الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التوتر يخيم على غزة.. إسرائيل تهدد بعملية عسكرية شاملة.. وأنباء عن مصالحة فلسطينية قريبة برعاية مصرية.. العمادي يكشف اتفاق حماس وإسرائيل

صدى البلد

يُخيّم التوتر على قطاع غزة وإسرائيل على خلفية القصف المُتبادل بين الجانبين خلال الأيام الماضية، فإسرائيل تزعم أن عمليات القصف جاءت ردًا على الطائرات الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون من داخل القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في منطقة غلاف غزة.

وتقول حركة حماس إن إصرارها على إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية نابع من إصرارها على عدم ترك الساحة للاحتلال الإسرائيلي في أخذ زمام المبادرة بقصف القطاع دون رادع، مؤكدة حقها في الدفاع عن الفلسطينيين داخل قطاع غزة ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

الملاحظ أن إسرائيل تقوم بعمليات قصف محدودة لبعض البنى التحتية التي تقول إن حماس تستخدمها كمقرات عسكرية لها، لكنها مع ذلك تحاول تجنب إسقاط عدد قتلى كبير، أو اغتيال أي من قادة حماس أو ذراعها العسكرية، في المقابل لم تسفر الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس على إسرائيل عن أي خسائر، وتقع في غالبها داخل مناطق مفتوحة أو داخل حدود قطاع غزة.. أي أن البالونات الحارقة أحدثت خسائر أكثر من الصواريخ التي تطلقها حركة حماس.

قد يكون التفسير الأقرب لضعف خسائر صواريخ حماس هو أن تلك الصواريخ تعتبر بدائية، ويغلب عليها ضعف دقة التوجيه، كما تفتقر للتكنولوجيا اللازمة لتوجيهها إلى الأهداف الحيوية التي يمكن أن توقع خسائر كبيرة، لكن ربما يكون التفسير الأكثر منطقية هو أن حماس لا ترغب في إحداث خسائر كبيرة تتسبب في مزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى عملية عسكرية موسعة.

أما السفير القطري محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، فيرى أن الحالة القائمة بين حماس وإٍسرائيل ترجع إلى اتفاق ضمني بين الجانبين، وقال العمادي إن الطرفين توصلا إلى اتفاق يقضي بالحفاظ على مواجهة عسكرية منخفضة الكثافة وتجنب شن حرب شاملة.. وتابع أن حماس وإسرائيل انخرطا في محادثات غير مباشرة حول قضايا متعددة تتعلق بالتصعيد الأخير". 

واعتبر العمادي أن هناك مواجهة دقيقة ومضبوطة بدقة بين الجانبين، ويوجد تفاهم ضمني بين حماس وإسرائيل بالالتزام بتجنب القتل بين الجانبين"، مؤكدًا أن "إسرائيل قصفت ما يزيد على 60 منشأة لحركة حماس، ولم تقتل أيا من أعضاء الحركة".. فيما أطلقت حماس وبعض التنظيمات الأخرى بالقطاع مئات الصواريخ دون وقوع إصابات، إلا إصابة واحدة طفيفة.

رغم ما يزعمه السفير القطري، تحاول إسرائيل إظهار العين الحمراء لقطاع غزة وحركة حماس، فتقوم تارة بمحاولة تأليب الرأي العام في القطاع على حماس وتبث رسائل إعلامية عبر وسائطها المختلفة تقول فيها لمواطني القطاع إن ما يعانونه نتيجة السياسات التي تنتهجها الحركة، فيما تخاطب الحركة بلغة القوة عن طريق القصف تارة، وعن طريق الإعلان عن مناورات عسكرية في النقب تحاكي عملية اجتياح برية واسعة للقطاع، ناهيك عن استخدام سلاح معبر كرم أبوسالم، حيث قامت إسرائيل بإغلاقه أمام حركة البضائع المتجهة إلى القطاع وهو ما أدى إلى توقف نحو 80% من أنشطة الورش والمصانع الصغيرة في القطاع، بحسب مصادر فلسطينية. وفي المقابل تقوم حماس بالرد على الرسائل الإسرائيلية بإطلاق الصواريخ واستمرار الطائرات الحارقة والتأكيد على أن غلق المعبر سيكون له نتائج وخيمة.

ما بين التصعيد الإسرائيلي والتهديدات، والرد الحمساوي عليها، تحاول مصر لجم الاحتلال الإسرائيلي والحيلولة دون وصول الجانبين إلى مواجهة عسكرية موسعة سيدفع ثمنها المواطن في قطاع غزة، ليضيف إلى معاناته معاناة جديدة، وقد نجحت مصر بالفعل في إحداث تهدئة بين الجانبين منذ يومين، مدفوعة في ذلك بدورها التاريخي في الوقوف إلى جوار القضية والشعب الفلسطيني.

لم تكتف القاهرة بلجم الاحتلال الإسرائيلي والحيلولة دون الانزلاق إلى مواجهة موسعة يدفع ثمنها المواطن في غزة، بل عملت جاهدة عبر حوارات ولقاءات ماراثونية مع وفود من حماس وفتح والجهاد الإسلامي، وبقية الأطراف الفلسطينية المعنية، من أجل بلورة رؤية تتم على أساسها المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، بما يعود بالنفع على القضية والشعب الفلسطينيين.

وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، وجود رؤية مصرية للمصالحة الفلسطينية، لافتا إلى أن الأيام والساعات المقبلة سوف تشهد اتصالات مكثفة ومتسارعة قد تتوج بإعلان المصالحة. 

وأضاف الأحمد في تصريحات صحفية لوسائل إعلام فلسطينية، أن مصر تعمل على بلورة رؤية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، والأيام والساعات القادمة ستشهد اتصالات حثيثة ومُتسارعة ومُكثفة، قد تتوج بإعلان المصالحة الفلسطينية على قاعدة تطبيق ما اتفق عليه في اتفاقات المصالحة السابقة".

وأوضح أن ما نقله الطاقم المصري المسئول عن الملف الفلسطيني، بعد لقائهم وفد حركة حماس، يبعث على التفاؤل والارتياح الشديد في إنجاز ملف المصالحة، مشيرًا إلى أن الحديث عن التفاصيل بشكل محدد سيكون بعد بلورة الجانب المصري للأفكار النهائية، وبعد الانتهاء من اللقاءات التي تجريها مصر الآن مع أكثر من طرف. بحسب ما ذكرت وكالة "سوا" الفلسطينية.

ونقلت الوكالة عن الأحمد قوله: "هناك رؤية مصرية وأنا متفائل جدًا بإنهاء الانقسام الفلسطيني في هذه الجولة من الحوار، وأعتقد أن المصريين لا يطرحون شيئًا في الهواء، مضيفًا "أنَّ مصر تبذل جهودًا جبارة لإنجاز المصالحة الفلسطينية".

وأوضح القيادي الفتحاوي أن حركة فتح أبلغت الجانب المصري أنها وضعت تصرفاتها وقراراتها تحت تصرف القيادة المصرية، مشيرًا إلى أن اللجنة العليا لوضع قطاع غزة وإزالة أسباب الانقسام قدمت تقريرها للرئيس عباس وللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وحثت جميع الأطراف على إنهاء الانقسام تنفيذًا لقرارات المجلسين الوطني والمركزي.. وأضاف أن اللجنة أوصت بأن ملف المصالحة لا يحتاج وسطاء جددا غير الأشقاء المصريين، وأن يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الاتفاقات السابقة من جولات المصالحة.