EN 
يتكئ على مقعد إسفنجى متهالك أمامه صندوق خشبى ومنشفة ملطخة بألوان عدة يستخدمها فى تلميع الأحذية، ويحتمى بكرتونة خفيفة الوزن تعتليه مثبتة أعلى عمود يجاوره كطوق نجاة يقيه من خيوط طقس رمضانى اشتدت حرارته لتكشف عن آثار الكدح بتجاعيد وجهه وضيق ذات يده ويسترسل تفاصيل معاناته ومناجاته الإلهية برفع بلاءه الموحش.
أجرت عدسة " صدى البلد " معايشة لإحدى المهن الشاقة بأول أيام شهر رمضان المعظم، بالحديث مع ملمع أحذية تخطى حاجز الـ70 عاما.
"بشتغل من بعد السحور لحد واحدة الفجر"، عبارة لخصت معاناة عم سيد ، ٧٠ سنة، أقدم ملمع أحذية في ميدان الجيزة الذى غادر بلدته في الشرقية منذ سنوات عدة ليقطن بقاهرة المعز بمنطقة المنيل ويعمل بمجال النقاشة لفترة قصيرة لينخرط بمهنته تلميع الأحذية ويحترفها.
يصمت قليلا لإمرار فوطة التلميع بمقدمة حذاء زبونه ويستكمل قائلا "أبدأ يومى من الثامنة صباحا وأحمل صندوقى الخشبى وعلب تلميع الأحذية خاصتى لأقتاد وسيلة إنتقالى اليومية "الميكروباص" وأحيانا أسير على أقدامى لتوفير نفقاتى.
وعن يومه الرمضانى يكشف عم سيد: "بتسحر وأصلى الفجر" لإستكمال دائرتى الروتينية اليومية المحملة بأعباء إلتزاماتى بالإنقاق على أبنائى الثلاث وزوجتى، مشيرا لقلة الحركة والخمول المقيت بنهار رمضان مقارنه بنظيره لتنتعش الشوارع ويتهافت زبائنه عقب سد رمقهم.
ويختتم حديثه "رمضان شهر الخير كله وأخلاق الناس بتكون أهدى والمرور بيتحسن، على الرغم من إرتفاع درجة الحرارة الجو والصيام ولكن يظل شهر الرحمة عنوان للتسامح".
