الإرهاب يضرب كندا.. حادث دهس "كابوسي" في تورنتو يقتل 9 أشخاص ويصيب 16 آخرين.. منفذ الحادث طلب من الشرطة أن تطلق النار عليه.. شهود عيان يكشفون تفاصيل مرعبة عن الهجوم.. و"ترودو" يؤكد: نراقب الوضع عن كثب

صدمت شاحنة صغيرة، أمس الاثنين، عددًا المارة وسط مدينة تورونتو الكندية، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 16 آخرين، فيما لا تزال الشرطة الكندية تكشف عن الدوافع المحتملة للحادث ومرتكبه الذي تم القبض عليه ويجري التحقيق معه.

ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن شهود عيان قولهم إن سائق الشاحنة المستأجرة تعمد دهس المشاه قبيل الساعة الواحدة والنصف ظهرًا بالتوقيت المحلي، عند تقاطع شارعي يونج وفينش المزدحم في ضاحية نورث يورك الشمالية بالمدينة.

وصعد منفذ الهجوم على أحد الإرصفة ودهس عددا من المارة بشكل مروع، وحاول الفرار من موقع الحادث، قبل أن تتمكن قوات الشرطة من اعتراض الشاحنة والتعامل مع المشتبه به.

وقال نائب قائد شرطة تورنتو، بيتر يون، خلال مؤتمر صحفي، إن سائق سيارة "فان" بيضاء صعد بها فوق رصيف مزدحم بالمارة في مدينة تورونتو، ما نتج عنه هذا العدد من القتلى والجرحى. وتابع: "سيكون هناك تحقيق معقّد"، مضيفًا "لدينا شخص واحد قيد الاحتجاز والتحقيق مستمر".

وأظهرت لقطات مصورة نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، المشتبه به وهو يصوب سلاحًا على أفراد الأمن ويطلب من أحدهم أن يطلق النار على رأسه قبل أن تأمره الشرطة برمي السلاح، لتقوم باعتقاله فورًا، في حين أظهرت لقطات أخرى الشاحنة وقد أصابتها أضرارًا جسيمة.

شهود عيان

وذكرت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية أن الشرطة الكندية أعلنت أن منفذ الحادث يدعى "أليك ميناسيان" ويبلغ من العمر 25 عاما، وذلك دون أن تكشف عن دوافعه، لكنها مع ذلك أكدت أن المشتبه به تعمد دهس المارة.

ويقول أحد شهود العيان لـ"ديلي ميل": "هذا الشخص كان يتعمد دهس المارة، لقد كان يحاول قتل الجميع، ولقد استمر في فعل هذا الأمر، ناهيك عن أن معظم الضحايا كانوا من كبار السن، لقد رأيت عربة أطفال تطير في الهواء بعد اصطدام الشاحنة بها".

وأكد شاهد عيان آخر أن الأشخاص الذين تم دهسهم كانوا مطروحين أرضًا في كل مكان، وذلك ما بين قتيل وجريح، مشيرًا إلى أنه بينما كانت حشود كبيرة من الموظفين في استراحة الغداء، استهدف السائق على ما يبدو الضحايا عن عمد لمسافة نحو 1.6 كيلومتر.

وقال أليكس شاكر، الذي شهد الحادث، لشبكة "سي. بي. سي نيوز" الأمريكية إن الشاحنة كانت تسير بسرعة كبيرة على الرصيف، وكانت تتجه صوب الجنوب في شارع يونج.

وأوضح جيمس فروستر الذي رأي الحادث من مكان عمله لصحيفة "تليجراف" البريطانية أن الشرطة هرعت إلى مكان الحادث في ثوانٍ معدودة، قائلًا: "كان الصراخ في كل مكان، والجثث ملقاة على الأرض، والشارع مغرقًا بالدماء".

وأضاف: "بدأ السائق يسير على الرصيف ويصدم شخصا تلو الآخر، لقد دمر حياة الكثير من الناس، وكل ما كان في طريقه، لقد كان الأمر كابوسًا".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مصدر أمني قوله إن الحادث مرجحًا جدا أن يكون إرهابيًا وليس عارضًا، في حين أكد مسئولًا أمريكيًا لوكالة "أسوشتيد برس" الأمر نفسه، قائلًا: "لا يوجد لدينا أسبابًا للاعتقاد أن الحادث كان عارضًا، من المحتمل أن يكون إرهابيًا".

ردود الفعل

في ردود الفعل الأولية على الهجوم، علق رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على حادث الدهس ، في تصريحات أدلى بها لشبكة "سي.تي.في" الأمريكية، قائلًا: "من الواضح أننا مازلنا نحاول فهم الوضع في تورونتو، قلوبنا مع كل من تأثروا، سيكون لدينا معلومات أكثر وتعليقات أخرى في الساعات المقبلة".

وبعد ساعات قليلة نشر ترودو تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها: "قلوبنا ودعواتنا مع ضحايا الحادث المروع، وأود أن أشكر أول من وصل لموقع الهجوم، ونؤكد أننا نراقب الوضع عن كثب".

ونشر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تغريدة على حسابه على "تويتر" قال فيها: "أعرب عن تضامني الشديد مع الشعب الكندي بعد المأسأة التي ضربت مدينة تورنتو منذ ساعات".

وناشد عمدة مدينة تورنتو، جون توري، جميع المواطنين إلى الهدوء، ووصف جهود قوات الشرطة والإسعاف بالـ"محترفة، قائلًا في تغريدة على حسابه على "تويتر": "آمل أن نذكر بأنفسنا أننا حظينا بإعجاب دول العالم في سرعة استجابتنا للحادث".

وقالت رئيسة الوزراء في مقاطعة أونتاريو الكندية، كاثلين وين: "الحادث مخيف ومأسأوي، لكني أطمئن جميع الناس أن جميع الهيئات الحكومية والشرطة تعمل على قدم وساق لمعرفة دوافع الهجوم والتحقيق فيه".