بشرى التونسية تكتب: أمنية أنثى

رغم تقدم العصر واكتساح التكنولوجيا حياتنا على جميع المجالات ..الا اننا لازلنا نفتقد إلى تلك الثقافة التي تحدد علاقة الرجل بالمرأة .. لا يزال البعض يفتقر إلى تلك المادة التي تنص ان العلاقة بينهما لا تبنى على الجنس أو المصلحة المادية .. لازلنا نجهل ان المرأة لا تسعى في حديثها معك إلى علاقة أو هدف له أبعاد مادية تحللها حسب منظار العصر الذي صار الدين آخر اهتماماته .. المرأة ربما تحتاجك كأخ يزودها بالنصيحة التي تراها انت الأنسب من وجهة نظرك كرجل للاحداث.. ربما تحتاجك كصديق.. باتم ما تعنيه هذه الكلمة من معاني سامية نفتقدها كثيرا.. المرأة تخشى منك تلك النظرة الشهوانية أو الكلام الذي يلمح إلى مغزى مادي يمس من مشاعرها أو كرامتها كأنثى عربية مسلمة ... المرأة إن أرادت الغاية الغير شرعية لن تبحث عليها كثيرا بين الأسطر بل ستجدها بأبسط الطرق وأسرع الوسائل..
لا يزال مجتمعنا العربي يعيش في قوقعة الجهل ويربط شرف المرأة بمكوثها وسط الأربع جدران جاهلا أن من يريد الغدر أو التعدي عن المبادئ سيخترع ألف سببا وألف طريقة توصله لهدفه..
المرأة الشفافة في مبادئها والواضحة في نواياها ستفرض وجودها وسط قبيلة من الرجال دون أن يقترب منها إصبعا لا يدا . ولو كان عددهم ألفا سيكون تعدادها هي ألفا وواحدا.. لن تزعزعها مواقف ولن تخيفها أهوال الظروف.. ستكون لرياح المصاعب بالمرصاد ...
للاسف لايزال البعض يصور لنفسه أن المرأة مجرد مادة للاستهلاك متناسيا أنه قد خلق من أحشاء إمرأة .. وتربى على صوت أخت تهدد كل من يعاكسها به كأخ.. وأن غدا ستكون على ذمته إمرأة تولد من أحشاءها إبنة ..
المرأة حتى وإن أحبتك ووثقت بك كرجل ..كسند... إحترم ثقتها ولا تجعلها في خانة الضعف .. فالمشاعر أغلى شيء يهدى للبشر.. ألا يكفي أنه من مصدر الحياة ينبع.. فالقلب هو الدينامو الذي يفعل الجسد ويمنحه الحياة .. وهي قد منحتك نبضها فلا تخذلها.. ولا تستهزأ بضعفها.. وكن معها لا عليها ..