الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب : ميراث الخير

صدى البلد

كثيرا من الآباء يحرصون على تأمين مستقبل أبنائهم بترك ثروه لهم تحميهم من غدر الزمان وتقلباته ويصبح شغلهم الشاغل هو السعى لتخزين الأموال والعقارات لأبنائهم ونراهم وكأنهم في سباق مع الزمن..لدرجة أننا نرى أحيانا اطفال لا يروا ابائهم وامهاتهم الا مرات قليله على مدار الشهر ونرى ان بعض الأمهات يتركوا تربية ابنائهم ورعايتهم للمربيه.. هؤلاء تناسوا فى زحمة الحياه ان الأهم هو تربية ابنائهم تربيه سليمه قوامها الدين والمبادئ واحترام الأخر. تناسوا ان يمنحوا ابنائهم الحب والاهتمام والوقت الكافى لكى يصبحوا أسوياء نفسيا وأعضاء فاعلين بمجتمعهم .

حقيقي وفروا لهم الكثير من الأموال ولكنهم لم يستطيعوا توفير الحب والشعور بالأمان والاستقرار النفسي لهم .. قاموا بتربية نماذج مشوهه نفسيا تلجأ إلى المخدرات وأصحاب السوء للهروب من احساسهم بعدم الأمان وافتقادهم القدوة متمثلة فى الأب أو الأم .. انتبهوا ايها الأباء والأمهات فبنائكم لشخصية ابنائكم اهم بكثير من بنائكم لقصور لهم وتذكروا ان كثيرا من ساكنى القصور تعساء .. جميل ان تتركوا لهم رصيد من الأموال فى البنوك ولكن الأجمل أن تتركوا لهم رصيد من الحب والخير والدعوات وحب الناس اجعلوا من يرى ابنائكم واخلاقهم يدعوا لكم بالخير على حسن تربيتكم لهم.. علمهوهم ان يساعدوا الغير ويهتموا بمشاعر الأخرين .. علمهوهم ان رصيد العلم والثقافه هو الرصيد الدائم الذى لا يزول أبدا مثل رصيد الحب والخير لا يضيع أبدا ولا يتم تعويمه بالعكس هذه الأرصدة دائما فى ازدياد..

واظن خير دليل على هذا الكلام اننا كثيرا ما نرى ابناء لإناس بسطاء أصبحوا علماء او من المتفوقين فى مجال عملهم واستطاعوا ان يفيدوا مجتمعهم وأصبحوا نماذج مشرفه لعائلتهم وبلدهم رغم أنهم لا يملكون أموال وقصور وسيارات فارهه وعلى العكس رأينا نماذج فاشله لأبناء الأثرياء ممن يملكون الثروات الطائلة نماذج أضاعت الثروات على المخدرات وأصحاب السوء نماذج اضاعت السمعه الطيبه لآسرهم واضاعة اسم العائله واضاعت ايضا الثروات ..

لأنهم ببساطه شديده لم يجدوا نموذج الأب أو الأم القدوة .. لم يعرفوا معنى الأسرة ولا مفهوم الأخذ والعطاء .. لم يجدوا من يصغى لهم ولمشاكلهم .. ففى الماضى كنا نرى الأسرة بأكملها تتجمع على مائدة واحدة لتناول وجبة الأفطار او الغداء ويتجاذبوا اطراف الحديث ويسمعوا لمشاكل الأبناء.. افتقدنا هذه العادات الجميله واصبح الجميع يلهث وراء المال.. ونتساءل بعد ذلك عن اسباب انهيار المبادئ والقيم والاخلاق فى الاجيال الجديده.

لذلك نصيحه لكل أب وأم اهتموا بأبنائكم وتربيتهم قبل اهتمامكم بحفظ الثروات لهم تذكروا دائما ان الميراث الدائم الذى لا يزول هو ميراث الحب والدين والاخلاق .. تذكروا ان الأموال والثروات زائله ولكن الميراث الباقى فى الدنيا وممتد للآخره للأبناء وايضا لعائلتهم هو ميراث الخير.