غضبة جديدة لـ"الأطباء".. التفاصيل الكاملة لحبس طبيب الزقازيق في قضية التربح.. شهادات التحقيقات: الطبيب نفذ أوامر رؤسائه .. والنقابة تهدد: "توفير المستلزمات مقابل تقديم الخدمة".. واليوم "عمومية طارئة"

• "عمومية طارئة" لأطباء الشرقية غدا لبحث العمل في المستشفيات
• منى مينا: الأطباء "كبش فدا" لنقص المستلزمات في المستشفيات
• إيهاب الطاهر لـ"المسئولين": وفروا المستلزمات أو ستتوقف الخدمة الطبية
• شهادات التحقيقات: طبيب الزقازيق نفذ أوامر رؤسائه في العمل

"عليكم أن تختاروا إما أن توفروا جميع الأدوية والمستلزمات أو ستتوقف الخدمة الطبية عاجلا أو آجلا، فالطبيب ليس كبش فداء لفشل منظومتكم، ولن يستمر فى تحمل أوزاركم.. ضعوا جميع الأطباء في السجن، فجميعنا طلبنا من المرضى شراء أدوية ومستلزمات لم توفروها".. كلمات ثورية غاضبة أطلقها الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة أطباء مصر، في وجه المسئولين، احتجاجا على حبس أحد الأطباء داخل المستشفى بتهمة التربح.

الدكتور محمود ناصر طبيب العظام بمستشفى الجامعة لطب الزقازيق، الذي أًخلى سبيله اليوم، بضمان وظيفته، كان قد تم القبض عليه فى القضية رقم 23184 لعام 2017 ثان الزقازيق، بعد بلاغ أحد المرضى ضده للجهات الرقابية، الأمر الذي أثار الاحتقان بين جموع الأطباء بالمستشفيات الجامعية، معلنين وقف الخدمات الطبية ضد ما وصفوه بالتربص بهم، مقترحين تقديم استقالات جماعية أو وقف تقديم الخدمات بالمستشفيات.

الأطباء كبش فداء لنقص المستلزمات

الدكتورة منى مينا الامين العام المساعد لنقابة الأطباء، وصفت هذا الحدث، بأنه مسلسل تقديم الأطباء ككبش فداء، موضحه بعض التفاصيل التي تخص الواقعة، والتي سردتها تفصيلا، حول الطبيب الموجه له الاتهامات.

وأوضحت "مينا"، عبر تصريحاتها، التي نشرها الموقع الرسمي لنقابة أطباء مصر، أن الدكتور محمود ناصر، تسلم عمله منذ 4 شهور فقط كطبيب مقيم عظام في مستشفى الجامعة بطب الزقازيق ، وباعتباره طبيبا مقيما حديثا ليس له إلا أن يسير على نظام العمل بالقسم دون أدنى اعتراض.

وأضافت، أن القسم به منظار ركبة واحد صالح للعمل، وهناك قوائم انتظار طويلة من المرضى، لذلك تم التوافق في المستشفى الجامعي بشكل أو بأخر على أن يتم تأجير منظارين أخرين من شركة خاصة لتعمل 3 غرف عمليات على التوازي.

وأوضحت "وكيل نقابة الأطباء"، أنه لم يتم التعاقد بشكل رسمي مع الشركة، فالمستشفى الجامعي لا يستطيع دفع إيجار المنظارين ، ومنه سارت الامور بشكل غير رسمي، والمرضى يدفعون للشركة، والأطباء يعملون، وتقدم الخدمة الطبية بعد أن تجهز المستلزمات بهذه الطرق المرتبكة والعرجاء، ولكنها أحيانا كثيرة تكون -للأسف- الطريقة الوحيدة لتقديم الخدمة.

