الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مستقبل وطن »..طموح الشباب في مواجهة تقلبات السياسة ..4 أزمات طاردت الحزب منذ تأسيسه.. و«عاصفة الاندماج» تفجر بركان الغضب داخل قواعده

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بهدف تمكين الشباب ورسم مستقبل الوطن بعد ثورة 30 يونيو، أعلنت الحركة الشبابية «مستقبل وطن» عن نيتها للتحول للحزب سياسي، والتي كان يقودها وقتها الشاب الطموح محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر على مستوى الجامعات، ونجح الحزب في جمع التوكيلات المطلوبة لإطلاق الحزب في وقت قياسي، فجمع 5 آلاف توكيل في أقل من يومين لينطلق حزب الشباب في عمله في عام 2015 برئاسة "بدران".

كما لعب حزب الشباب وأعضائه دورًا بارزًا في الانتخابيات الرئاسة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك عقب تأسيس الحزب بفترة وجيزة، كما شارك حزب مستقبل وطن في معترك الانتخابات البرلمانية وحصد خلالها على على 53 مقعدًا برلماني.

ورغم تأسيس الحزب على أساس شبابي وتولي أغلب قياداته من الفئة الشبابية، إلا أنه لم يسلم من نشوب الخلافات الداخلية، مثل غيره من الأحزاب السياسية، ونشأت بعض أزمات المتتالية قبل وبعد الانتخابات البرلمانية، إوحتى الآن لازالت التقلبات السياسية تهدد الكيان الشبابي .
ونرصد من خلال هذا الملف أبرز الأزمات الفاصلة في تاريخ الحزب منذ تأسيسه .

الانسحاب من ائتلاف الأغلبية..

استمر الحزب الذي يفتخر بأنه حزب الشباب في تماسك وتلاحم، حتى أعلن "بدران" عن المفاجأة التي لم تفجر أزمة داخل جميع أمانات الحزب فقط، وإنما في الحياة السياسية المصرية، بانسحابه من ائتلاف دعم مصر، معلنا أيضا أن هيئة الحزب البرلمانية ستعمل بصورة منفردة تحت القبة، سعيًا ليكون حزبه هو الحزب الحاكم، وذلك أثناء احتفاله بالفوز بـ 53 مقعدا برلمانيا، كثاني أكبر حزب سياسي داخل البرلمان.

تسبب الجدل الذي أثاره القرار الذي اتخذه محمد بدران رئيس الحزب بالانسحاب عن ائتلاف دعم مصر، في تشتت وتباين الآراء في الهيئة البرلمانية للحزب وبين نواب الائتلاف كذلك حيث اعتبره البعض أنه غير مؤثر، بينما رأى البعض أنه قرار ليس بمحله وأنه خطر على الحياة السياسية وأنه كان لابد من دراسة أسباب اتخاذ القرار وحلها.

وبعد مرور 48 ساعة على القرار العاصف الذي أصدره "بدران"، تراجع الحزب فيه رسميًا وعودته إلى ائتلاف دعم مصر، وقال فى بيان له أن عودته تنطلق من خلال ثوابته الوطنية وإعلاء لمصلحة الوطن والاهتمام، بأن يكون هناك توافقا حول الرؤى الوطنية، وذلك خلال محضر خلى من إمضاء رئيس الحزب وقتها محمد بدران.

رحلة النهاية..

بدون مقدمات أو سابق انذار انطلق الشاب الطموح محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن في رحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته، وذلك بدون علم أمناء الحزب بالمحافظات الذين علموا بها مثل غيرهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وهو ما أحدث أزمة داخل صفوف أعضاء الحزب.

وتعددت تبريرات الحزب لسفر رئيسه المفاجئ، حيث برر البعض بأن "بدران" ذهب لاستكمال دراسته لأن الحزب يقوم بإعداده لتولى منصب وزاري محتمل ليصبح أصغر وزير في تاريخ الدولة المصرية أيضًا، وذهب البعض الأخر بالقول بأنه يتم إعداده ليصبح رئيس الوزراء في الفترة المقبلة، وهو ما لم يقنع بعض الأعضاء ليتراجعوا عن استقالاتهم عن الحزب، وهو ما أدى في النهاية إلى وقوع قادة الحزب، وأنصاره، وداعميه، في حرج كبير أمام الرأى العام،

وبعد انتشار خبر سفر رئيس الحزب خارج البلاد، تناقضت تصريحات قيادات الحزب حول سر اختفاء رئيسه من يدير شؤونه، وهو ما دفع أشرف رشاد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب آن ذاك، على التعقيب على تلك الرحلة في هذا التوقيت قائلًا أنها ستستغرق 3 أشهر على الاكثر، ثم امتدت الفترة وترددت الأقاويل عن اعتزاله المشهد السياسي وتركه منصبه، ووجود خلافات بينه وبين المهندس أشرف رشاد، الأمين العام للحزب ورئيس هيئته البرلمانية، الذي تولى قيادة الحزب الفترة الماضية.

لم الشمل..

بعدما سافر "بدران" إلى أمريكا أعلن أشرف رشاد الأمين العام ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب وقتها، بقاء محمد بدران في منصبه كرئيس للحزب، وأنه سيتولى تسيير شؤون الحزب، بالتعاون مع المكتب التنفيذي وأمناء المحافظات كل في موقعه واختصاصاته لتيسير أعماله، وأن الحزب يتولى تشكيل مستويات تنظيمية جديدة في مختلف المحافظات، وقبول أي استقالة فورًا إذا كانت استقالة من الموقع التنظيمي،

وشملت فترت سفر محمد بدران عملية إعادة الهيكلة والتنقلات تمت بالحزب وأبرزها تولي اشرف رشاد منصب القائم بأعمال رئيس الحزب، وذلك على الرغم من أن اسم بدران تصدر قائمة قيادات الحزب في تشكيله الجديد، ولقي الحزب سيل من الاستقالات الذي تدفق على الحزب والتي أكد الحزب حينها انها نتيجة طبيعية لعملية إعادة الهيكلة، وهو ما أكد نهاية رحلة "بدران مع الحزب في هذا التوقيت، وهو ما تفاجأ به عند عودته من الرحلة التي استغرقت 5 أشهر، والتي بررت بأنها دراسية.

موجة الاستقالات..

قبل أيام معدودة من إعلان محمد بدران استقالته من رئاسة حزب مستقبل وطن، أعلنت قيادات بحزب مستقبل وطن، تقديم استقالتها للأمين العام للحزب أشرف رشاد، فى شكل مفاجئ، حيث أعلن أحمد سامى حلمى عضو بالمكتب التنفيذي، وتامر فاروق زايد، أمين عـام مدينة دمياط الجديدة، ومحمد حلمى البنا، أمين عام الحزب بالجيزة استقالتهم، وذلك مع خيبة الظن وتبخر الآمال وسلبية الحزب فى المشاركة حتى فى حل أصغر المشاكل بالمحافظة، بالإضافة لعدم وجود روح التعاون داخل الحزب.

كما شملت الاستقالات أعضاء هيئة مكتب مدينة دمياط بالكامل وهم: رأفت وديع علوش، أحمد صلاح زهيرى، أسامة حامد حمد، فادى خليل جرجس، ماجدة حسن، وليد أحمد الموجى، الدكتورة عبير محمد أحمد مصطفى.

نهاية «بدران» وبداية «رشاد»..

"الآن قد وقفت عاجزًا بين أن أكمل مسيرتي العلمية وبين أن أكون مقصرًا بالإدارة السياسية من موقعي كرئيس الحزب في ظل الظروف الصعبة فكان علي لزامًا ألا أتراجع عما بدأت به وما أراه من دوري في إكمال المسيرة العلمية"، كانت هذه كلمات آخر كلمات أصغر رئيس حزب في العالم قبل إعلان استقالته عن منصبه.

وبعد عام من استقالة محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن السابق، قام الحزب بإجراء انتخابات لرئاسة الحزب، فاز بها النائب أشرف رشاد بالتزكية، لمدة 4 سنوات، وتم تعيين النائب عاطف ناصر رئيسًا للهيئة البرلمانية للحزب، حيث أكد رشاد في أولى خطاباته دعم الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية.

«من أجل مصر» يشعل شرارة الخلافات..

فشلت الأحزاب السياسية في تجهيز مرشح قوي لخوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة رغم زيادة عدد الأحزاب عن 100 حزب، وهو ما دفع العديد من المراقبين والمحللين إلى انتقاد دور الاحزاب السياسية في مصر والدعوة إلى اندماج الأحزاب للتقليل من عددها وتكوين كيانات حزبية قوية، قادرة على ممارسة العمل السياسي، وكان على رأشس الداعين لهذه المبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا الأحزاب للاندماج في 10 أحزاب بدلًا من 100 حزب، قائلًا: "الأحزاب كثيرة ويجب أن ندعوهم للدمج من أجل زيادة قدراتهم".

وبعد انتهاء مارثون الانتخابات الرئاسية، بدأت الأحزاب في الالتفات إلى فكرة الاندماج التي أطلقها الرئيس، خصوصًا بعد إعلان ائتلاف دعم مصر نيته للتحول إلى حزب سياسي، ودراسة العديد من الأحزاب السياسية الانضمام له أو لأحزاب أخرى مثل حزب مستقبل وطن، الذي أعلن أنه سيستقل عن الائتلاف حال تحوله لحزب، ولن ينضم إليه.

وأعلنت جمعية من أجل مصر مؤخرًا عن عزمها للاندماج مع حزب مستقبل وطن، كما أعلن النائب أشرف رشاد رئيس الحزب عن انضمام الجمعية لحزب مستقبل وطن، وهو ما أثار الجدل بأمانات الحزب بالمحافظات، حيث تخوف شباب الحزب من تهميشهم وإجراء تعديلات في اللائحة الداخبلية للحزب وتغيير اسم الحزب، حيث اطلقوا حملة لرفض الانضمام لأي كيان، وهو ما دعا رئيس الحزب إلى إصدار بيان يؤكد خلاله عدم تلقى الحزب أي دعوات لتغيير اسم الحزب أو بشأن تعديل اللائحة الحزبية ، وأنه لا يوجد أي نية أو فكرة لذبح الشباب أو تجنيبهم، لأن ذلك يعد مخالفة لنصائح الرئيس السيسي دومًا، وأن هدف الحزب الأول أنه قائم على الشباب، بأن الشباب هم درع هذا الوطن وسيفه.