EN 
في الوقت الذي يحارب فيه أجمل شباب مصر في سيناء، مع دعواتنا لهم بالنصر والتوفيق، وددت أن أكتب عن محارب آخر، وصاحب رسالة آخر ودور لا يقل أبدا عن دور من هم في الميدان، إنه محمد صلاح.
فهو ليس شابا تفوق في لعب كرة القدم وحسب، أو أعطاه الله موهبة في القدرة علي الفوز وإحراز الأهداف فكسب حب الجماهير.
محمد صلاح أعطاه الله أكبر من ذلك، أعطاه الله روحا جميلة ونفسا راقية وكرم وسخاء.
صحيح إنه كان السبب في أن يعرف العالم أن مصر بها مواهب أو علي الأقل أن يعرف شباب هذا الجيل ذلك، لأن منذ سنوات ليست ببعيدة كان رشوان بطل العالم وكان يحمل من الصفات الرائعة ما جعله يكون محط احترام العالم وسببا في دخول الكثيرين في الإسلام، لأنه كان حسن الخلق راقي التصرف، عاملا بالدين وليس فقط يحمله .
وجاء محمد صلاح اليوم وضرب لنا أروع الأمثلة في أشياء كثيرة جميلة ونبيلة، فعندما أراد أن يتبرع لبلده ببعض ما حصل عليه من المال، فقد تبرع بكرم لم يقدر عليه أصحاب رؤؤس الأموال والأغنياء، وذلك لأن محمد صلاح يحمل روحا بها الكرم، والدليل علي ذلك لم يفعل كما يفعل أغلبنا، وحقيقة أنا تعلمت منه حب الإنسانية.
وحب الإنسانية يجب أن يكون موجودا عند الجميع، فافترضت لو كنت مكانه لتبرعت لأهل قريتي أو مدينتي أو لذهبت إلي أحد المساجد أو الجمعيات الخيرية أو لفضلت أن أتصدق علي من هم في محافظتي، ولكنه تبرع لصندق تحيا مصر، تبرع لكل مصر دون تفرقة بسبب الدين أو المكان أو الصفة أو القرابة.
إنه فعلا يحمل روح الخيرين الذين يعرفون الله ويعرفون أن كل طرق الخير هي طرق الله دونما تمييز أو تحيز.
محمد صلاح يحمل روح الفرسان , وعندما سأله المذيع الأجنبي في أحد البرامج ماذا لو تم استدعاؤك لتحارب مع جيش مصر ؟ لم يقل أنا هنا أعمل باسم مصر وأحارب في مجال آخر.
ولكن كان رده اذهب علي الفور . كان ردا جميلا من قلب ينبض وطنية وينبض إخلاصا لمصر.
إن محمد صلاح أعاد لنا أن في كل جيل قائد وفي كل جيل شخص يحمل رسالة وفي كل جيل خير، وأن مصر بها محاربون في كل مجال، حتي لو كان المجال هو كرة القدم.
كرة القدم لا تقل عن البندقية ولا المدفع الذي يصوب نحو العدو، فالحروب ليست كلها مدافع، فهناك حروبا فكرية وحروبا روحية، وهناك هزائم فكرية وهزائم روحية، ومن مثل محمد صلاح لا تهزم أرواحهم .
رسالة بعض الناس التدريس أو الطب أو العلم أو الفن ورسالة محمد صلاح هي تقول أن مصر ولادة، وأن مصر هي خير بلاد الأرض وبها أجمل ناس تعيش علي أرضها.
سوف يسأل الشباب الصغير والمحبون لكرة القدم من هو محمد صلاح ؟ وما هي بلده ؟ وما هي ديانته ؟ وما هي مبادئه ؟ و من هذا الذي يعشق بلده وأهله ويعامل الناس دونما تمييز لأي فارق .؟
وعندها يكون محمد صلاح سفيرا لبلده ومعبرا عنها وصاحب رسالة كبيرة .
أدام الله عليك نعمائه , وحفظك من كل سوء، ووفقك في كل خطوة وفي كل ركلة، وفي كل طريق، فعلا أنت فخر لبلدك وأنت هدية الرحمن لها.
وفقك الله دوما وأسعدك يا فرحة مصر، وأتمني أن يكون هناك محمد صلاح في كل مجال ومن كل مكان في مصر، أتمني البحث عن الموهوبين ورعايتهم وتقديم الدعم لهم في مجال، لأن شعب مصر هو ثروة مصر الحقيقية.
