الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند العربي تكتب: "العدوان الثلاثي على سوريا" أزاح الستار عن الجميع

صدى البلد

وكأن المنطقة كتب عليها ان تتعرض دوما لهجوم شرس من قبل الغرب، ذلك العدوان الثلاثي المتمثل في "بريطانيا وفرنسا وأمريكا" بديلا عن إسرائيل، بمباركة وتمويل دول عربية شقيقة!

تلك المؤامرة الرخيصة على سوريا قد كشفت الستار عن إزدواجية القوى المتأسلمة التي تتباكى ليلا ونهارا على نصرة الأقصى، هي نفسها التي باركت الاعتداء على دمشق وحلب! كما كشفت الستار عما يدبر للمنطقة العربية بأكملها من الداخل والخارج، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن ضربات علي أهداف عسكرية تابعة للحكومة السورية بمشاركة بريطانيا وفرنسا فجر يوم السبت، وما قد حدث بالفعل، وترامب الذي يدق طبول الحرب على دمشق بحجة استخدام بشار الأسد الكيماوي ضد شعبه، ويحصل على الأموال دون ان يدخل في مواجهة قاسية مع روسيا على أرض سوريا، فهو يعي ما يفعله تمام.

فأمريكا وأوروبا أكثر حرصا على نظام الأسد من روسيا، فقد تم إبلاغ روسيا مسبقًا بالغارات ونطاقها، ما يعني أن الأمر لن يستدعي تصعيدًا أو صدامًا أمريكيا أو غربيا مع روسيا إلا من حيث التصريحات والبيانات ومجلس الأمن! وسوريا بالنسبة لهم ليست دولة عربية بل إمارة إيرانية ومنطقة نفوذ روسية ودولة محتلة من تركيا، وجرائم النظام والفصائل المسلحة المعارضة بحق الشعب السوري تفوق أى احتلال، في حين ان أمة العرب فى سبات عميق، ما يتطرق الي الذهن من ان الضربة الأمريكية جاءت حفاظا علي ماء الوجه، تلك الضربة التي فضحت أوتار نغمة العروبة!

وليلة الحرب على دمشق، تذكرنا بمشهد مأساوي آخر من أعوام مضت، فما حدث في سوريا من شن الحرب والتأهب للنتائج الوخيمة -والعياذ بالله ان يكون- يذكرنا ويعيد الأذهان إلينا بليلة سقوط بغداد، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الحرب على نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بحجة وجود أسلحة دمار شامل بالعراق.

فما ارتكبته امريكا وحلفاؤها في سوريا أمر مُناف للقانون الدولي، وعدوان على دولة ذات سيادة ضربت بصواريخ انطلقت من قواعد تركية وعربية ذات التمويل السعودي، عدوان آثم وغاشم ليس له أي مبرر أو سند من القانون بل مخالف لأبسط القواعد القانونية لأن الدول الثلاثة خالفت أحكام القانون الدولي حيث وقع العدوان بالكامل خارج مظلة الأمم المتحدة وعلى الرغم من رفض مجلس الأمن الدولي لتوجيه هذه الضربة، فتعد في ذات الوقت جريمة من جرائم الحرب، لأن هدفها غير معلوم والدول الثلاث تخبت وراء أطماع خاصة تهدف الى الدمار والانهيار وعدم الاستقرار في المنطقة، ما يبادر في الأذهان أين جامعة الدول العربية من ذلك العدوان الشرس المركب علي سوريا وما موقف القمة العربية منها، ومجلس الأمن والأمم المتحدة لردع هذه التجاوزات، وأين العالم أجمع مما يحدث على أرض دمشق؟!

في من حق الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه، من خلال توافق سياسي جامع لكافة المكونات السياسية السورية بعيدا عن محاولات تقويض طموحاته وآماله، لتدعو المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسئولياتها في الدفع بالحل السلمى للأزمة السورية بعيدا عن الاستقطاب، والمساعدة في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين من استمرار النزاع المسلح، والضربات التى نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا توضح أن النظام السورى لا يمكنه مع روسيا وإيران الاستمرار فى هذه المأساة الإنسانية، على الأقل ليس دون ثمن، وسيقف الاتحاد الأوروبى إلى جانب حلفائه مع العدالة.

ولكن ملخص القصة: أن امريكا وحلفاؤها لهم مطامع على الأراضي السورية تسعى لتنفيذها من خلال تلك العدوان وإسقاط سوريا كما سقطت العراق من قبل على يد أمريكا، لكن تسمية ما يجري الي كونها الحرب العالمية الثالثة قد يكون أمرا مبالغ فيه بعيدا عن الوصف، ولكن هي استحضار للقوى العالمية، وأتوقع فشل هذا العدوان قريبا خاصة في ظل الرفض الروسي والعربي وإن كان محدودا، والأزمة السورية سيتم تسويتها خلال الأشهر المقبلة.

واخيرا وعلى أي حال.. حتى وإن أخطأ الأسد جراء ما فعله مع شعبه مسبقا وما ساعد بشكل كبير الي ما وصلت إليه سوريا اليوم، فلن نبارك دك أراضي دولة شقيقة؛ أما بالنسبة لهؤلاء المتحالفين والمتواطئين على تدمير أرض دمشق وحلب وإن كان سيفشل هذا العدوان والذي قد أزاح الستار عن الجميع! نقول لهم: أيا كانت قوتكم وتنظيمكم لن تفلحوا، وسوريا لن تسقط، وهنيئا لكم "ترامب".