الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: الطباع لا تتغير‎

صدى البلد

"هيتغير بعد الجواز "من أكثر الجمل التى تتردد بين أوساط الفتيات لاسيما عندما يقبلن على مرحلة الزواج، فهي كلمات خادعة تكررها البنت لتوهم نفسها أنها قادرة على تغيير شريك الحياة، وهذا لم ولن يحدث ،فكل ما هنالك أن الفتاة ترغب في الارتباط بشاب تري من العيوب ما تجعلها تنفصل عنه ،ولكنها تتغاضي عن أخطائه من أجل حبها له، فقلبها يهوي وعقلها معطل تماما عن الفكر، فهي تحجبه طيلة فترة الخطوبة وتغمض عينيها عن نواقصه الواضحة لها وضوح الشمس لكي تستمر وتصل إلي المرحلة التى تليها: الزواج.

في مرحلة الزواج يبدأ لهيب الحب يقل تدريجيا، وتنكشف المساوىء التى كنا ننكرها في المراحل السابقة، و يزول النقاب عن العقل ليري حقائق الأمور كما هي، فيشرع في الفكر والاستيعاب ومن ثم يصطدم بالواقع ولكن دائما يكون بعد فوات الأوان، فقد تأخر الوقت علي فهم الشخص الذي أصبحنا نتعايش معه تحت سقف بيت واحد.

وتقف الفتاة حائرة بين أمرين لا ثالث لهما :إما الانفصال، أو التحامل علي النفس لمواصلة حياة لاترغب في الاستمرار بها، ولكنها مجبورة عليها لأنها لاتقوي علي مواجهة المجتمع حال وقوع طلاق خاصة أنه كان إختيارها وعليها أن تتحمل عواقبه وحدها ، فلا أحد يستطيع أن يخفف عنها توابع زواج بُـُني علي أساس خاطيء إلا صاحبة الشأن التى كانت لها الكلمة الأولي والأخيرة بشأن ارتباطها.

فالارتباط يحتاج إلى عقل يقظ، ومقلتان مفتوحتان ، و رؤية مدروسة تكمن في ثناياها سؤال : هل يصلح أن يكون شريك الحياة أم لا؟! ،فإذا كان يصلح فليتحرك القلب نحوه كيفما يشاء ، وإذا كان لايصلح فليبق القلب ساكنًا مصانا بين الأضلع دون أن تشوبه أي خسائر قد تلحق به إذا تعلق بإنسان لايروق له.

الطباع تبقي ثابتة غير قابلة للتغيير، فإذا كان طبع الإنسان قاس فسيظل كذلك ،فلا تزعم أنك قادر علي تعلمه طبع اللين بين ليلة وضحها. إذا كان كذوبا في فترة الخطبة فلن يرتدي ثوب الصدق بعد الزواج.

فنحن لم نُـُخلق لنغير طباع البشر، إنما خلقنا من أجل أن نتعامل مع الطباع التى تروق لنا ،ونتجنب ما لا يروق لنا. فالإنسان لديه قناعاته الثابتة وطباعه الراسخة التى يؤمن بها ، ونحن لانملك قدرة تطويع الطباع كما يحلو لنا، لذا علينا أن نتقبلها كما هي أو تتركها عندما يستحيل التعامل معها،علينا أن نُصدق لا أحد يتغير من أجل شخص آخر ،إنما يسير وفق ما تربي عليه وما اكتسبه من البيئة المحيطة به ،فالتغيير دائما يكون نابع من داخل الفرد وليس من أجل فرد آخر،

ولذلك يبقي كل منا متمسكا بما نشأ عليه وترعرع عليه، وبالتالي يصبح أمر التغيير صعب -إن لم يكن مستحيل -علي عكس ما يتصوره الآخرون من قدرة على تغيير كل ما هو غير مرغوب إلي أن يصطدم بالواقع ويمر بالتجربة ويفشل في تغيير كل من يرغب التعامل معه سواء كان حبيب ،صديق، رفيق عمل،أو أي شخص له صلة به أو يتعامل معه تحت أي مسمي. فالعالم مليء بأصناف البشر متنوعة الصفات ومتعددة الطباع التى قد يحبها أو ينفر منها ،وعلينا أن نتعامل معها دون تعديل أو تغيير لأنها في النهاية لن تجدي نفعا مع الآخر .