عبد العزيز صبرة يكتب: قواعد التطهير الأربعة
ثمة رغبة ظاهرة لتطهير البلاد، بل هي حاجة وضرورة وشرط استمرار الحياة، وهي حاجة وضرورة يدركها الجميع رئيسا وحكومة وشعبا، ولا أبالغ إذا ما قلت إن التراب والأرض والسماء والسحاب والشجر والدواب وجميع الناس يريدون التطهير، فقد سئم الجميع الفساد.
وعندي أن عمليات التنظيف والتطهير لها قواعد أساسية سأشير باختصار مع شرح مبسط لأربعة قواعد أساسية لا غنى عنها أو عن إحداها.
أما القاعدة الأولى، فهي الإرادة العامة أو الإرادة الوطنية أو سمها القومية، وفي هذه الإرادة أو القاعدة الأساسية الأولى يجب أن تشمل كل إنسان في هذا الوطن، كل إنسان رئيسا ومواطنا مسئولا وجمهورا.
لن تنجح العملية دون إرادة حقيقية لدى الجميع، فعلى الرئيس أن يكون جادا ومصمما ومصرا وعازما وحاسما وحازما فهو يخوض الحرب الأصعب والأشرس والأخطر في تاريخ مصر.
وعلى المواطن أن يكون على نفس الدرجة من الإرادة الفولاذية وأن يتخلص من عادات وعاهات الحياة الفاسدة وأن يقاوم إدمان الفساد ويبدأ بنفسه التزاما بالصح وبعدا عن الخطأ بدءا من السير في الطرقات، فيسير في الاتجاه الصحيح ولوكان راجلا ويلتزم بالآداب والأذواق العامة والخلق القويم، حتى ينتهي بالأمانة والنزاهة في أداء عمله فلا يتكاسل أو يتراخى ولا يرتشي أو يفسد.
أما القاعدة الثانية فهي امتلاك القدرة والقوة، وهذه تحديدا يمتلكها الرئيس، فبلا مواربة وبدون لف أو دوران في الكلام، أنت يا سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بصفتك وشخصك تملك القوة جيشا وشرطة وأجهزة رقابية وتستطيع بوضعك التاريخي أن تتخذ خطوات غير مسبوقة وغير معهودة كما فعلت من قبل.
لن يستدعي الأمر تحريكا للدبابات وإقلاعا للطائرات وإطلاقا للصواريخ، ولكن، وبصفتي مواطنا يئن تحت ألم وعذاب سرطان الفساد أقول لك، إن لزم الأمر فافعل.
أما القاعدة الثالثة فهي العمومية والشمولية، هي أن يكون التطهير عاما وشاملا، وأن يشمل أولا جهات وأجهزة منوط بها التطهير، وأن يشمل في أول ما يشمل الإعلام، والذي أصبح جناحا أساسيا لبومة الخراب، مع جناح رأس المال الفاسد.
وأخيرا، الصدق، ذلك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، جميعا يجب أن نكون صادقين في التطهر.