال إلى أماكن معينة في أقصر فترة زمنية ممكنة، ومنهم موظفون حكوميون ورجال أعمال وطلاب"، حيث تنتشر مركبات الـ"توك توك" في أكثر المناطق ازدحاما بمدريد.
وبدأت الشركة مشروعها بثمان مركبات و17 عاملا بعد أيام قليلة من تسيير الخدمة، لكن ملاكها متفاؤلون من غزوها شوارع إسبانيا قريبا.
ومع ذلك، فإن شركة "جويينتشيا" ليست الأولى من نوعها في إسبانيا، إذ يملك الفرنسي بنجامين دارمندريل شركة أخرى لنفس الغرض منذ فترة أطول، لكنها تعمل بشكل محدود للغاية، وتحمل اسم "موتوسيتي" ولا تملك أكثر من مركبتين وأربعة سائقين.
ويقول دارمندريل إنه اقتبس الفكرة من باريس، لكن توسع شركته اصطدم بالأزمة المالية الطاحنة في إسبانيا.