الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تعيد أديس أبابا رسم خارطة القرن الأفريقي.. آبي أحمد يبحث اتحاد دول شرق أفريقيا.. خطوات إثيوبية متسارعة لإنهاء الصراعات في المنطقة

صدى البلد

  • آبي أحمد ينهي سنوات من القتال مع إريتريا
  • رئيس الوزراء الإثيوبي يسعى لصفر مشكلات لكن هل ينجح في ذلك؟
  • دور إثيوبي ملحوظ في المصالحة بدول القرن الأفريقي
  • أديس أبابا تشعى لتشكيل دولة واحدة بشرق أفريقيا

تشهد الساحة الإثيوبية حراكا سياسيا كبيرا من وصول رئيس الوزراء الدكتور، آبي أحمد، المنتمي إلى عرقية الأورومو، التي تعتبر أكبر عرقية في إثيوبيا وقادت الاحتجاجات المناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات، تمثل هذا الحراك داخليا في محاولة المصالحة بين الأطراف الداخلية المتصارعة والحركات المتمردة، وعمل مصالحة مجتمعية.

تمثلت الرؤية التي يعمل آبي أحمد على تحقيقها في قوله لفصائل المعارضة في البلاد، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية: "المعارضة لو اجتمعت كلها لا تملك جيشا مقداره عشرة آلاف جندي، لهذا يجب التعاون فيما بيننا، ليس بمفهوم الغالب والمغلوب بل بالعمل معا".

وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي على أنه يريد أن تكون إثيوبيا في وضع يتيح للجميع الانتصار فيها، مشيرا إلى أن التحول الإصلاحي جاء من قبل الشعب الإثيوبي وليس من قبل الأفراد والجماعات، وقال: "لسنا بحاجة إلى نظام سياسي يكون الواحد غالبا والآخر مغلوبا".

وعلى الرغم من العقبات الداخلية التي ربما تواجه آبي أحمد في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب، خاصة أن سياسته الداخلية التي ينتهجها ستسحب البساط السياسي من تحت أقدام أطراف إثيوبية تصدرت المشهد السياسي في البلاد لسنوات طويلة، يعمل آبي أحمد على انتهاج سياسة ما يمكن أن يطلق عليه سياسة "صفر مشكلات" في تعامله محيطه الإقليمه ودول الجوار، خاصة منطقة القرن الأفريقي التي احتلت مساحة كبيرة من الجهود السياسية والدبلوماسية الإثيوبية خلال السنوات الماضية، فيما قبل وصوله إلى الحكم.

السياسة الخارجية لآبي أحمد، إذا واصلت القفز بمعدلاتها الحالية يمكنها أن تغير الكثير من الأوضاع الجيوسياسية في أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، رغم أن تلك الأوضاع كانت على مدى السنوات الطويلة الماضية من محددات السياسة الخارجية الإقليمية والإثيوبية.

التسوية مع إريتريا
فبعد الحرب الضروس التي خاضها الطرفان الإثيوبي والإريتري، وكان لها ما لها من الخسائر البشرية والاقتصادية، تمكن آبي أحمد، بعد وصوله إلى سدة الحكم، من تطبيع العلاقات مع العدو السابق وصديق اليوم "إريتريا" ووقع مع الرئيس الأريتري، آسياس أفورقي، في العاصمة الإريترية، أسمرا، إعلان "سلام وصداقة" تضمن إعلان نهاية الحرب بين البلدين والعمل على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات والتبشير بعهد جديد من التعاون والتنمية وتنفيذ قرار ترسيم الحدود بين البلدين واستئناف العلاقات الدبلوماسية ورحلات النقل والتجارة بين البلدين، تكللت في النهاية بافتتاح السفارة الإثيوبية في أسمرا، وبدء تسيير رحلات تجارية إلى ميناء مصوع الإريتري الاستراتيجي.

جيبوتي والصومال
يقول سفير جيبوتي لدى الرياض، ضياء الدين سعيد بامخرمة، في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، إن الحراك الدبلوماسي الذي تسبب به آبي أحمد في المنطقة، حتى آتى ثماره في استعادة العلاقات الأخوية والدبلوماسية بين إثيوبيا وإريتريا من جهة، وبين الأخيرة والصومال من جهة ثانية، بعد قطيعة طويلة، ثم أتى الدور على حلحلة الأزمة بين جيبوتي وإريتريا، وهو ما تمثل في زيارة وزير خارجية إريتريا عثمان صالح إلى جيبوتي يوم 6 سبتمبر الجاري، يرافقه مستشار الرئيس الإريتري يماني جبر آب، ووزير خارجية إثيوبيا ورقيني قبيو، ووزير خارجية الصومال أحمد عيسى عوض، حاملًا رسالة مفادها رغبة إريتريا في فتح صفحة جديدة من السلام مع جيبوتي. وقد تم في جيبوتي الترحيب رئيسًا وحكومة وشعبًا، بما حمله وزير الخارجية الإريتري؛ حيث نجحت الزيارة في وضع الأسس اللازمة لبداية مرحلة جديدة من استعادة الثقة بين الجانبين.

الرحلات الخارجية
قام رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، منذ وصوله إلى رئاسة الوزراء، بعدة زيارات خارجية، تكشف للمدقق فيها إدراكه أن أهداف زياراته الخارجية تمتلك العديد من محاور حلحلة الوضع المتدهور في القرن الأفريقي، حيث زار آبي أحمد الولايات المتحدة الأمريكية إدراكا منه للتحالف الإثيوبي - الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى زيارته إلى مصر التي لها دورها المحوري أفريقيا، وكذلك المملكة العربية السعودية التي تمتلك علاقات اقتصادية ودبلوماسية وسياسية مع دول القرن الأفريقي، وهو ما قد يسهل من مهمة رئيس الوزراء الإثيوبي في مهمته التي يسعى إليها.

دولة واحدة؟!
تعزز التحركات التي يجريها رئيس الوزراء الإثيوبي نظرته الشمولية للوضع في القرن الأفريقي، والتي يبدو من خلالها سعيه إلى تشكيل تحالف أو تكتل من دول القرن لتصبح قوة اقتصادية لها ثقلها وتأثيرها في الاقتصاد الإقليمي وربما الدولي إذا ما تم استغلال الموارد الطبيعية في تلك الدول بشكل جيد، حيث ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية أن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، لديه رغبة في تشكيل دولة قوية في منطقة شرق أفريقيا، وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية "إينا" أن آبي أحمد أعرب عن أمله في توحيد كل دول القرن الإفريقي (إثيوبيا واريتريا والسودان والصومال وجيبوتي وجنوب السودان) من أجل تشكيل دولة قوية في المنطقة.

وبحسب الوكالة، فقد ناقش رئيس الوزراء الإثيوبي هذه الفكرة مع الرئيس السوداني، عمر حسن البشير وقال آبي أحمد: "ناقشت معه أن الناتج المحلي الإجمالي لكل من إثيوبيا والسودان على حدة أقل من الناتج المحلي الإجمالي لدول شرق الأوسط، وبالتالي لو توحدنا بدلا من التفرق سنكون أفضل منهم".

وذكرت الوكالة أن الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، قبل الرأي قائلا: "سنناقش ونتشاور في هذه القضية".

وأضاف آبي أحمد: "لو فعلنا هذا لتمكنا من تأسيس دولة تتوفر فيها الموارد الأساسية، ولكن طالما تفرقنا فلن نتجاوز محطة طلب الإعانات من الصين ودول أخرى"، داعيا الشعوب لتأييد هذه الفكرة ومساندتها.