الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسوأ حرب دبلوماسية بين تركيا وإسرائيل منذ 2016.. تل أبيب تطرد سفير أنقرة وتركيا ردت بإهانة السفير وإبعاده عن أراضيها.. دولة الاحتلال أوقفت الاستيراد من تركيا.. و6 ملايين دولار حجم التجارة بين البلدين

صدى البلد

  • تصاعد الحرب الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل:
  • أسوأ أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب منذ 2016
  • أنقرة استدعت سفير تل أبيب للاحتجاج على أحداث القدس
  • تل أبيب تطرد سفير أنقرة ردًا على الاحتجاج
  • تركيا تطرد السفير الإسرائيلي وتهينه بـ "التفتيش الذاتي"
  • قرار إسرائيلي بوقف استيراد المنتجات الزراعية من تركيا
  • حجم التجارة الخارجية بين تركيا وإسرائيل 6 مليارات دولار أمريكي
  • البرلمان التركي رفض إلغاء جميع اتفاقيات التطبيع الموقعة مع إسرائيل

احتجت إسرائيل على ما وصفتها بالمعاملة غير اللائقة من تركيا للسفير الإسرائيلي المطرود، وذلك بعد ظهوره على وسائل إعلام تركية وهو يخضع لتفتيش ذاتي أمني على الملأ في المطار.

وكانت الخارجية التركية أبلغت السفير الإسرائيلي في أنقرة، إيتان نائيه، أنه يتعين عليه مغادرة البلاد، وأن عودته إلى بلاده لفترة سيكون مناسبًا.

وسحبت تركيا سفيريها في تل أبيب وواشنطن في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة أمس الأول، الاثنين، وأسفرت عن استشهاد العشرات، وإصابة الآلاف من المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى عند السياج المحيط بقطاع غزة.

وردًا على طريقة معاملة السفير إيتان نائيه، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة التركية لديها.

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية، قرارًا بوقف استيراد المنتجات الزراعية من تركيا كخطوة للرد الدبلوماسي على حكومة أنقرة، بعد أن أقدمت على طرد السفير الإسرائيلي من أراضيها على خلفية العنف الإسرائيلي على حدود قطاع غزة.

وقالت صحيفة "الزمان" التركية، إن وزارة الخارجية في تركيا طلبت من القنصل الإسرائيلى العام فى إسطنبول مغادرة البلاد "لبعض الوقت"، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إجراء مماثل مع السفير الإسرائيلي في تركيا.

واتخذت تركيا هذه الخطوة بعد مقتل 60 فلسطينيًا وجرح الآلاف على أثر احتجاجهم على القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بحضور ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب.

وردت إسرائيل بالمثل، وطردت السفير التركي العام من القدس وبدأت اتخاذ خطوات في سبيل معاقبة تركيا اقتصاديًا.

وقال وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريال عبر تغريدة على حسابه على "تويتر": "لن نقدم الدعم لدولة تحاول أن تعطينا درسًا في الأخلاق، عن طريق النفاق. لذلك أصدرت قرارًا اليوم، بصفتي وزير الزراعة، بتجميد استيراد المنتجات الزراعية التركية".

يذكر أن حجم التجارة الخارجية بين تركيا وإسرائيل يصل إلى مستوى 6 مليارات دولار أمريكي ولم تتخذ أنقرة حتى الآن أي قرارات تجارية أو اقتصادية مشابهة تجاه تل أبيب.

يشار إلى أن البرلمان التركي شهد أمس رفض مقترح للمعارضة بإلغاء جميع اتفاقيات التطبيع الموقعة مع إسرائيل، بأغلبية أصوات نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم.

طلبت وزارة الخارجية التركية من القنصل الإسرائيلي في إسطنبول يوسف سفري ليفي مغادرة البلاد لفترة مؤقتة.

وجاءت هذه الخطوة ردا على طرد إسرائيل أمس القنصل التركي في القدس حسنو غورجان ترك أوغلو، وذلك على خلفية المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المتظاهرين في قطاع غزة.

وكانت الخارجية التركية استدعت أمس السفير الإسرائيلي في أنقرة إيتان نائيه، وأبلغته باحتجاج أنقرة الرسمي على الأحداث التي شهدتها غزة قبل يومين، وطلبت تركيا من السفير الإسرائيلي مغادرة البلاد لفترة لم تحدد.

في المقابل، طلبت الخارجية الإسرائيلية من القنصل التركي بالقدس مغادرة إسرائيل ردا على الخطوة التركية.

وتعد هذه أسوأ أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب منذ إبرام اتفاق المصالحة بينهما عام 2016 لإنهاء الأزمة الناتجة عن قتل البحرية الإسرائيلية نشطاء أتراكا كانوا على متن سفينة مافي مرمرة التي كانت متجهة لكسر الحصار على قطاع غزة.

أردوغان يهاجم
وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما لاذعا الثلاثاء على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قائلا إنه يقود "دولة عنصرية"، ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني، وذلك عقب استشهاد 61 فلسطينيا وجرح 2400 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية في غزة يومي الاثنين والثلاثاء، وذلك خلال مسيرات العودة في ذكرى النكبة.

ورغم أن تركيا لم تقطع علاقاتها كليا مع إسرائيل، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يتردد مطلقا في توجيه أقسى الانتقادات إلى إسرائيل في عدة مناسبات.

وبدأت تركيا أمس، الثلاثاء، ثلاثة أيام من الحداد الوطني على الشهداء الفلسطينيين أعلن عنها أردوغان، ونكست الأعلام التركية في الممثليات الدبلوماسية التركية في الولايات المتحدة، وألغيت فعاليات ثقافية في تركيا، وأعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم رغبة بلاده في معالجة الجرحى الفلسطينيين الذين سقطوا أثناء المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل.

قمة طارئة
ودعا رئيس الوزراء التركي الدول الإسلامية التي تربطها علاقات بإسرائيل لإعادة النظر فيها، وقال يلدريم إن بلاده تدعو إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي -التي تضم 57 عضوا- الجمعة المقبل بتركيا.

وقال رئيس الوزراء في اجتماع بأنقرة للكتلة البرلمانية للحزب الحاكم: "على الدول الإسلامية أن تعيد النظر بعلاقاتها مع إسرائيل، على العالم الإسلامي أن يتحرك بشكل مشترك، ويتكلم بصوت واحد في مواجهة هذه المجزرة".

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن الوزير مولود جاويش أوغلو أجرى مكالمات هاتفية مع نحو عشرة من نظرائه في العالم الإسلامي، بينهم وزراء خارجية الأردن وإندونيسيا وإيران والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف أحمد العثيمين، وذلك لحشد الدعم للقمة الطارئة للمنظمة.

وتظاهر أمس مئات الأتراك لليوم الثاني على التوالي في إسطنبول وأنقرة احتجاجًا على ممارسات إسرائيل، وهتفوا بشعارات "القدس عاصمة فلسطين"، ومرت التظاهرات في تركيا بسلام رغم أن السلطات اعتقلت رجلا في أنقرة بسبب رشقه منزل السفير الإسرائيلي بالبيض.