كواعب أحمد البراهمي يكتب : يوم في حياة محامية

دق جرس الهاتف صباحا , فتحت عيناها فوجدت الساعه تشير إلي السادسة . أغمضت عيناها وهي تقول في نفسها اهلي معي , وهذا الرقم بدون اسم ربما أحد مخطئا وأكملت نومها.

نفس الرقم يطلبها الساعة الثامنة وهي تتناول الإفطار , فترد نعم . من معي ؟
أنا يا أستاذة عاوز أجيلك المكتب عندي موضوع. إن شاء الله أخلص شغل بالمحكمة وتعالي المكتب . يرد : تمام.

أنهت العمل بالمحكمة وذهبت للمكتب فدق جرس الهاتف يسألها هل هي بالمكتب،
نعم : تفضل
أهلا بك , أهلا يا أستاذة . أنا عندي موضوع
طيب الأول اسمك وبتشتغل فين
اسمي عبد الرحمن , وبشتغل كده . أنتي عارفة يا أستاذة مفيش شغل في البلد
أيوه يعني بتشتغل أيه ؟ والله ما عارف أقولك أيه ؟
يعني خالي شغل بدون عمل
لا برضه كده يا أستاذة هي شغلانة بسيطة مش جايبه همها .
يعني هي سر ( في سرها هو بيشتغل حاجه حرامي ولا أيه )
طيب ما أنت هتعمل توكيل وهعرف . لا شغال علي باب الله . طيب ما كلنا علي باب الله
أنا بتاجر في الملابس أروح مصر ( يقصد القاهرة ) أشتري ملابس وابيع بالقسط ).
يبقي بيرسم ما يدفع فلوس . طيب الحمد - ربنا يرزقنا ويرزقك
المهم أيه الموضوع اللي أنت جاي علشانه
بصي يا أستاذة أنا كنت واخد مبلغ من واحد علشان التجارة , وكتبت له إيصال وبصراحه جه ميعاد السداد وأنا مش معاي فلوس فأشتكاني وأخد عليا حكم . وأنا عرفت بالحكم .
طيب خلاص نعمل لك معارضة
لا يا أستاذة أنا عملت معارضة بنفسي وأدي الورقة .
طيب تمام إن شاء الله أحضر معاك الجلسة , أو منحضرش ويتأيد الحكم ونستأنف لنكسب وقت .
طيب تمام يا أستاذة وبالنسبة للأتعاب أنا هدفع مبلغ بسيط ولما ربنا يفرجها هدفع . وأخرج فعلا مبلغ بسيط وانصرف .
بعد ساعتين دق جرس الهاتف
نظرت للهاتف نفس الرقم وهي تسوق ولم ترد .
بعد فترة دق جرس الهاتف , كانت تتناول الغداء فلم ترد
بعد فترة دق جرس الهاتف
نعم أستاذ عبد الرحمن . آسف للإزعاج كنت عاوز أقولك حاجة
أتفضل : وأنا بعد ما مشيت من عندك شفت واحد عسكري نظر إلي كتير - قلت يبقي أكيد عليا حكم
لا يا عبد الرحمن . العساكر مش بيرسلوا إنذارات بالنظرات . هو لو عليك حكم هيكلمك مباشرة ويمكن يقبض عليك لتنفيذ الحكم .
يعني مفيش مشكلة ؟ لا مفيش
طيب عاوز أقولك حاجه . نعم .
أنا قابلت واحد محامي وأنا ماشي قالي القاضي ده صعب قوي وبيحبس أي حد وأنا قلقان منه .
لا متقلقش القاضي بيشوف الأوراق والدفوع ولازم يكون مقتنع بالحبس وانت لسه عندك فرصة .
طيب معلهش أزعجتك
لا مفيش إزعاج .
دق جرس الهاتف بعد ساعة ’أستيقظت من النوم فنظرت في الهاتف وما ردت
حاولت تنام , مفيش فايدة . جلست تقلب بعض الأوراق
رن جرس الهاتف
نعم يا عبد الرحمن
عاوز أقولك حاجة . أتفضل - عبد الصمد قالي فيه واحد راح قسم الشرطة وبلغ عنك أنك مش بتدفع نفقة لمراتك وأولادها ويمكن يحبسوك .
عبد الصمد ده عسكري في القسم ؟ لا يا أستاذة
طيب أمين شرطة ؟ لا
ملازم ؟ لا مأمور المركز ؟ لا لا . أمال مين عبد الصمد ؟
دي واحد جارنا شغال علي باب الله
طيب هو ليه سايب شغله علي باب الله ورايح علي البيبان التانية يجيب لك أخبار ؟
لا هو قالي أنه سمع منهم في القسم .
لا يا عبد الرحمن . مفيش حد يقدر يحبس حد غير بحكم
أنت زوجتك رفعت عليك قضايا قايمة ولا نفقة ؟
لا يا أستاذة ؟ أنا من زمان قوي خلصت مواضيعي معاها
خلاص يبقي مفيش عليك حاجه , طيب بقولك أنت ما جالك في يوم إعلان بأي قضية
لا يا أستاذة . إعلان أيه أنا طول عمري ماشي في حالي .
خلاص أطمن يا عبد الرحمن .
بس يا أستاذة مرة كده حاجة حصلت مالهاش لزوم .
أيه هي الحاجة دي ؟
مرة جالي إعلان بيقول يا الدفع ياالحبس ؟
ودي مالهاش لزوم من وجهه نظرك يعني ( ردت بإستهجان ) .
أصلي الموضوع حصل من زمان وكان نفقة للعيال . وأيه حصل
أنا قطعت كل الأوراق اللي تربطني بمراتي ومش عاوز أفتكرها .
ترد في سرها هو أنا بسمعك أغنية فكروني ؟ أنا بسألك
طيب وبعدين أيه حصل ؟
معرفش .
طيب إحتمال كبير يكون الحكم يا الدفع يا الحبس ده هو اللي عبد الصمد قالك عليه .
رد بهدوء : إحتمال
طيب لما يطلبوك في المركز ( وتقول في سرها ويحبسوك ) .
أبقي بلغني . حاضر يا أستاذة
الساعة التاسعة مساء دق جرس الهاتف
نظرت نفس الرقم . وأغلقت الهاتف , وأخذت تفكر هي تعمل بلوك وترتاح , ولا تكمل مشوار
أنا آسف لو كنت أزعجتك .