الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة عاجلة في الحريق السوري بعد الضربة الصاروخية


مع الساعات الأولى لفجر اليوم، السبت، نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده للنظام السوري، بتوجيه ضربات صاروخية في سوريا ردًا على قيام الرئيس السوري بشار الأسد في قصف دوما بالغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية.

والتي استمرت نحو 50 دقيقة، وشملت مطارات ومواقع عسكرية عدة للنظام السوري ومقرات للحرس الجمهوري.

وقال البنتاجون إن الضربة الصاروخية في سوريا تمت على أهداف محددة استخدمها نظام الرئيس بشار الأسد في قصف المدن السورية بالأسلحة الكيماوية.

فيما قالت موسكو إن الضربات إهانة للرئيس بوتين، وأنها جاءت في وقت ظهرت فيه بودار للسلام، واعتبرت الضربة الأمريكية – البريطانية – الفرنسية بمثابة عدوان ثلاثي على دولة ذات سيادة وسيكون لها عواقبها.

والحقيقة أن القراءة الأولى للضربات الصاروخية الثلاثية على سوريا لها أبعاد عدة:

في مقدمتها أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في الغرب غير راضين تماما عن الأوضاع في سوريا.

وأن الالتزام بالدبلوماسية الغربية أو الصمت تجاه ما يحدث خلال السنوات الماضية قد انتهى وقته تماما.. وقد عبرت عن ذلك الإدارة الأمريكية بشكل مباشر بالقول، إن واشنطن لن تنتظر الى أجل غير مسمى في سوريا.. بما يعني أن استمرار الصراع والوضع بهذا الشكل لن يكونا مقبولين.

في نفس الوقت فإن الضربات الصاروخية الأمريكية – البريطانية – الفرنسية على دمشق وحمص والعديد من الأهداف العسكرية السورية كشفت عن تنسيق كامل بين العواصم الثلاث واشنطن ولندن وباريس تجاه ما يحدث في سوريا.

كما أنها حملت خلافا جذريًا بين كل من واشنطن وروسيا فيما يخص الوضع في سوريا.

فالروس في جهة الأسد، بينما الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها يرون أن دوره انتهى تماما ولولا حماية موسكو له ما كان فعل ما فعله.

في نفس السياق فإن الضربة التي تم التدول بشأنها على مدى أسبوع كامل ومن خلال التقييم الاولي لها.. لم تأتي كما كانت منتظرة باجتياح عسكري كامل في سوريا وإن كانت أكبر من الضربة الصاروخية الأمريكية في خان شيخون العام الماضي.

وعليه فإن هذه الضربة الصاروخية المشتركة حملت رسائل سياسية للنظام السوري ولروسيا وإيران أكثر ما حملت رغبة حقيقية في تغيير الأوضاع.. خصوصا وأن هناك أنباء عن أن بعض الصواريخ استهدفت بحسب مصادر عدة مواقع لميليشيات حزب الله في سوريا.

في نفس السياق فإن التهديد الروسي بعواقب للضربة الصاروخية المشتركة على سوريا، يؤكد أن الساعات القادمة ستشهد ردا ما تجاه الدول المشاركة في الضربة الصاروخية من قبل واشنطن وحلفائها.

وهذه هى اللحظة الأخطر في القضية فلو قامت روسيا أو إيران أو قامت ميليشيات وعصابات تابعة لإيران بالخصوص على استهداف مباشر للقوات الأمريكية، فإن الولايات المتحدة ساعتها لن تصمت وستقوم بضربة جديدة وربما حرب كاملة وساعتها تكون المنطقة برمتها قد انزلقت الى مواجهة عسكرية عالمية على أرض سوريا.

بعض التوقعات وأنا أؤيدها تشير الى أن موسكو ستكتفي بردود سياسية قاسية تجاه واشنطن وانها لن تصعد أمام أمريكا، خصوصًا وان تصريحات رسمية روسية قالت إن الضربات الصاروخية لم تستهدف أيا من القواعد أو المنشآت الروسية في سوريا وبخاصة في اللاذقية وطرطوس.

في هذه اللحظات علينا جميعا أن ننتظر لكن المؤكد أن تغييرات هائلة تتم في المنطقة دون أن تكون الدول العربية على علم بها.

فهناك مواجهات وحروب وضربات صاروخية ونحن كدول عربية بعيدون تماما عن الحريق السوري وكأنه لا يعنيا.. فهل يستمر ذلك؟!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط