الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة المؤخرة واجب عليهم!!


مما لا شك فيه أن الساحة الإعلامية أصبحت تشبه المستنقع بكل مافيه من موبوءات ومؤرقات، كما أن الملاحظ أيضا أن برامج التوك شو أصبح همها الأعظم (السبونسر) أو ما يسمى بالعربية الراعى والذى لا يحرص على شىء سوى جلب الأموال بطريقة ارتفاع نسب المشاهدة على حساب المضمون والمحتوى. 

فى المستنقع، أقصد الفضائيات، رأينا العجب العجاب باستضافة من أصبحوا فى غفلة من الزمن شيوخا وغيرهم ممن اقنعوا الفريق الأعظم من المتابعين لمثل هذه النوعيات من البرامج بأن ضيوفهم يعرفون الغيب وبان لديهم قدرة على طرد الأرواح الشريرة وتسخير الجن وتحقيره ايضا. 

ومنذ فترة ليست بالقصيرة شاهدنا من قام باخراج الجن (اليع) من جسد الفتيات وبحرقه، ولا ادرى لماذا يسكن الجن جسد الإناث فقط ولا يستطيع أن يقترب من الرجال وفقا لما رأيناه على شاشات الفضائيات، كما رأينا أيضا وشاهدنا بعين الحسرة والقرف من استضاف من على هذه الشاكلة وهو يعرض فى فيديوهات ولقطات انه وبقدرة قادر استطاع ان يخمد حرائق فى بيوت وقرى عجزت دوائر إطفاء المحروسة مجتمعة على اطفائها.

 رأينا الكثير والكثير على هذا الصعيد وفى هذا الصدد؛ المهم اننا رأيناهم وهم يستقطبون المزيد والمزيد من المصريين، وللاسف ليسوا من الجهلاء ولا الفقراء فقط بل من علية القوم وأغناهم، رأينا أيضا برامج تستضيف من يقرأ الكف والفنجان ويعرف الطالع والنازل والمستخبى؛ ولكن أن تعرض عليك الفضائيات فى حلقة لإعلامى كبير له وزنه وحجمه المهنى تعرض استضافته لمدعى من المدعين الكثر الجدد وهو يقرأ مؤخرة فتاة ويطلب من الجن الساكن فيها أن يخرج ويذهب إلى الإعلامى الشهير ويسلموا عليه ويقولون له أن شيخهم المنقطع عن الظهور فى أى شاشة منذ سبع سنوات انما جاء هذا اللقاء لحبه للإعلامى الأشهر.

 هنا فقط يجب أن نعيد ترتيب أوراقنا الإعلامية ونقيم خطانا والمردود العائد من استمرار هذا السفه ، ولابد أن نطرح تساؤلا محزنا وهو من المستفيد من هذه التفاهات؛ التى أصبحت فوهة بركان تبتلع كل شىء ولا يهمها سوى استمرار الغليان اقصد غليان من لايزال فى قلبه ذرة وطنية وحب لهذا الوطن المأسوف على خطاه الإصلاحية التى يجرها إلى الوراء المتشدقين المتحذلقين ؛ والذين يجعلوننا نرد عليهم بمثلما رد عليهم الخلوق عندما قال وهو فى قمة حدته اتقوا الله فى بلدكم. 

كيف وصل الإعلام لهذا الدرك الأسفل من تناول الموضوعات؟ ولماذا أصبحت كل البرامج تلهث وراء الخزعبلات والجن والجنس ؟ لماذا لم يعد فينا رشيد يوقف هذا العبث؟ وإلى متى ستسيطر النون على الميم ويستمر الإعلان خانقا للإعلام ؟ وهل غاب عن الجهات المعنية الآثار البغيضة لاستمرار هذا الزبد المسمى توك شو؟

تعلمنا فى كلية الإعلام عكس ما نراه، وعلمتنا الميديا خلاف ما تعلمناه وماسعينا من أجله، هل أصبحنا فى زمن من يمسك على علومه الإعلامية كمن يمسك على مبادئ مففودة مفتقدة ؟ 

وهل صار الإعلام يعج بالبيض الفاسد فقط ولايوجد صالح ؟ تكثر التساؤلات وتتزاحم لتصل لحجم المؤخرة التى كان الشيخ الوقور يقرأ طالعها ويخرج ساكينيها ويأمرهم بالسلام على من استضافه؛ ليجعلنا وكلنا على قلب راجل واحد ومؤخرة زمان مستاء ؛ ان نتضرع لمن بيدهم أمرنا وأمر الإعلام المنير أن يخلصونا من هذه الشرذمة ويعيدوا لنا جزءا ولو بسيط ممن تربينا عليه وآمنا به من قيم إعلامية وقمم أدركنا معها أن المؤخرات لا تظهر إلا لأسباب بيولوجية وليس إعلامية تنويرية جنوية...قولوا معى وادعوا على الضالين وبصوت واحد رددوا بعد أى دعاء ترتضونه ..آمين آمين
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط