الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما تنفي الحكومة .. أضع يدي على قلبي


فوجئنا مساء الخميس الماضي بشركات الاتصالات ترفع أسعارها وسط صراخ المواطنين الذين لم يعودوا يتحملون اي زيادات في الاسعار.

ومع رسائل غريبة وغير مفهومة بمراجعة قيمة المكالمة وسعر الدقيقة والنتيجة أن سعر أقل كارت شحن أصبح 12 جنيها وبه مكالمات بــ 7 جنيهات فقط .. وإذا كنا نستطيع الاستغناء بعض الشيء عن الموبايل .. وأن نقلل المكالمات أو نقاطع شركات المحمول فالوقت غير مناسب تماما لأي زيادات جديدة ، لأن القلق الأكبر يأتي من نفي الحكومة زيادة أسعار الوقود ..

فكلما أعلنت الحكومة أنه لا زيادة في الأسعار .. أضع يدي علي قلبي .. نريد من الحكومة أن تكون شفافة وتعلنها بصراحة وليس كالعادة نفي كأنه إثبات للحالة .. فهناك غضب في الشارع المصري من زيادة الاعباء في كل المجالات ولن يستطيع تحمل المزيد ..

الأيام الماضية قرأنا الكثير من التصريحات من مجلس الوزراء يؤكد فيها أنه لا نية لزيادة أسعار الوقود .. والسؤال لماذا النفي والتكذيب .. ولماذا يطرح موضوع الزيادة أساسا ولَم يمر اكثر من شهرين علي زيادة أسعار المحروقات.

ونحن نعرف جميعا أن أسعار الوقود تؤثر علي كل شيء بداية من النقل والمواصلات حتي حزمة الجرجير ولن أتحدث عن أسعار الملابس والاكل والشرب والمدارس والجامعات التي تخطت كل الحدود .. لماذا نتحدث عن زيادة أسعار .. وكلنا أمل في خير كثير منتظر بعد الاكتشافات البترولية الكبيرة في مصر،التي توالى الإعلان عنها ، منها اكتشاف حقل غاز جديد ، بالشراكة مع شركة «بريتش بتروليم» البريطانية، يقع في جنوب غرب بلطيم في مياه الدلتا قرب السواحل المصرية ويعتبر تجمعًا جديدًا على نفس نمط حقل نورس الذي جرى اكتشافه في شهر يوليو 2015، وينتج حاليا 65 ألف برميل معادل من البترول في اليوم، ليس هذا فقط ولكن منذ نهاية عام 2013، وقّعت مصر 56 اتفاقية بترولية باستثمارات كبيرة وحفرت 254 بئرا.

وفي عام ٢٠١٧ ،توصلنا للعديد من الاكتشافات البترولية والغازية حتي ان وزير البترول بشرنا بقرب الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في منتصف عام ٢٠١٨ وأننا نجري محادثات مع موردي الغاز الطبيعي المسال لتأجيل شحنات متعاقد عليها لخفض المشتريات مع الارتفاع الكبير في انتاج الغاز المصري وهو ناقض الطلب علي الغاز المستورد الاعلي تكلفة.

هذه السلسلة من الاكتشافات البترولية الجديدة تشكل دعما كبيرا للحكومة في الوقت الذي تنفذ فيه إصلاحات اقتصادية حساسة سياسيا وتكافح لكبح التضخم الذي قفز لأعلى مستوياته في 30 عاما.

ولكن يبدو أننا نقرأ الكثير عن بترولنا وحقول الغاز والأكتشافات التي ستجعلنا من أكبر المنتجين ونحقق الاكتفاء الذاتي .. وفِي نفس الوقت لا نستطيع أن نفهم سر إصرار الحكومة علي بث الخوف والرعب من الأسعار في قلوبنا .. أتمني ويتمني معي المصريون جميعا أن تكون تصريحات الحكومة بنفي زيادة الأسعار حقيقية هذه المرة ..

فالمواطن مطحون ،ولم يعد يتحمل المزيد من مفاجآت "الخميس " غير السعيدة .. فالأسعار التي أصابها الجنون .. ولا نستطيع ملاحقتها في ظل مرتبات لا تعرف سوي الثبات علي حالها .. معادلة الإصلاح الإقتصادي الناجحة لأي دولة تتطلب تحقيق توازن بين الأسعار والأجور..

وقد اكتفينا من تصريحات الخبراء التي أعطتنا الأمل بأن المواطن سيشعر بتحسن تدريجي، وسيظهر الأثر في الربع المقبل من العام المالي .. وأننا إجتزنا الفترة الصعبة .. وأن نسب التضخم في تراجع .. وسنجني ثمار تعبنا وصبرنا وتحملنا لإجراءات إقتصادية تأخرت كثيرا وكان يجب إجراؤها علي مراحل .. لكننا تجرعناها مرة واحدة .. فقضت علي البقية الباقية من الطبقة المتوسطة وهي الطبقة "الميزان" التي تحفظ التوازن بين الطبقات .. لكنها تاهت وسط نيران الاسعار ومصروفات المدارس والملابس ومحدودية الدخل .. وان كنا نستطيع الاستجابة لحملات مقاطعة المحمول فكيف سنقاطع الوقود والمحروقات هل نترك السيارات ونعود للمشي علي الاقدام.

الحياة أصبحت صعبة ولا يستطيع المواطن تحمل المزيد من الاعباء .. وربنا يستر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط