الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب : حلايب وشلاتين

صدى البلد


كنت أستمع إلى البرنامج وكان يذاع برنامج نهاية الأسبوع - وشدني الحوار بين المذيعة والضيف،  بصراحة في البداية اعتقدت من اللهجة أن الضيف سوداني الجنسية .وحقيقة وصدقا تمنيت أن يكون الحوار من أجل أن تحل مشاكلنا مع السودان لأننا شعب واحد ودولة واحدة،  والشعب السوداني والمصري كل منهما يحمل الحب للآخر،  وكلاهما من الشعوب الطيبة .

وأتمنى أن يتدخل ذوي العقل الراجح والحكمة للقضاء علي أي خلاف أيا كان وسد باب الفتنة في وجه كل حاقد وحاسد وكاره لمصر وللسودان،  وكاره لأي استقرار في المنطقة العربية .


ولكن مع استمرار الحوار عرفت أن الضيف هو الشيخ محمد طاهر شيخ مشايخ الجنوب في حلايب وشلاتين . وكانت تحاوره الإذاعية أمل مصطفي

وتحدث الضيف عن العادات والتقاليد التي كانت موجودة في زمن سابق وطرأ عليها التغيير مثلما حدث في كل مدن مصر وفي كل الدول العربية . تحدث عن العادات في الزواج وكيف تغيرت،  وعن إحترام الصغير للكبير حتى عن كيفية الجلوس أثناء الجلوس مع الأكبر سنا بالمجلس .

وتقريبا كانت كل العادات التي ذكرها هي نفس العادات التي كانت موجودة عندنا في صعيد مصر
وظل يتحدث عن تغير الناس وعن تغير السلوكيات . وكان في كل كلامة وما يذكره يؤكد أن المجتمع المصري نسيجه واحد ويتشابه شعبه جنوبا وشمالا

ولكن الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو الطلب الأخير الذي طلبه الشيخ محمد طاهر من المذيعة . فقد قال لها لا تقولي لي أنت مصري للنخاع ثم لا تأتي إلى، وقال أنهم بعيدين عن بؤرة الإهتمام وقال مصر لا تتحدث معهم ولا تحاورهم وقال كلاما مفهومه في المجمل أننا لا نتعامل معهم مثلما نتعامل مع باقي أفراد الشعب في مصر

وللحق أنا أحسست بشعور الرجل وودت أن أكون علي الهواء وأقول له،  لا تتضايق ولا تعتقد أن مصر تبتعد عن أهل حلايب وشلاتين عن عمد فنحن في الصعيد أيضا كانت مصر لا تتعامل معنا كثيرا، وذلك إلى عهد قريب جدا،  كان من يريد النجاح والوصول إلى تحقيق طموحه لابد أن يكون مقيما بالقاهرة،  ولذلك شهدت القاهرة هجرات داخلية كثيرة من أبناء الصعيد الذين أرادوا بناء مستقبلهم،  وأنا في رأيي ذلك لا أتجني علي أحد . فكل الذين ظهروا علي الساحة وكانوا من الصعيد لولا ذهابهم للقاهرة ما سمع بهم أحد بداية من المنفلوطي والطهطاوي وطه حسين وعباس العقاد والبارودي وإلي يومنا هذا إلا أن وسائل التواصل ربطت العالم أجمع،  وسهلت التعامل والتعاون . وحقيقة أيضا في عهد الرئيس السيسي بدأ الصعيد يري إهتماما وبإذن الله سيزداد

وبالرغم أن وقت البرنامج لم يسمح له بسرد ما أراد قوله عن الشاعرة المصرية القديمة والتي تدعي هورة والتي كانت ترثي أخاها وكانت من أهل حلايب وأن تلك المرثيات من التراث . وكان يريد بقوله أن يؤكد أن حلايب وشلاتين مصريتان . ولكن أنتهي وقت البرنامج قبل إكمال سرده

وأنا أتمني فعلا أن تصل كلمات هذا الشيخ الفاضل إلى المسئولين . أتمني أن يكون المسئول علي قدر المسئولية ويهتم بمصر في كل اتجاه،  وبالمصريين أينما كانوا . فهناك قدرات وطاقات تموت دون أن تري النور بسبب الإهمال غير المقصود ولا يسمع أحد عنها،  في الوقت الذي نحتاج فيه إلى كل يد وإلي كل فكر . فلكل مصري علي مصر حق ولها عليه واجب