الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: كوكتيل فوق طاولة الأيام .. بالهنا والشفا

صدى البلد

(١) ..ربما كان فصلاً متعمداً:
لدينا فصل متعمد بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والعلوم الدينية من أجل أن تستمر الخلافات والاختلافات ومن ثم الحوارات والمناظرات العقيمة !، ومازلنا لا نملك حقائق تاريخية مطلقة، فليس بين أيدينا تاريخ حقيقي بل كلها تأويلات وتوثيقات ليست مجردة من الذاتية ولا تمت للموضوعية -من قريب أو بعيد- بصلة، وعلينا ألا نعول كثيرا على كل ما بين ايدينا من كتب التاريخ، فكل التحليلات والرؤى يؤخذ منها ويرد .
(٢).. العتاب الجميل يطيل عمر الصداقة :
فعاتب صديقك برفق وحاسبه بلين، وسامح بنية صافية واترك باب المودة مفتوح، وتقبل الإعتذار كي تُعذَر، واعلم أن الصداقة الأصيلة ربما تمرض بفعل تعديات الواقع وهموم الدنيا ومشاكلها ومشاغلها ، لكنها أبدا الصداقة الحقيقية لا تموت ، فهي مستوحاة من جميل الذكريات، فما أروع من صديق يستمع لك بكل أحاسيسه حتى ولو لم يغير لك في الأمر شيئا، يكفي أنك أخرجت ما في صدرك لصديق مخلص، وعلى الأسرار يؤتمن . فالصداقة الحقيقية واضحة المعالم لا تستجدي إحساس الآخرين بك، كن عزيزا ولو تخلى عنك الجميع، ولا ترجو المودة ممن افتقدوها ، ففاقد الشيء لا يعطيه .
(٣).. المراهق دائما عنود لأبعد الحدود :
فمهما تحاول إقناعه بشيء لن يقتنع أبدًا.. حتى لو أنه يرى فشل أفكاره أو خطأه بأم عينه لا يعترف به ! بل ويشكك فيما تراه أنت صواب ! ثم يحاول الهرب بكل ما أوتي من قوة غاشمة !
الإرهابي كالمراهق لا يسمع منك ولا يقتتع برأيك !
(٤).. لا تخشى الحسد فهو يقتل صاحبه :
لا تهتم بمن يتربصون لك ولا تشغل بالك بمن يتحسسون أخبارك منتظرين أي تعثر لك في أي جانب في حياتك أو مشكلة أو ابتلاء، نعم هم يشمتون لا جدال في ذلك ،لكن ثق ان شماتتهم لن تقدم ولن تؤخر فأنت لا تدري ان الله مبتليهم في نفوسهم المريضة حتى أنهم لا يشعرون بما لديهم لكنهم أصروا على دوام النظر لما أنعم الله عليك ولو كان شيء بسيط، فقد لعب الشيطان بقلوبهم المريضة ونفوسهم الشحيحة فصور لهم أنك أفضل منهم بما تملك من فضل الله في الوقت الذي قلل في أعينهم قيمة ما لديهم، ودائما يعدهم الشيطان الفقر ، فيزدادوا حقدا وحسدا فدعهم وشأنهم ولا تبالي .
(٥) .. الهشاشة في عقدة الخواجة والباشا :
لماذا تولدت فينا عقدة الأجنبي ألسنا أحرارا بما يكفي لعزة أنفسنا وحفظ كرامتنا ؟! ألسنا مصريين وجيشنا مصري خالص الوطنية ؟! لماذا لم نجهض هذا الحمل المذري الذي حملناه سفاحا من عصور الاحتلال والاستعمار وما زلنا نعاني منه، مذلة وحسرة وخنوعا حتى يومنا هذا ! متى تنتهي من عقولنا ونفوسنا عقدة الغريب الأجنبي؟! متى تغلب علينا نخوة الوطنية وعزة الاستقلال ..فلم تكن ثورة ( يوليو ٥٢ ) غير نقطة تحول مفصلي في تاريخنا الحديث والمعاصر، فقد حررتنا تلك الثورة الوطنية تحررا كاملا من كل محتل عسكري أجنبي ، ضباط أحرار من قطاعات الجيش المصري الخالص ليستلم في ذاك الوقت إدارة شؤون مصر ذلك الكائن المنهك والمتهالك من آثار تلك السنوات التي امتصت خيراتها كما نُهبت وسُلبت مقدراتها طوعا وقسرا !.. كم أتعجب حين يحدثني أحدهم "متأسفا" على زوال الحكم الملكي الذي كان قبل ثورة يوليو وحين يمدح ويعظم الملك فاروق وعظمة الملك فاروق ورقي الملك فاروق وجمال أيام فاروق وبشوات فاروق ! وكم كان فاروق يحب مصر ويعشق ترابها !! في حين تجده يتحدث عن المناضل الزعيم جمال عبدالناصر وكأنه وزملاؤه هم الذين احتلوا مصر (حكم العسكر !!) وكأن الضباط الأحرار العظام "عسكر" انجليز وفرنساويين أو مماليك أو تركمان !! وهم مصريون حتى النخاع والشجاعة والانتماء .
(٦) ..وجود الغَنِي رزق الفقراء :
ولأننا لم نفهم - بعد - حكمة المنعم وتدبيره للمنظومة كلها، لذا ظل الصراع بين الفقير والغني قائما .. فلولا الغَنِي ذو السعة ما استطاع الفقير أن يتحصل على أسباب الرزق، وكذلك الغَنِي لايمكن أن يستغني بنقوده وماله عن الفقير المحتاج بل يبحث عنه لتلبية احتياجاته المعيشية والتي خلقها الله بداخله، وهكذا كل شيء على نفس المنوال ، فهي المنظومة متكاملة خلقت بدقة متناهية وجودة عالية في صناعة الخالد .. منظومة إدارية إلهية لا يمكن لعقولنا أن تدركها تمام الإدراك، أو تعيها كل الوعي .. 
(٧) .. داروين والقرود : 
القيم والمبادئ والرحمة والتسامح والعدل كلها سمات إنسانية أكدت عليها الأديان، كل الأديان والمعتقدات السمحة وكل الفلسفات وبعض النظريات والأفكار القديمة والحديثة ..لكن عندما تأتينا نظرية التطور "الداروينية" وتقول أن الإنسان أصله قرد فلا غرابة أن نجد كل مجموعة من القرود تتراقص بأفكارها كُلٌ فوق شجرته !
كيف اقتنع أن هذه القيم والفضائل الإنسانية أصلها قرد ؟! عندما يأتيني أحدهم بقراءات من شأنها تنسف عقيدتي وديني، فلن تهز يقيني بمعتقدي وليس لها مني أدنى اهتمام، ولا وزن لها عندي لأني أعلم أن مصدرها هم أعداء كل دين وكل عقيدة إبراهيمية، وإذا كنت أنت مسلما بالوراثة فأنا مؤمن يقينا .