أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أن العالم العربي يمر بظرف استثنائي، حيث تواجه دولة حزمة مُركبة من التهديدات الخطيرة والمُشكلات المزمنة، ولا زال الإرهاب أخطر هذه التهديدات جميعًا، لأنه يضرب الأمن والنمو والمستقبل والتماسك المجتمعي في آن معًا.
وقال: "قد رأينا كيف اتخذت الهجمات الإرهابية طابعًا عشوائيًا وفرديًا خطيرًا، يوشك أن يجعل من العالم على اتساعه ميدانًا لعملياته الدنيئة المُجردة من الإنسانية".
وتابع: "أن الحقيقة الساطعة تُشير إلى أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب، والمجتمعات المُسلمة لم تعد تخفض صوتها في التبرؤ ممن يقومون بمثل هذه الأعمال، وفي استنكار ورفض أي صلة تنسب هؤلاء القتلة للدين الإسلامي بقيمه الحضارية المعروفة".
جاء ذلك خلال كلمة ابو الغيط ضمن فعاليات الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني الذى انطلق مساء اليوم فى مقر الجامعة العربية.
كما قال أبو الغيط: "إننا نُدعم الاستقرار والأمن في منطقة شرق آسيا ونتضامن مع القلق العميق الذي يُبديه المجتمع الدولي إزاء التجارب الصاروخية والنووية التي تقوم بها كوريا الشمالية، والتي كان آخرها الصاروخ الباليستي الذي أُطلق فوق جزيرة هوكايدو اليابانية، وشكل تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق أو مقبول..بالإضافة إلى ما قامت به كوريا الشمالية من إجراء تجربة نووية سادسة مؤخرًا".
وأضاف إن الطريق إلى الاستقرار والسلام الإقليمي في هذه المنطقة من العالم يمر عبر الالتزام بقواعد القانون الدولي، والامتناع عن سياسة التهديد والابتزاز، واحترام قرارات مجلس الأمن الصادرة في هذا الخصوص بما في ذلك قرار مجلس الأمن الذي اعتمد مؤخرًا (2371 لعام 2017)، ولا شك أن الأمن الإقليمي في شرق آسيا هو صمام أمان للنظام الدولي كله، بشقيه السياسي والاقتصادي، وهو ملف ندرك جيدًا مدى خطورته على الأمن العالمي وندعو مُختلف الأطراف إلى التعامل معه بالمسئولية الواجبة، وبروح الحفاظ على السلام العالمي وتطبيق مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار والتعايش السلمي، والعمل على اتخاذ خطوات ملموسة وجدية نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وطالب أبو الغيط اليابان خلال كلمته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأكد أن آفاق التعاون بين العالم العربي واليابان واسعة وتنطوي على فرص كبيرة للجانبين، وقد امتدت أوجه التعاون مؤخرًا لتشمل مجالات تلمس المواطن العربي بصورة مباشرة مثل التعليم، مشيرا إلى أنه بعد أيام من المنتظر أن تبدأ الدراسة في عدد من المدارس المصرية التي تعمل بالطريقة والأسلوبالياباني، موضحا أنه وصل عدد هذه المدارس إلى 28 والمأمول هو زيادتها خلال فترة قصيرة، وقال: "ويراقب المصريون هذه التجربة الفريدة بتقدير كبير للخبرة اليابانية المشهود لها في مجال التعليم، وبرغبة أكيدة في الاستفادة من هذه الخبرة ونقلها للبيئة المصرية.. ويقيني أن التجربة قابلة للتعميم في مختلف أنحاء العالم العربي".