الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء يختتم فعالياته

مهرجان قلعة صلاح
مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقي والغناء يختتم فعاليات

اختتم مساء الجمعة مهرجان (قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقي والغناء) فعاليات الدورة السابعة والعشرين، وسط إقبال جماهيري كبير من مختلف الفئات والأعمار، وكذلك من السياح العرب والأجانب وعدد من أبناء الجاليات بمصر.

وقد نظمت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر هذه التظاهرة الثقافية الفنية الكبيرة على مدار 16 يوما تحت إشراف الدكتور مجدي بغدادي رئيس البيت الفني.

ونظرًا للإقبال الكبير وازدياد أعداد الجماهير فقد قامت دار الأوبرا ، منذ الأيامً الأولى للمهرجان ، بتوفير ثلاثة آلاف مقعد اضافي ليصل عددها الي عشرة آلاف مقعد ، ودعمتها بشاشات عرض خارجية لتغطي جميع ساحات الحدائق الخارجية "بمحكى القلعة" لاتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة الحفلات والاستمتاع بالفقرات المختلفة.

ويعد مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقي والغناء الأعرق من بين المهرجانات التي تنظمها دار الأوبرا المصرية ؛ وحصل هذا العام لأول مرة على الشارة الدولية، حيث شاركت فيه 6 دول عربية وأجنبية، بجانب مصر، هي فلسطين وسوريا وتونس الصين والمكسيك وبنما.

وتضمن المهرجان 37 حفلا فنيا أحياها نخبة من نجوم الغناء في مصر والوطن العربي ، إضافة إلى مشاركة الفرق الغنائية والموسيقية الدولية.
ومن أبرز المطربين المصريين الذين شاركوا هذا العام : هاني شاكر وعلي الحجار ونادية مصطفى وإيمان البحر درويش ومحمد الحلو وخالد سليم وهشام عباس وإيهاب توفيق ومدحت صالح ونسمة محجوب ، إضافة للمنشد ياسين التهامي ؛ ومن خارج مصر : التونسية غالية بنعلي والسوري مجد القاسم والفلسطينية دلال أبو آمنة.

كما شاركت فرق موسيقية وغنائية منها إيكال انساملي من المكسيك ، وفريق بنما للفلكلور، وأوركسترا الصين للموسيقى التقليدية، وأوركسترا النور والأمل من مصر.

وأوضح مجدي صابر رئيس دار الأوبرا أن إدارة الأوبرا حرصت على التنوع في البرنامج الفني للمهرجان ما بين موسيقى كلاسيكية وجاز وغناء وطرب وإنشاد صوفي ليناسب جميع الفئات ، مضيفا أن المهرجان أصبح متنفسا حقيقيا لعموم الشعب من البسطاء ، ونجح في النفاذ إلى قلوبهم لتنوع فقراته ، وأهم ما ميزه هو التلاحم الحقيقي والمباشر مع الجمهور.

وشهدت هذه النسخة تكريم وزيرة الثقافة الدكتورةً ايناس عبد الدايم ، خلال حفل افتتاح المهرجان ، عددا من رموز الفن والإعلام ممن أثروا في تاريخ المهرجان في دوراته السابقة بتسليمهم شهادات التقدير ودروع التكريم وهم المطربين هاني شاكر ومدحت صالح، وعازف الكلارينيت بأوركسترا القاهرة السيمفوني ورئيس البيت الفني الأسبق الدكتور محمد حمدي، وعازف الفيولا علاء خليل، وسيد أمين أبو الهدى مخرج حفلات الأوبرا بالتلفزيون المصري، والكاتبة والناقدة الصحفية كريمان حرك، وحاتم منصور خبير ضبط وصيانة البيانو.

