الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. إيناس الهياتمي تكتب: نهر الحياة

صدى البلد

ترى ما هو النهر الذى لا ينضب أبدا؟ إنه العطاء، بدون شك أن العطاء كلمة جميلة تنبع من قلب نقي ووفي، خصوصا أننا أصبحنا فى عصر يغلب عليه الجانب المادى فى كل شيء وتحقيق الذات، فمن منا يشعر بالآخرين ومن حوله من الذين يفتقدون الرعاية والحب والاهتمام والكلمة الطيبة التى تثلج صدورهم وتهون عليهم صعوبة ومرارة الأيام.

العطاء يسكن القلب الذى يعطى دون مقابل ويسعد من حوله، ويضم العطاء مجموعة من المعاني الجميلة التى تغلفه، منها الاهتمام الذي يحتاجه الجميع كبيرا أو صغيرا وهو نابع من القلب دون توجيه من أحد وإلا افتقد معناه، والصدق وهو عطاء فى حياة أصبحت مليئة بالنفاق والكذب، والإخلاص تلك الكلمة الجميلة التى توارت خلف الخيانة إذ بات نادرا ما نجد إنسانا مخلصا فى كل شيء، يعطي دون أن يأخذ أي شيء، ومن يحظى في حياته بشخص مخلص يكون قد امتلك الكون لأن الشخص المخلص هو الكون بأكمله.

ويقول المثل الصينى "اليد التى تقدم الورد لابد أن يعلق عبيرها"، وتؤكد الدراسات النفسية أن هناك ارتباطا بين العطاء والسعادة، فكلما زاد عطاء الإنسان زادت سعادته وكانت نفسه سوية.

والعطاء ليس مقصورا على الجانب المادي فقط، فهناك العطاء النفسي الذى يبعث طاقة نفسية إيجابية كالابتسامة، وكما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): "تبسمك فى وجه أخيك صدقة".

ونجد النصيحة والحب والكلمة الطيبة والمشاركة فى الواجبات الاجتماعية وتقديم يد العون والمساعدة للآخرين والتضحية هى قمة العطاء، بل أسمى أنواع العطاء لأنه عطاء للمجتمع كضباط الجيش والشرطة فهم يضحون بأنفسهم من أجل حماية أوطانهم، ونجد عطاء الأم والأب فهما يضحيان ويقدمان الحب والرعاية والحنان والاهتمام لأبنائهم، فالأم تضحي بصحتها وراحتها من أجل رعاية أبنائها ولا تنتظر شكرا ولا تقديرا لأن ما يهمها فقط إسعاد أسرتها، ونجد أيضا عطاء المعلم الذى يراعى ضميره مع طلابه حتي يستوعبوا دروسهم، والطبيب الذى يعمل جاهدا مع المريض حتى يتم شفاؤه بإذن الله، والمحامي الذى يدافع عن مظلوم حتى يثبت براءته، وهى بعض الأمثلة لنماذج فى المجتمع فى تقديم العطاء.

العطاء يعطي قيمة للإنسان فى الحياة والمجتمع، فالإنسان الذى يأخذ فقط ولا يعطى أصبح بلا قيمة فى الحياة، فليس للحياة معنى وهدف دون عطاء.

وأخيرا حاولوا أن تكونوا مصدر عطاء للآخرين وإسعادهم لأن العطاء يضيف للإنسان الرضا النفسي والسكينة وراحة البال.