EN 
أيام قليلة.. ويَهل علينا عيد الأضحى المبارك، وسيُقبل المصريين على ذبح الأضاحى، فمنهم من لا يستطيع أن يضحى، ومنهم من يلجأ الى شراء لحوما من الجزار مباشرة دون أن ينظر الى اللحوم التى يقوم بشرائها ولا يعلم أنه قد يشترى سموما وأمراضا له ولابنائه، كما أنه لا يدرى إن كانت هذه اللحوم مختومة أم لا، لأنها إن لم تكن مختومة فهذا يعنى أن الجزار قام بذبح الحيوان على الترع والمصارف، أو فى الشوارع فى الريف دون أن يتم الكشف عليها من قبل طبيب بيطرى متخصص يقوم بفحص الذبيحة، ويؤكد خلوها من الأمراض وهذا لا يتم ولا يحدث سوى فى المجزر فقط .
لكن قبل عيد الأضحى.. هل نظر من ينوي الأضحية يومًا إلى اللحوم المعلقة لدى الجزار وتأكد عما إذا كانت مختومة بالختم الأحمر أم لا ؟.. وهل تعلم يا من تريد الأضحية كم عدد الأمراض التى تنتقل من الماشية المصابة إلى الإنسان مباشرة لو كان الحيوان مريضا، أو إن تم ذبحها خارج أماكنه الشرعية؟، فقد قدر خبراء الطب البيطرى أن هناك ما يقرب من 42 مرضا تنتقل من اللحوم الى الانسان اذا كانت مريضة، وأن أخطر الأمراض التى تنتقل من اللحوم الى الإنسان هى السل والدرن الرئوى والطفيليات كالديدان الشريطية والحميات العادية والتسمم الغذائى والسليورسيلا ومرض البروسيلا وتليف الكبد.
كما إن من أشرس تلك الأمراض فتكا هو مرض السل لأن ميكروب مرض السل ميكروب محوصل لا يتأثر بدرجة الحرارة عند سلق اللحمة في الماء المغلي، وينتقل هذا المرض إلى الإنسان إضافة إلى مرض الدودة الشريطية وقد تؤدى لوفاة الإنسان لأنها تصيب عضلة القلب مباشرة، إضافة إلى مرض الحمى القلاعية ومرض الجلد العقدى الذى يصيب الحيوان، وقد ينقلا أمراضا إلى الإنسان، إضافة إلى مرض حمى الوادي المتصدع والتى تنتقل الى الإنسان مما يصابه بحمى مرتفعة تؤدى إلى الوفاة.
والأعجب من كل هذا أن العقوبة ضعيفة على المخالف، فالقانون يعاقب كلا من المخالفين بغرامة تبدأ من 500 إلى ألف جنيه، كما أن أقصى عقوبة هي الحبس شهر، فيجب تعديل قانون الذبح خارج المجازر وتشديد العقوبة به كما يجب على الحكومة منح الأطباء البيطريين الضبطية القضائية وزيادة أعدادهم فى إدارات الطب البيطرى بمختلف المحافظات، وتشديد الرقابة على الأسواق والقرى الريفية التى تنتشر فيها هذه الكارثة.
وأخيرًا.. لا ننسى أن عدد من العلماء قد أفتى بأن ذبح الماشية في الشوارع والطرقات دون الكشف عليها حرام شرعا، مستندين في فتواهم للحديث النبوى الشرف الذي يقول لا ضرر ولا ضرار.