وأشارت إلى أن أحد المرضى بالمستشفى اعترض عندما طلب منه دفع مقابل للمنظار المؤجر، فلجأ لإبلاغ جهة رقابية، التي راقبت و سجلت، ولكنها لم تحاول ان تبحث لماذا لا توجد مناظير كافية في المستشفى الجامعي، وتم إلقاء القبض على الطبيب وعرضه على النيابة وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق بسبب تأجير المناظير الخاصة للعمل في القسم.

واقترحت "مينا"، على الأطباء أن يمتنعوا عن أي تدخل يحتاج إلى مستلزمات او أدوية من خارج المستشفى، باعتباره أمرا ممنوعا قانونا كان يتم اللجوء إليه أحيانا لعدم عرقلة العمل، مُشيره إلى أنه عندما يحتاج العمل لمستلزمات غير موجوده يجب أن يتم شرح الأمر للمريض وأهله وتوجيههم للإدارة أو المديرية أو الوزارة أو أعضاء مجلس النواب أو مجلس الوزراء للمطالبة بتوفير مستلزمات علاجهم، باعتبارهم المسئولين عن توفير المسلتزمات.

شهادات الأطباء بتحقيقات النيابة

ومن جانبه كشف كل من، الدكتور محمد عبد الوهاب رئيس وحدة مناظير العظام بمستشفيات جامعة الزقازيق والدكتور حسن عاشور مدير العيادات الخارجية، خلال شهادتهم أمام النيابة العامة اليوم، أن ماقام به الطبيب محمود ناصر كان تنفيذا لأوامر رؤسائه في العمل، كما أكد الاطباء أيضا أن دخول المناظير من خارج المستشفى هو الإجراء المتبع لعجز وأعطال المناظير وأن كل ذلك يتم بعلم إدارة المستشفى.

كما كشفت الدكتورة منى مينا الامين العام المساعد لنقابة الاطباء، خلال تواجدها بالتحقيقات الكثير عن ملابسات عمل الاطباء داخل المستشفيات وما يواجهونه من أزمة فى نقص المستلزمات الطبية تعوقهم عن أداء عملهم .

عمومية طارئة

ومن جانبه أكد الدكتور أيمن سالم نقيب أطباء الشرقية، أن النقابة ستعقد جمعية عمومية طارئة اليوم الجمعة، وذلك لبحث الوضع عقب القبض على الدكتور محمود ناصر نائب العظام بمستشفى الزقازيق ووضع توصيات عن كيفية التعامل فى حالة وجود عجز فى المستلزمات الطبية.

وأشار نقيب الشرقية، إلى أن هناك نقصا فى المستلزمات الطبية بسبب رفض بعض الشركات توريد هذه المستلزمات بسبب فرق اﻻسعار خاصة عقب تعويم الجنيه، ﻻفتا إلى أن هذا الوضع أدى الى وجود نقص فى المستلزمات الطبية بالمستشفيات لمدة من 3 الى 4 أشهر.

أضاف": أنه لمواجهة هذا النقص تم اﻻتفاق الشفوى بين اﻻدارة وبين هذه الشركات على عدة طرق اولهما وهو تحمل المريض دفع قيمة هذه المستلزمات او ان تتحمله المستشفى أو أن تتكفل به إحدى الجمعيات الخيرية".

أما عن حبس الدكتور محمود ناصر، أوضح نقيب الشرقية أن المريض أكد للدكتور المذكور أنه قادر على الشراء وتم دفع قيمة مستلزمات العملية الجراحية بالفعل ولكن اكتشف الطبيب أن الرقابة اإدارية قامت بالقبض عليه فى قضية التربح.

وأشار إلى أن هناك حالة من اﻻحتقان بين جموع الأطباء الذين رفضوا العمل عقب هذا الحادث خوفا من أن يتم القبض عليهم، ﻻفتا إلى أن النقابة ناشدت أطباء ضرورة ضبط النفس وعدم إضرار المرضى.

وطالب نقيب الشرقية ضرورة أن يتم حل هذا الوضع وتوفير المستلزمات الطبية اللازمة حتى لا يتفاقم الوضع الصحي.