الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«طلباتك أوامر».. كيرلس يتحدى البطالة بالدراجة والدليفري

كيرلس ميلاد
كيرلس ميلاد

شاب عشريني لم يقبل شبح البطالة وقلة العمل، فابتكر مشروعا خاصا به، المهارة الوحيدة فيه هي صحته الجيدة وقدرته على المشي لمسافات طويلة، فعمل في توصيل الطلبات للمنازل "ديلفري" ولكن بشكل حر فهو يجلب كل ما يريده الشخص من أي مكان حتى منزله مقابل نسبة بسيطة، ورغم تعرضه للهجوم المتكرر والسخرية من قبل أصدقائه إلا أنه فخور بعمله الجديد الذي لا يقلل من شأنه.

كان كيرلس ميلاد (24 عاما) من الطلاب المتفوقين في مرحلة الثانوية حيث حصل على 91% والتحق بكلية الآداب قسم التاريخ وتخرج فيها بتقدير مرتفع، إلا أن رغبته في الاعتماد على نفسه وتحمل المسئولية دفعته للقبول في العمل في أي وظيفة، فعمل في البداية بوظيفة مكتبية بوزارة السياحة وكانت منحة وبعد انتهائها عمل كاشير في أحد المحال ولكن سرعان ما تركها.

بحث "كيرلس"، الذي هو من مواليد حي الظاهر، عن عمل آخر في أكثر من مكان حي، فوجد وظيفة تناسبه بمرتب 800 جنيه ووافق على العمل إلا أن صاحب العمل قدم الوظيفة لشخص آخر، فلم ييأس كيرلس وفكر في مهاراته الذي قد تؤهله لعمل ما ووجد أنهم الكتابة بسرعة على الكمبيوتر وسهولة الحركة.

لاحظ الشاب العشريني أن الكثير من المحال لا يتوفر بها خدمة "الدليفري"، وهناك البعض يتكاسل عن الوقوف في الطوابير أو شراء احتياجاته، فقرر أن يكون هذا عمله الجديد، وهو معرفة ما يحتاجه الشخص ويقوم بتوصيله له مقابل نسبة بسيطة، قائلًا: "فكرت إني ابقى ديلفري بس مش تابع لجهة أو مكان.. بشوف الشخص محتاج يشتري إيه أو عايز يدفع فواتير ايه وأنا أعمل المشوار بداله وبأخذ نسبة بسيطة".

بدأ كيرلس يطبق هذا الدرس عمليًا، وذلك عن طريق تحويل فكرته إلى حقيقة من خلال كتابتها على موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك"، فأعرب البعض عن بعض المخاوف التي تنتابهم، وكان أولها تقديم ضمان للشخص الذي يتعامل معه بأنه لن يأخذ المال ويهرب، وكان الحل أن يشتري من ماله الخاص كل ما يحتاجه الشخص الذي يتعامل معه ثم يحصل عليه من صاحب الطلبات من خلال الفواتير.

وكانت المشكلة الثانية وهي أنه لا يسرق من في المنزل أو يعتدي عليهم، وكان الحل أن يتعامل مع البواب وذلك بعدم الصعود للشقة، وبدأ بالفعل في العمل في مشروعه والذي أطلق عليه «طلباتك أوامر».

ويقول كيرلس لـ"صدى البلد": "قدمت للي بتعامل معاهم كل الضمانات "الفواتير وصورة من بطاقتي والعنوان ورقم تليفوني" وكل اللي يخليهم يثقوا فيا وفي البداية كنت بجيب الطلبات مشي وكنت بمشي لمسافات طويلة توصل لـ 30 كم، لحد ما لاقيت حد جابلي عجلة هدية ورفض ياخذ تمنها".

وأعرب "كيرلس" أنه يأمل بأن تتبنى إحدى الشركات فكرة «طلباتك أوامر» ويصبح فيها أكثر من شخص من منظمين ومندوبين وإداريين وتطبيق خاص بها على أن تنسب حقوق الملكية الفكرية له، ورغم عرض أكثر من شركة العمل على كيرلس إلا أنه متمسك بالعمل في مشروعه ورأي فيه الجانب الإنساني: "فيه ناس كتير عواجيز ولوحدهم وظروفهم مش بتسمح لهم إنهم ينزلوا.. أنا بفرح لما أحس إني ساعدتهم وخففت عليهم هم المشوار".