الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الستات ليهم الجنة!!


يقال -والمسؤولية على أصحاب التراث الفكرى والموروثات العقائدية اليونانية- يقال إن السيدات والفتيات وكل بنات حواء المذنبات حكم عليهن ملك الكون بأن يجمعهن فى بقعة من الأرض ويعزلهن عن المجتمع كله ويستمع لهن كل على حدة ويعترفن بذنبهن تمهيدا للحكم عليهن بما يتناسب مع حجم جرمهن وذنبهن.

وبالفعل استطاع هذا الملك الذى كان يبغى الأمن فى الأرض والتخلص من الشرر وأصحابه استطاع أن يحصر كل المذنبات ووضع جدولا يوميا للاستماع لهن استمر سماعه لهن عشرين عاما ماتت خلالهن من ماتت وكبرن بالطبع ولكنهن لم يندمن على مافعلن وبعد انقضاء أعوام الاستماع لهن العشرون انتظرن كلهن الحكم الذى أعلن عنه ملك الكون بأنه سيذيعه على البشرية جمعاء غدا. 

.وانتظرت الكرة الأرضية وانتظرن النساء والكل هذا الغد ولم يأت هذا الغد وفى كل يوم ينتظر الكل أن يعلن عن العقاب الذى طال انتظاره وزادت معه أهات الرجال والأطفال تطالب بعودة النساء إليهم ولم تقابل هذه المطالبة من النساء بالمثل بل أصررن أن يعود لهن أولادهن فقط ولايعود الرجال ولايروهم أبدا لأنهم أن رأوهم ستتكرر ذنوبهن وتتعاظم. 

ومع هذا العرض والرفض المقابل له اضطر حاكم الكون لان يتخذ قرارا مؤجلا بأن تخرج النساء من حجزهن الاضطرارى ويدخل فيه الرجال ليعيد معهم نفس سيناريو النساء من قبل، وطالبهم بأن يقومون بوضع جدول لآثامهم من صغرها إلى عظمها موضحا لهم أنه سيمر عليهم كلهم مرة واحدة ليجمع هذه الاعترافات ويصدر فى أعقابها حكمه، وبالفعل كتب كل المحتجزين ذنوبهم التى يقرون بها وجمعها ملك الكون وعاد إلى مقره وتصفح ماكتبوه فوجد أنهم عندما تحدثوا عن ذنوبهم برروا لها أسباب ارتكابها وبأنهم أجمعين غير مكترثين بما اقترفوه من آثام وبأنهم أيضا عاشقين للحياة متلهفين عليها ،والقليل منهم من أعد عدته للقاء الخالق .

ومعظمهم ينتظر الشيخوخة ليتوب فيها ويعرف الخالق حق معرفته ،عندما انتهى حاكم الكون من قراءة هذه الاعترافات أصبح على قناعة بأن المكان الطبيعى للرجال هو هذا المنفى وأن النساء لابد أن يتركن من أبنائهن فى تناغم وتآلف وأيضا أقر واعترف بأن ذنوب النساء كلها سببها الرجال بطريقة أو بأخرى .بعد الفحص والدراسة أعلن حاكم الكون عن قراره وهاج المحتجزين من الرجال وماجوا ورفضوا هذا القرار وأعلنوا تعهدهم بالتغير والتغيير والالتزام بالصح والصحيح والعيش فى النور مع شق الحياة إلا وهن النساء .

بينما قابلت النساء قرار حاكم الكون بالارتياح والسعادة والرضا والتعهد بعدم الرجوع عن هذا القرار .مضت السنون والمساء سعيدات بأبنائهن فيما طغى الحزن على معشر الرجال وتدهورت حالتهم النفسية والجسدية ومات معظمهم يأسا وكمدا ومن واصل الحياة أصيب بالجنون والعته لتتواصل المسيرة وتفنى الدنيا بفناء الرجال والنساء لأن قانون الإعمار والتعمير لم يصبح له وجود وعند الفناء ولا بقاء سأل ملك الكون نفسه وحرسه ومستشاريه عن مصير النوعين الفانيين هل هو الجنة ام النار !! وجاءت الاجابات من اصوات الطيور وهدير المياة وحفيف الاشجار ومزيج من كل مافى الحياة بأن النساء لهن الجنة !!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط