الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإسكندرية القديمة.. تعرف على أشهر المعالم السياحية اليونانية بعروس البحر المتوسط.. صور

الإسكندرية القديمة..تعرف
الإسكندرية القديمة..تعرف على أشهر المعالم السياحية اليونانية

شكلت الجالية اليونانية الكبيرة التي عاشت في الإسكندرية، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، تأثير ثقافي واجتماعي، كبير وذلك رغم وجود عدد من الجاليات الأخرى بالمدينة وعلى رأسها الجاليتين الإيطالية والأرمينية، إلا أنه كان للأولى وهي الأكبر عدد التأثير التاريخي الأكبر والأهم.

ويظهر التأثير الثقافي للجالية اليونانية، والتي كان لها نشاط اقتصادي واسع في نهاية القرن التاسع عشر، بوضوح كبير في مباني وميادين وسط المحافظة أو الإسكندرية القديمة والتي تمتد من الجمرك غربا إلى أحياء كامب سيزار والإبراهيمية وسط المدينة، فلا تكاد تخلو مقهى أو مبنى من معلم أو لافتة تؤكد هذا الوجود الكبير والمؤثر لتلك الجالية ومنها على سبيل المثال "أثينيوس، ديليس، تريانون، إيليت، بودرو، سانتا لوتشيا، بسترودس".

  • مقهى "أتينيوس"
يعتبر المقهى والذي يقع على كورنيش منطقة محطة الرمل في الإسكندرية، أعرق المقاهي اليونانية، حيث ما يزال يحتفظ برونقه الذي يشعر الزائر معه بالعبق التاريخي اليوناني، يملأ أرجاء المكان.

يقول يعقوب أحمد نصار، مالك أثينيوس، تاريخ المكان وأهم الأحداث التاريخية التي شهدها، أن كلمة أثينيوس، تعني باللغة اللاتينية الأثيني- إذ كان صاحبه (يوناني الجنسية، واسمه كوستانتينوس أثينيوس)، يعمل في مجال الحلويات والآيس كريم.

ويضيف: "اشترى أثينيوس الأرض المقام عليها المقهى حاليًا، من رجل إيطالي- يهودي، ذلك بعد أن اتفق معه، على أن يبني له عمارة كاملة، مقابل أن يأخذ الدور الأول ملكًا له.. وهكذا، باشر أثينيوس بناء العمارة تلك، في عام 1897، وانتهى من إنجازها، كاملة، في سنة 1900، والتي شهدت يوم 11 أبريل، افتتاح محل حلواني "أثينيوس"، حيث غدا، لاحقًا، أشهر حلواني في الإسكندرية، متخصص بصناعة الآيس كريم.

وعقب ذلك، وإثر وفاة أثينيوس، تولت زوجته إيليتا أثينيوس إدارة المكان حتى عام 1968. وأدخلت عليه بعض التطويرات والتحديثات، منها: وجود الموسيقى الكلاسيكية (تعزفها أوركسترا خاصة)، الرقص على أنغام الفالس والتانغو. وبناءً عليه، أصبح المقهى، بفعل دوره الترفيهي، وتميز خدماته، المكان المفضل لمشاهير المجتمع ورجال السياسة والفن والأدب".


  • ديليس
ينظر إلى مطعم ومقهى ديليس في الإسكندرية، كأحد أهم المطاعم اليونانية، التي ارتبط اسمها بتاريخ المدينة ذات الطابع المقدوني، فهو من أكبر مقاهي الإسكندرية اليونانية ذات الشهرة العالمية، إذ إنه يطل على ثلاثة شوارع رئيسية واقعة في منطقة محطة الرمل.

وكلمة ديليس هي كلمة فرنسية، تعني البهجة أو السعادة، وكان قد أسسه، اليوناني كلوفلوكس موستاكاس، في بداية العشرينات من القرن الماضي، وافتتح رسميًا، في عام 1922. وتديره حاليًا، سيدة يونانية تدعى ألكي أنطونيو، ذلك بعد أن ورثته من جد زوجها، موستاكاس.

وكان من أهم الزائرين للمطعم، الملك أحمد فؤاد وأخته الأميرة فوزية، إذ كانا يتناولان دائمًا، القهوة "الفرنساوي" مع الكرواسون، ويستمتعان بالهدوء في داخل المقهى، على أنغام الموسيقى اليونانية.

