الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احتفالا بمئوية أيقونة النضال الإفريقي.. ما لا تعرفه عن حياة نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا
نيلسون مانديلا

قد نظن أننا نعرف أهم الأجزاء إلهامًا عن حياة أيقونة النضال الإفريقي ورمز جنوب إفريقيا الأعظم، نيلسون مانديلا، الذي يحتفل العالم بمئوية ميلاده اليوم، حيث نعرف أنه قضى 27 عاما في السجن، وساعد في نهاية عهد التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، وأصبح أول رئيس أسود في بلاده بعد انتخابه عام 1994.

وجاء في تقرير صحيفة "إندبندنت" البريطانية احتفاءً بالمناسبة، أن حياة نيلسون مانديلا بها أجزاء منسية والتي جعلت العالم يحتفل بمرور 100 عام من ولادته.

نشأ مانديلا الذي ولد عام 1918، وتوفى في عام 2013، في قرية صغيرة وكان أول فرد في عائلته يذهب إلى المدرسة، وبعد وفاة والده حين كان في الـ9 من العمر، تم تبنيه من قبل حاكم "الثيمبو"-قبيلة مانديلا- جونجينتابا دالينديبو.

أطلق عليه اسم "نيلسون" في المدرسة، فاسمه الحقيقي هو "روليهلاهلا"، والذي يعني جذب فرع الشجرة أو مثير المشاكل أو المشاغب، ولكن كان من المشائع إعطاء الأطفال اسماء إنجليزية.

وكان مانديلا أستاذًا في التخفي والاختباء، حيث كان يطلق عليه "العشبة السوداء"، في إشارة إلى رواية "العشبة القرمزية-The Scarlet Pimpernel" لـ"إيما أوركزي" عام 1905، لقدرته على إخفاء نفسه والهرب من الاعتقال بسبب نشاطه السياسي، على سبيل المثال كان يتخفى مرتديًا زي عامل ميداني ورئيس الطباخين، وكان يرتدي زي سائق حين تم اعتقاله في عام 1962، كما كان حينها يقود السيارة بزميله الناشط السياسي سيسيل ويليامز الذي ألقى القبض عليه فيما بعد.

كان مانديلا يقرأ الشعر على زملائه في السجن لتشجيعهم، وكانت إحداها قصيدة "إنفيكتاس" لويليام إرنست.

كان مانديلا يستطيع التواصل مع زملائه بطرق بارعة لا يلاحظها حراس السجن، فكان يخفي الملاحظات في علب الثقاب المهملة، وتحت أكوام من الأطباق المتسخة، وطور نظاما لإرسال رسائل سرية مما مكنه من الإضراب عن الطعام.

في عام 1961، أقنع المؤتمر الوطني الإفريقي "ANC" بأن العنف كان ضروريا للحصول على الحرية وحقوق متساوية للأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا، وشارك في تأسيس وأصبح أول زعيم لـ"رمح الأمة"، الجناح المسلح الجديد لـ"ANC"، ومع ذلك فقد التزم في البداية بالاحتجاج السلمي غيرلا العنيف.

تغلب مانديلا في حياته على العديد من المآسي الشخصية، فسرعان ما شهد زواجه من إيفلين في عام 144 مأساة وفاة أحد أطفالهما ماكازي بعد ولادته بـ9 أشهر فقط، وتوفى ماديبا ثيمبيكيل وماكجاتو، طفليهما الآخران، الأول في حادث سيارة عام 1969 والثاني في 2005 بسبب الإيدز، وكان لدى مانديلا طفلين آخرين من زوجته الثانية، ويني.

وأثناء تواجد مانديلا بالسجن رفض 6 عروض لإطلاق سراحه، وكانت المرة السادسة في عام 1985 عندما كان بيتر ويليام بوتا رئيسا لجنوب إفريقيال وعرض عليه الحرية في مقابل التخلي عن العنف.

استخدم مانديلا الرياضة لتوحيد البلاد وإعادة تعريف الرمز، وكان يراقب زملائه من السجناء السياسيين من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وهكم يلعبون كرة القدم، ورأى أن قوة كرة القدم تكمن في قدرتها على التخلف من الانقسامات وإلهام الناس، وعلى سبيل المثال شجع إدارة لعبة الكريكيت في جنوب إفريقيا على تشكيل فرق مختلطة الأعراق، وأيضا فريق السود بجنوب إفريقيا على تشجيع فريق الراجبي الوطني.

كان مانديلا من الأشخاص المنفتحين على أخطائهم، حيث اعترف بالضرر الذي تسبب به تغاضيه عن أزمة فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وتعد قدرته على إدراك أخطائه واحدة من أكثر الأجزاء في تراثه أهمية.

هناك عطلة عالمية على شرف مانديلا، حيث يتم الاحتفال بيوم ميلاده في الـ18 من يوليو من كل عام، تحت اسم "يوم مانديلا العالمي"، وغالبا، فاز مانديلا بجوائز أكثر من أي شخص آخر في التاريخ، فحصل على نوبل للسلام عام 1993، وجائزة لينين للسلام، ودرجات فخرية فيث أكثر من 50 جامعة حول العالم.

ظهر مانديلا في فيلم "سبايك لي" 1992، الذي يحكي قصة "مالكوم إكس"، في مشهد قصير كمدرس بمدرسة، للتأكيد على الصلة بين النضال الأمريكي للمدنية والنضال ضد العنصرية في جنوب إفريقيا.