الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجدي كمال يكتب: زاوية الكاميرا

مجدي كمال
مجدي كمال

في لغة الإخراج التلفزيونى أو السينمائي هناك مصطلح يسمى زاوية الكاميرا وهو حق أصيل للمخرج يبرز به المعنى الذي يريد أن يوصله للمشاهد؛ فلو أن المخرج أراد تصوير شخصية ما في أي عمل فحتمًا زاوية الكاميرا ورؤيته ستؤثر على طبيعة الشخص، فقد يبرزه من زاوية معينه شخصًا عظيمًا يمتلك القوة ومن زاوية أخرى قد يجعله صغيرًا ضعيفًا يثير شفقة المشاهد وتعاطفهم رغم أنه نفس الشخص ونفس المكان والزمان.

ولكل منا في الحياة زاوية معينه ينظر بها للأشياء؛ هذه الزاوية هي التي تحدد كيف ننظر إلى الأشياء و المرادف الدقيق لزاوية رؤيتنا هو كلمة " الظن ".

ماذا نظن فيما يحدث من حولنا؟ هل نظن فيه خيرًا أم نظن أنه الشر؟! 

وبشكل بسيط لو أنك تقود سيارة على طريق و أتت سيارة أخرى مسرعة لتحاول تجاوزك فماذا ستظن حينها وما هي زاوية رؤيتك لما يحدث؟!

هناك أمر من اثنين؛ إما أن تظن أن هذا السائق يريد أن يأخذ حقك في المرور وأنه سينال من كرامتك لو تركته يمر و بالتالى لن تسمح له بالمرور وقد يتطور الأمر إلى سباق وزحام قد ينتهى بمشاداه بينكما أو إلى أكثر من ذلك.

وإما ستظن أن هذا الشخص قد يكون ذاهبًا لنجدة مريض أو لديه موعد هام سيتأخر عنه أو أي مشكلة ما وبالتالي ستفسح له الطريق و تتركه يمر و تحتسب فعلك هذا عند الله.

الظن أو زاوية رؤيتك ينطبق بنفس الطريقة على كل شيء يحدث لك فإذا حدث لك أي مكروه ماذا سيكون ظنك؟ هل ستنظر إليه أنه إبتلاء و إن الله قدر لك الأصلح و أنك أفضل حالًا من كثير هم أشد إبتلاءً منك؟! أم أنك ستنظر إلى الأمر أنك لا تستحق هذا البلاء وأن ذلك يحدث لك بسبب عيون الحاسدين التي تلاحقك و تنقم على حياتك و تتساءل لماذا أنا الذي يحدث له ذلك دونًا عن كل الناس؟!

إن كل زاويه و ظن تنظر بهما هما ما سيشكلان حياتك في كل ما سيحدث لك لاحقًا فإذا أحسنت الظن و أحسنت الرؤية لما يحدث لك طابت حياتك ونعمت بكل ما فيها و إذا أسأت الظن ساءت حياتك و أصبحت حياه نكده لأن الحياة ستنفذ لك ما بداخلك من ظن و سأضرب لكم مثلًا بقصتين لنبيين من أنبياء الله أولهما سيدنا موسى حين أحاط به جنود فرعون من خلفهم وكان البحر أمامهم فقال له قومه من زاويتهم و ظنهم " إنا لمدركون " لكن سيدنا موسى بحسن ظنه و رؤيته للمشهد قال في ثقه " كلا إن معي ربي سيهدين " فهداه الله إلى شيء لم يكن يخطر على قلب بشر و شق له البحر و أغرق فرعون.

المشهد الثاني لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين كان يختبيء في الغار مع سيدنا أبو بكر إذ تملك الخوف و الحزن سيدنا أبو بكر حين رأى أقدام الكافرين أمام باب الغار فقال له النبي بحسن ظنه و رؤيته و يقينه بالله " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ". فأعمى الله عيونهم عنه و عن صاحبه رغم أنه لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآهم.

إن الحياة تتلخص في زاوية رؤيتنا و ظننا بالله؛ فإن حسن الظن حسنت الحياة و طابت.

ليجلس كل واحد منا مع نفسه وينظر إلى حياته من زاوية مختلفه و لن نخسر شيء لو أعدنا التفكير و لكن بطريقة نحسن فيها الظن بالله

يقول الله ىسبحانه وتعالى فى سورة الصافات " فما ظنكم برب العالمين ".

و يقول فى حديث قدسي " أنا عند ظن عبدي بي ".

" احسنوا زاوية رؤيتكم و احسنوا الظن بالله ".