الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زينب الكفراوي بطلة المقاومة الشعبية ببورسعيد في 56: والدي علمنى الجرأة.. كنت فتاة توصيل السلاح للفدائيين.. واغرسوا في أبنائكم حب الوطن.. صور

صدى البلد

بطلة بورسعيد زينب الكفراوى:
رأيت شخصا عندما سمع صوت طائرة أثناء العدوان الثلاثى على بورسعيد يخلع حذاءه ويلقى به عالياً وكأنه يشعر بأنه سلاح يسقط الطائرات
كانت تمر ايام علينا ولم نجد الطعام الا اننا لم نمد يدنا للمعسكر الانجليزى لنأخذ حتى بسكويته لطفل
اعترضتني دورية بريطانية وأنا أخبئ الأسلحة بعربة الأطفال وجابهت القائد البريطانى وأكملت مشوارى
اغرسوا فى أبنائكم حب الوطن وصِلوا أرحامكم


"قبّل الرئيس عبد الفتاح السيسى رأسي مرتين عندما التقاها مرة فى بورسعيد فى ذات التوقيت من العام الماضى خلال زيارته للمدينة الباسلة والاخرى كانت فى الاسماعيلية عندما دعيت لحضور منتدى الشباب بمحافظة الإسماعيلية بداية العام الحالي وكانت محط أنظار كثير من وكالات الأنباء المحلية والعالمية للاستفسار عن السيدة التى قبل الرئيس رأسها" ..  إنها البطلة الفدائية زينب الكفراوى التي كانت إحدى قيادات المقاومة الشعبية في بورسعيد عام 56.

روت زينب الكفرواى حكايتها مع المقاومة الشعبية وهي ابنة الخامسة عشر عاما قائلة :أنها كانت تتدرب فى الحرس العسكرى فى السابعة صباحا ثم تذهب الى معهد المعلمات للدراسة فى الثامنة صباحا.

وقالت الكفراوى عندما دخل العدوان المدينة وحاصرنا الإنجليز من كل جانب فكان ابن خالتى "حسن البطوط" من رجال المقاومة الشعبية وكان الإنجليز يدخلون المنازل ويقومون بتفتيشها وكان معهم لاسلكى لكشف السلاح فأحضرت سلم نقالى وصعدت فوقه الى السطح المجاور لنا وصعدت على الحائط المجاور دور آخر ثم قفزت الى منزل مجاور ووجدت سيدة عجوز تجلس على الفراش (حماة خالتى) فأحضرت القنابل وأمنتها ووضعتها في صدر تلك العجوز ووضعت البنادق فى" مشمع" ونزلت وخبأتها ثم عدت الى منزلى بنفس الطريقة وعندما تم تفتيش المنزل لم يجدوا عندنا شيئا.

وتكمل زينب الكفراوى السلاح له نفس رنة النحاس فخبأته في صندلة موجودة عندنا فيها النحاس حتى لا يتعرفوا عليه باللاسلكى وكان العدو يتمركز فى شارع حديقة سعد زغلول وجمال يوسف وكان هناك مركز للتفتيش عند تلاقى اوجينا والثلاثيني عند مقهى السعدية وكانوا يأخذوا الرجال ويعتقلوهم فخلعت حذائي حتى لا يشعرون بى وذهبت عند اول الشارع لاخبرهم بعدم المجيء وكنت استلم منهم الغذاء الخاص بأسرهم وأذهب لأعطية لهم.

وسردت الكفراوى فى الحديث قائلة كان والدى صول بقسم ثانى قسم العرب حاليا وكان له نوبتجية من الثالثة عصرا الى العاشرة مساء وعندما خرج وقف أمامه الانجليز ومنعوه من النزول فغلى الدم فى عروقه وقال لى زينب هاتى السلاح علشان نضربهم فعمرت البندقية وصرخت امى واختى وقالوا لنا ها تحرقوا المنطقة وهكذا استمريت فى عملية تسليم السلاح من منطقة الى آخرى للفدائيين دون خوف لان والدى علمنى الجرأة.

وتكمل البطلة كنت مترددة باستمرار على قسم العرب نظرا لطبيعة عمل والدى فلم اهيب شيئا لدرجة ان والدى سمع باستشهاد فتاة صغيرة فخرج يبحث عنه وأخبرني أنه أعتقد بأنه أنا وكذلك عندما كنت اسمع اصوات طلقات الرصاص كنت أسرع إلى قسم العرب لاطمئن على والدي واثناء الغارات عندما نذهب الى المخابئ كنت اطمئن الناس واجعلهم يجلسون فى الزوايا والأركان او بجوار اى شىء خشبى كما تعلمنا وبالرغم من أنه كانت تمر أيام علينا ولم نجد الطعام الا اننا لم نمد يدنا للمعسكر الانجليزى لنأخذ حتى بسكويته لطفل.

وشددت الكفراوى قائلة من المناظر التى لن انساها عندما وجدت رجل ميتا امام جامع عبدالوهاب قوطة حاليا و ابنته بجواره تأكله برتقالة وكذلك التلقائية التى وجدتها فى شخص عندما سمع صوت طائرة تحلق فى الجو فاذا به يخلع حذاءه ويلقى به الى اعلى و كأنه يريد سقوط الطائرة تلك هو شعب بورسعيد ،وبعد جلاء الانجليز عن المدينة كنا نستقبل المهجرين فى معسكر الجولف ونقوم بخدمتهم.

وأكملت الكفراوى سرد بطولاتها أثناء العدوان الثلاثى على بورسعيد قائلة اغرسوا في أبنائكم حب الوطن و صلوا ارحامكم و تعاونوا مع جيرانكم و علموا أولادكم من هى مصر بل حب مصر.

وقالت البطلة زينب الكفراوى احدى السيدات المجاهدات اللاتى تربعن على عرش الوطنية والشجاعة فى بورسعيد قاومت الظلم .. فعندما أراد رجال المقاومة الشعبية نقل بعض الأسلحة والذخائر فى مخبأ سرى بعزبة النحاس إلى تجمع بالقرب من شارع رشيد وكان هذا المكان صعبا على الفدائيين اختراقه فأسندوا تلك العملية لى.

وتسرد الكفراوى توجهت مع الفدائيين الى المخبأ السرى و أخرجوا منه عشر قنابل "مايلز" و أربعة رشاشات "كارل جوستاف " و وضعوها أسفل عربة أطفال ووضعوا فوقها مرتبة الطفل وأحضرت ابن اختي الرضيع وأسدلت عليه السائر ونام نوما عميقا وسرت به ومعى حمل ثقيل.

وتكمل الكفراوى وأمام "قهوة الاتحاد" اعترضتني دورية بريطانية وبأعصاب من فولاذ جابهت الضابط قائد الدورية وأكملت مشوارى وسلمت الفدائيين السلاح.

وتعقب الكفراوى على ذلك بأنها لم ترهب ولم تخش العدو وكانت تسير بثبات وقلب جرىء لأنها كانت تشعر بأنها مهمة وطنية ولن يخذلها الله فهو معها وتتذكر بأنها عندما تسلمت ذلك الحمل الثمين أرادت أن تقدم غيره.

وأضافت الكفراوى بأنه يجب على المرأة أن تعلم أبناءها بل تغرس فيهم الانتماء للوطن وإنكار الذات بل " علموا أولادكم حب مصر.