الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل ساعات من العيد .. المجمعات ومنافذ التموين وسيلة المواطنين للهروب من نار أسعار اللحوم .. صور

صدى البلد

تشهد أسواق اللحوم قبيل ساعات من عيد الأضحى ارتفاعا في الأسعار.. وحاول المواطنون التغلب على ذلك، عبر المجمعات الاستهلاكية ومنافذ البيع وبعض محلات الجزارة ذات التسعيرة المخفضة، وفي هذا السياق رصد موقع " صدى البلد" أسواق اللحوم في يوم وقفة العيد الكبير.




وقف "أشرف خلف" موظف بالقطاع الخاص ويعول 4 أفراد، وسط طابور طويل من الزبائن، أمام محل جزارة شهير في ميدان الدقي، ليستغل عرضا مميزا أطلقه المحل في الأيام الماضية، قائلًا " بصراحة إحنا قربنا على آخر الشهر وتقريبًا فلوس المرتب خلصت، بس للحق أنا شلت جزء منه عشان اشتري لحمة للأولاد والمدام، وقلت فرصة أن محل جزارة كويس عامل عرض مناسب يخليني اعرف اشتري 5 أو 6 كيلو لحمة على الأقل نعيد بهم أنا والعائلة".

وذكر الموظف الأربعيني أن راتبه نحو 3 آلاف جنيه شهريًا، وأن هذا الراتب بالكاد يكفي لسد مصاريف أسرته التي يعولها، مضيفًا: " يمكن المرتب على القد بس مينفعش ما نجبش لحمة فى العيد، زمان كنا بنحوش ونجيب خروف أو أضحية وكانت بتقضي لكذا شهر قدام، بس حاليًا الموضوع بقى صعب، يادوب كام كيلو لحمة وصلوا 1000 جنيه عشان يقضونا العيد وبعد العيد أن فاض شئ".


خارج محل جزارة بالجيزة حمل "خالد لطفي" السكين بملابسه المغطاة بالدماء، ليبدأ بتشفية اللحم من الدهون بدقة متناهية تعبر عن خبرته، قائلًا:" العيد الكبير معروف للكل أنه موسم والجزارين بيشتغلوا فيه عن الأيام العادية، مينفعش أنكر أن سعر اللحمة غالي وبقى فوق مقدرة الناس، بس تكلفة تربية الخرفان والجاموس عالية، خصوصًا تكلفة العلف والرعاية البيطرية والربح مبقاش كبير زي الأول".


يجزم الجزار الشاب أن إقبال الزبائن على اللحم الضاني والكندوز أكثر بكثير من شراء اللحم البتلو لقلته في السوق وغلو سعره، في حين يفضل الكثيرون شراء الضاني لسهولته في الشوي ولذته في الطعام موضحًا:" الناس بتحب الضاني أكتر عشان طعمه وشويه، وفي ناس كتير دلوقتي بتفضل تشتري لحمة صافي عن انها تشتري خروف أو جدي وتدبحه، لأن تكلفته بتبقى أعلى وفيه هدر كتير". 


وبيد يتخللها بقايا دماء ولحم وضع "خالد" قطعة من القماش الأبيض على ذبيحته وهو ينظر لأحد زبائنه ليطالبه بحسابه، الذي تجاوز نحو 800 جنيه مقابل 5 كيلو من لحم الكندوز والضاني قائلًا:" اقل زبون ممكن يشتري بـ 500 جنيه وميقضوش 3 كيلو لحمة، وفين ناس بتشتري بـ 3000 جنيه وأكتر، كل واحد على حسب مقدرته وإحنا بنحاول نساعد اللي على قده ونخفض له السعر شوية".


داخل أحد المجمعات الاستهلاكية الكائنة بمنطقة الهرم وقفت "ميرفت علي" أمام ثلاجة زجاجية لاختيار عدة كيلو جرامات من اللحم المشفى، لانخفاض سعرها عن السوق والذي يتراوح ما بين 75 إلى 95 جنيها، حيث أعدت "ميرفت" ميزانية تصل إلى 800 جنيه لشراء قرابة 10 كيلو من الضأن والكندوز، لتكفي أفراد عائلتها الخمس خلال أيام العيد الأربعة بحسب قولها.


ترى الموظفة الخمسينية أن الجمعيات الاستهلاكية أرخص بكثير من محلات الجزارة، وأن لحومها جيدة مثلها مثل اللحوم البلدي موضحة:" أنا بقالي اكتر من سنتين بشتري اللحمة من المجمعات الاستهلاكية قبل كل عيد كبير، لأنها أوفر ومضمونة وبدل ما ادفع 1500 جنيه ادفع 800 جنيه وأجيب 10 أو 9 كيلو سواء ضانى أو كندوز أو مفروم أو كبدة.. أسعار اللحمة غالية نار في محلات الجزارة وده موسم فبيغلوا على الناس أكتر، عشان يكسبوا لكن المجمعات بيبقى عليها رقابة وسعرها موحد ومفهوش أي تلاعب".


وسط زحام شديد أمام سيارة مدون عليها منفذ بيع تابع لوزارة التموين والخدمة الوطنية بميدان الجيزة، حاول "عماد فهمي الشاب الثلاثيني إيجاد موضع قدم لحجز مكان له عبر صف مزدحم بالمشترين، من أجل شراء 4 كيلو جرامات من اللحم لكون أسعار المنافذ أقل بكثير من محلات الجزارة و المجمعات الاستهلاكية من وجهة نظره والذي حدثنا قائلًا: " دي أول مرة اشتري من منافذ البيع لحمة العيد شفت سعرها لقتها رخيصة وأكيد هتبقى مضمونة لأنها تبع التموين وجهات حكومية، وللحق أسعار السوق فوق طاقتي ومرتبي".