الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب : ما أجمل العطاء ولكن!!

صدى البلد

نجد كثيرا من النساء اذا أحببن أعطن بغزارة وتفانى شديدين ونسين حق أنفسهن في الأخذ فنجد الأنثى تضحى بوقتها وراحتها وأحيانا طموحها ونجاحها لإرضاء وإسعاد من تحب نجدها تملك قدرة غريبة وعجيبة من التضحية والإيثار والأغرب نجدها سعيدة بهذه التضحية .. ولكن السؤال هنا هل يقدر الرجل هذه التضحية هل يفهم انها نتاج حب حقيقي ورغبة في اسعاده ام نجده احيانا يتذمر من اهتمام زوجته او حبيبته الزائد به .. ويعتبره طوقا يخنقه احيانا.

هل يستطيع ان يعطيها بالمثل من وقته ومشاعره واهتمامه وتقديره واحترامه واحتوائه..الإجابة للأسف وفى الغالب تكون بالنفى عزيزتى فمن اعتاد على الأخذ فقط لا يستطيع العطاء .. يجب ان تحبى وتعطى ولكن بحساب يجب ان يعتاد الرجل أن يعطيكى بالمثل أيضا .. فالحياة أخذ وعطاء ولا تستقيم اى علاقه قائمه على العطاء أو الأخذ فقط بل يجب ان نوازن بين هذين المصطلحين جيدا.. فمهما كانت قدرتك على العطاء فسيأتى يوما تنفد طاقتك ووقتها سوف تحتاجين ان تأخذى بعضا مما اعطيتى ولكن وقتها سوف يصدمك الواقع لأن من غمرتيه بحبك 
وعطائك غير قادر على الرد لأنه ببساطة لم يعتاد على فكرة العطاء ولم يتوقع انكى سوف تحتاجين يوما الى الاهتمام والحب لم و لن يتخيل انكى تحتاجين الى فكرة الآخذ فهو يجد فيكى نموذج المرآه السوبر التى لا تكل ولا تمل من العطاء .. التى طالما أعطت بدون مقابل ودون ان تطلب شيئا.

وأنا هنا لا استطيع أن ارمى باللوم علي الرجل لأنه مظلوم بعض الشيئ فعطائك الزائد عن الحد هو من جعل منه إنسان انانى بلا رحمه تمثال يملؤه الغرور والطمع .

ولا يتوقف الأمر على علاقتك بزوجك فقط بل ايضا علاقتك بأبنائك واقاربك واصدقائك .. فدائما ما نجد في كل مجموعة من الأمهات أو الأصدقاء أو الأقارب نموذج المرأه التى تعطى بغير حساب وتضغط على نفسها دائما لإرضاء من حولها حتى يعتاد الجميع التحميل عليها بشكل زائد الى ان يأتى الوقت وتنهار وتطلب ممن حولها ان يضحوا ولو مرة لإرضائها او إسعادها ولكن للأسف لا يشعر بها أحد .. ومن هنا تنهار الكثير من العلاقات وتنهار أيضا الكثير من البيوت ومن هنا يتولد عقوق الوالدين لأن الأم للأسف بتقوم بتربية أولادها على فكرة الأخذ فقط مما يجعلهم غير معتادين على مفهوم العطاء فتكون هى للأسف أول الخاسرين فكثيرا ما رأينا الأم التى تضحى بكل شيئ من أجل أبنائها وعندما تكبر وتمرض يقوموا بإيداعها بدار مسنين ويتركوها ولا يهتموا برؤيتها أو رعايتها وهنا يملؤنا التعجب كيف استطاعوا ان يتركوا أمهم بهذه الحاله وهى من ضحت وأعطت عمرها وحياتها لهم.. ولكن تكمن الأجابه في أنهم لم يعتادوا على فكرة تبادل الحب والعطاء كما ذكرنا سلفا وهى للأسف من فعلت بهم هذا دون ان تدرى ..وأيضا تكون هذه النوعيه من الأبناء غير قادرة على بناء حياه مشتركة مع غيرهم قائمه على الأخذ والعطاء لا على الأنانية والنرجسية .

اعلم جيدا أن المرأة لديها طاقة كبيرة من الحب والإيثار لقد خلقها الله مليئه بالمشاعر والعواطف ولكن يجب ان تنتبهى عزيزتى المرأة ان كل شئ يجب ان يكون بالقدر المناسب.. حبي من حولك وأعطيهم من وقتك وجهدك كما تشائين ولكن يجب عليكى ان تحبي نفسك أولا و تسعديها لكى تكونى قادرة على إسعاد غيرك إعطى ولكن بحساب اجعلى من حولك يتفهموا جيدا أنك بحاجه للأخذ أيضا واعلمى جيدا ان من زاد عن حده انقلب ضده حتى ولو كان عطاء . دمتم في حالة عطاء متوازن.