ومن ناحية أخرى، أظهر حصول المهرجان على الشارة الدولية ، بخلاف الجانب الثقافي، طابعا سياسيا ودبلوماسيا ، فتزامنا مع ذكرى مرور 62 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين ، أحيت أوركسترا الصين للموسيقى التقليدية حفلا ضمن فعاليات المهرجان حضره المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة وعدد من أبناء الجالية بمصر.
وجاءت هذه الحفلة ، التى أقيمت بالتعاون مع سفارة الصين ، من منطلق حرص البلدين على توطيد العلاقات الثنائية لا سيما الثقافية ، حيث قدمت أوركسترا الصين للموسيقى مجموعة متنوعة من القوالب الموسيقية الصينية المختلفة منها التقليدية والكلاسيكية والمعاصرة التي تعكس مظاهر الحياة فى الصين وتتنوع موضوعاتها بين الحب والفرح والشجن والطبيعة الخلابة.
وكذلك شهد المهرجان احتفالا بمرور 60 عاما علي العلاقات الدبلوماسية المصرية البنمية ، حيث قدمت فرقة بنما للفلكلور ، التي شاركت لأول مرة في مهرجان القلعة ، حفلا بهذه المناسبة بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين ، حضره سفراء وقناصل دول أمريكا اللاتينية من الأرجنتين ، باراجوي ، أوروجواي ، فنزويلا ، المكسيك ، بوليفيا وبنما ، والمستشار الثقافي لسفارة بنما وعدد من أبناء الجالية البنمية بالقاهرة.
كما حرص ثلاثة من سفراء دول أمريكا اللاتينية (المكسيك وبوليفيا وتشيلي) على حضور حفل فرقة "إيكال إنسامبل" المكسيكية ضمن فعاليات المهرجان.
وفيما يتعلق بحفلات المشاركين العرب ، شهد حفل فرقة "ياستي" للفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة حضور عدد كبير من الجماهير الذين حرصوا على التواجد في أول حفل للمطربة بالقاهرة ، وقدمت دلال أبو آمنة نموذجا فلسطينيا يدافع ويحافظ على التراث والهوية الموسيقية الفلسطينية من خلال فكرة مشروع "يا ستي" المكون من مجموعة من الجدات الفلسطينيات الكبار بالعمر ، واللواتي يتغنين معها على المسرح بوصلات غنائية نسائية فلسطينية من التراث ، في جلسة تستحضر روح العائلة الفلسطينية قبل النكبة ، مما يعد من النماذج الفنية التي تؤكد على الهوية الفلسطينية وتفرضها على الساحات الفنية العربية والعالمية لتعريف العالم بالتراث الفلسطيني ، وقد أهدت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة أغنية لمصر والمصريين اعترافا بمواقف مصر الداعمة للقضايا الفلسطينية ودورها في حماية الهوية الثقافية والتراثية العربية.
كما حضر الألاف من الجماهير المصرية حفل المطربة غالية بن على التي قدمت خلال الحفل فقرة غنائية على شكل دويتو مع إبنتها وسط تصفيق الحضور على إبداعها فى الغناء ، وأهداها أحد الجمهور العلم التونسي.
وقد أبدع النجم السوري مجد القاسم في حفلته وسط آلاف من الحاضرين والمحبين لفنه ، وفاجأ جمهور حفله الغنائى بصعود النجمة المصرية مى كساب لتشاركه الغناء بأغنية "غمض عينيك" التى سبق وقدماها دويتو منذ أكثر من 15 عاما. 

ونجحت دار الأوبرا في جعل قلعة صلاح الدين بالقاهرة ساحة فنية مصرية عربية ودولية يحرص على المشاركة فيها الآلاف ، فضلا عن نجاحها في التنظيم والحرص على التنوع الثقافي والإهتمام بالمطربين الشباب مع كبار النجوم المصريين والعرب.

وقالت الدكتور إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة إن مهرجان القلعة عكس الصورة الحضارية لمصر من خلال تلاحم الجمهور مع الفنون بين أسوار القلعة التي أصبحت حصنا جديدا للدفاع عن الفن والذوق العام. 

وكانت الدكتور إيناس عبد الدايم قد أشارت الى أن الفضل في نجاح المهرجان ووصوله إلي أولي خطواته العالمية يرجع إلي الجمهور المصري الذي صعد يوميًا بالآلاف للقلعة من أجل الاستمتاع بالفن الراقي ، وهو الهدف الذي تسعي له وزارة الثقافة لتحقيق العدالة الثقافية بين جموع المواطنين.