الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: الأيدي المرتعشة في الجامعات الخاصة

صدى البلد


من المؤكد ان الادارة في الجامعات الخاصة المتمثلة في رؤساء مجالس الادارات ومجالس الامناء , هي المسؤلة عن العملية التعليمية والادارية معا بينما يظل منصب العميد وامساعديه مناصب شرفية اكثر منها مناصب مؤثرة في العملية التعليمية الجامعية الخاصة وفي الغالب ما تضع الادارة الخاصة لها اعين في كل مكان بالجامعة وتحرك عمداء الكليات والاستاذة مثلما تحرك قطع الشطرنج او ورق الكوتشنة من اجل حصد المزيد من المكاسب المالية الخيالية من جيوب اولياء الامور الذين يتكبدون الامرين من اجل تعليم اولادهم بشكل جيد ! وربما يستثني من هذه الجامعات الخاصة الاكاديميات وبعض المعاهد العليا المحترمة التي تعمل بنظام مؤسسي بعيدا تماما عن الادارة واصحاب المعهد وملاكه!

بينما الوضع في معظم الجامعات الخاصة يختلف عن ذلك بكثير فعمداء الكليات الذين حصلوا علي الاستاذية في الغالب في تخصصاتهم المختلفة وربما لهم ابحاث قيمة ومؤلفات , يرتضون بهذه الاوضاع السيئة وغير الشرعية التي تنتهجها الادارة في الجامعات الخاصة و ربما لا يوافقون عليها من داخلهم ولكنهم يقبلونها طواعيا لاجل الراتب الكبير الذي يعادل 5 اضعاف راتب الجامعة الحكومية , فيقبلون مسايرة اوضاع خاطئة ربما تحت اغراءات المال التي يقدمها اصحاب الجامعات الخاصة لهم كل شهر ومقابل ان يوافقوا علي تعيين ابنائهم من الحاصلين علي شهادات الدكتوراه والماجستير المضروبة حديثا في جامعاتهم الخاصة , كما حدث مع احد العمداء لاحدي كليات الرأي والذي فشل في قيادة اتحاد الاذاعة لمدة شهرين تقريبا وتم اقالته بعد مطالبة شعبية بذلك وعاد مجدد الي الجامعة الخاصة وتم الموافقة علي تعيين ابنته بالجامعة ارضاءا لوالدها الموجود في منصب عميد الكلية وهي الجامعة التي اشتهرت ببيع الوهم للطلاب ولاولياء الامور بشهادات غير معتمدة وغير معترف بها وهذا يعد مثالا صارخا لبيع الشهادات لمن يدفع من أولياء الامور الاغنياء والمشاهير في الفن مثل الجامعة الموجودة في المقطم والتي زعمت كذبا وبهتانا بانها لديها تعاقد واتفاق مع احدي اشهر الجامعات البريطانية وهي جامعة ويلز ثم اتضح فيما بعد ان الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي لا تعرف عنها شيء ! ورغم ذلك وافق عمداء الكليات المختلفة بهذه الجامعة علي هذه الاوضاع الخاطئة والغير شرعية باي حال من الاحوال لاجل المال والراتب الخيالي وتعين الابناء فيها !

ويذكر ان هؤلاء العمداء قد استقالوا من جامعتهم الحكومية ومنهم من حصل علي اجازة طويلة دون راتب من اجل الاستمرار في هذه الجامعة التي تحصل اموالا باليورو والاسترليني بجانب الدولار والجنيه , مقابل رواتبهم الخيالية التي تفوق أي مكان اخر, ناهيك عن عدم التطرق الي قبول طلاب راسبين في الثانوية العامة بالجامعة واخرون دبلومات امريكية واخرون ثانوي صناعي واخرون لا يحصلون علي المجاميع المقررة لدخول كليات القمة مثل الطب والهندسة وطب الاسنان بل يصل الامر احيانا الي الحاق بعض ممن حصلوا علي 50 % في الثانوية العامة في كليات القمة بالمخالفة للقواعد والدرجات ومكتب التنسيق وربما يحدث هذا بعيدا عن الرقابة ووزارة التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات والجامعات الخاصة .!

ويحدث اشياء كثيرة غير هذا تحت اعين وسمع عمداء الكليات دون ان يحركوا ساكنا بسبب ان الادارة تريد ذلك ويفعل العمداء هذا من منطلق ايمانهم بانهم يعملون في مشروع تجاري بحت ويسيرون وراء المثل القائل "اربط الحمار مكان ما يقول صاحبه"! فحولوا بذلك العملية التعليمية الجامعية الي حمار يتم ربطه وفقا لرغبات ملاكه!

ناهيك عن عمليات التعينات الجامعية لاعضاء هيئة التدريس الجدد تتم من خلال الادارة في الغالب والتي تجبر العمداء علي تعيين من تشاء من المدرسين اعضاء هيئة التدريس وتطلب اقالة من تشاء منهم , وفقا لنظرية الترغيب والترهيب ونظرية دهب المعز !

علي أي حال فاحوال بعض الجامعات الخاصة الان ومن قبل عشرات السنين لا يسر عدو ولا حبيب بسبب السيطرة غير الطبيعية للادارة ورؤساء مجالس الامناء علي الادارة التعليمية – ان وجدت- اصلا بالجامعة , ناهيك عن اعطاء الادارة المالكة لهذه الجامعات لنفسها مراتب علمية غير واقعية مثل دكتور او استاذ دكتور دون ان يكون قد حصل علي درجة الدكتوراه اصلا وانما هو لقب يلصق به بمباركة العميد مثلما يحدث مع احد الملاك من التجارة والذي لم يحظي علي نسبة كافية من التعليم الا انه يلقب بالاستاذ الدكتور علي طريقة فيلم عادل امام مرجان احمد مرجان !

ومن ثم فان بعض عمداء الكليات في الجامعات الخاصة يعيشون بايدي مرتعشة ويقبلون ما لا يرضون عنه وربما يتورطون بعد ذلك في فضائح وتحول للقضاء بسبب اغراءات الادارة في الجامعات الخاصة لهم بزيادة الرواتب والحوافز والبدلات والاضافي والانتقالات والعلاج وغيرها من البنود التي تجعلهم يعملون ما تمليه عليهم الادارة الجامعية الخاصة دون اعتراض من منطلق "اطعم الفم تستحي العين "!