ومن أهم المناسبات التاريخية التي ارتبط بها اسم حلواني ديليس، انفراده بصنع تورته حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة وحفلة تتويجه ملكًا، إذ صنعت تورتة تتويجه ملكًا، مؤلفة من دور واحد ومزينة بتاج من الشكولاتة. وأما نظيرتها الخاصة بحفلة الزفاف، فتكونت من خمسة أدوار، ووضع فوقها أيضًا، تاج من الشكولاتة.

وصنعها شيف يوناني، اسمه أسبيرو ومساعده فرنجلي. وأخرجت التورتة في عربة كبيرة، متجهة إلى قصر المنتزه. واكتسب حلواني "ديليس" على إثرها، شهرة عالمية وواسعة النطاق".

تزين جدران المقهى، من الداخل، النقوش الخشبية، العربية واليونانية، وكذلك يتضمن صورًا معلقة تمثل طقمًا من "الشيفات" اليوناني يعود إلى العام 1922، وهناك، أيضًا، صورة تورتة الملك فاروق في حفل تتويجه ملكًا وزفافه. كما يحتفظ المقهى، بأول آلة "كشير" دخلت إليه، وذلك منذ أكثر من مائة عام.


  • تريانون
يطل مقهى ومطعم مطعم "تريانون" اليوناني، بطرازه المعماري المميز على ثلاث نواصٍ رئيسية، داخل ميدان سعد زغلول العريق.

أسس المقهى اليوناني يورغوس بيرليس، مؤسس حلواني "بيتيت تريانون"، ثم ملكه غراند تريانو، مع عائلة قسطنطينيدس وأندريا دريكوس، وبدأوا في التوسع به وبأعماله. وفي السبعينات من القرن الـ20، انفصل بيتيت وغراند تريانون، ومصر في عام 1970، وآلت ملكيته بعد ذلك، إلى مجموعة شركاء: عائلة الحضري وجورج لوكا وسمير بولس.

والمقهى الذي ذكره الأديب توفيق الحكيم، في إحدى كتاباته الذاتية: "سجن العمر"، زارته كذلك الملكة صوفيا، ملكة إسبانيا، ذات الأصل اليوناني، وأيضًا: الأمير تركي بن عبدالعزيز، الأديب اليوناني موسكوف، جيهان السادات، فؤاد سراج الدين، السير مجدي يعقوب.

ويتميز مطعم تريانون، باحتفاظه بطابعه الكلاسيكي وتقديمه منتجات جيدة وخدمة عالية المستوى، وتوفيره الأطباق اليونانية والإيطالية والصينية الخاصة، ولا يزال يفتح أبوابه للشخصيات العامة والسياسية والفنية، وأمام أبناء الجاليات الأجنبية واليونانية.


  • مقهى أيليت
يقع المقهى بشارع صفية زغلول- أحد الشوارع الرئيسية في مدينة الإسكندرية، حيث يتخذ شكل كوخًا خشبيًا، بلونيه الأزرق في الأبيض، ذلك منذ تاريخ تأسيسه على يد مدام كريستينا كوستانتينو، وكانت إحدى محبوبات الشاعر اليوناني السكندري كفافيس.

وتزين جدران المقهى عدد من اللوحات الزيتية لفنانين عالميين منهم بيكاسو وماتيس وسيف وانليولوحة للفنان اليوناني فافياديس والفرنسي براك وبورتريهات للشاعر اليوناني كفافيس، وجميعها لوحات نادرة لا تقدر بثمن.

ومن أهم الزائرين لمقهى "إيليت" سيدة الغناء العربي "أم كلثوم"، وذلك في أواخر الخمسينات من القرن الـ20، حيث كانت تشتري الملابس من محل قريب، وأشاروا عليها بأن تأتي إلى إيليت، حيث إنه يقدم نوعًا مميزًا من الآيس كريم، وكانت ترتدي غطاء رأس ونظارة سوداء، حينها.

كما اعتادت الملكة فريدة والملكة نريمان، الحضور إلى إيليت، كل يوم أربعاء، إذ كانت تعرض في سينما مترو المجاور للمقهى، أفلام ثقافية ذات مستوى راقٍ، وزارته كءلك السيدة جيهان السادات، المقهى، وكثيرًا ما كانت معجبة بديكوراته اليونانية المميزة.

واستقبل المقهى كذلك العديد من الفنانين الأجانب، مثل: داليدا، وصوفيا فامبو، مطربة الأوبرا، والمطرب اليوناني ديميس روسوس.